انطلاقة مرتبكة شهدها الموسم المسرحي لولاية الخرطوم ? الجارية فعالياته بين ظهور وتقطع أبدى بعض المسرحيين تحفظهم على بعض الممارسات الخاطئة من لجنة اختيار عروض الموسم المسرحي، واتخذت هذه المناهضة أشكالاً نقدية مختلفة، طَرَقت كل الأبواب الممكنة والمسموح بها من أجل إنقاذ الموسم المسرحي الذي يرونه حقاً للجميع. ويرى مسرحيون أنّ لجنة اختيار العروض انتقصت فضلت أشخاصاً بعينهم واتصلت بهم قبل انطلاقة موسم مسرحي لتحضير أعمالهم، ما جعل (سيناريو) الرفض هو قرار المجموعات المسرحية الرافضة للخيار والفقوس وأعلنوا عن موقفهم من خلال مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي. أصل الحكاية ولاية الخرطوم كانت قد شرعت فى إقامة موسم مسرحي بهدف تنشيط الحركة المسرحية ودعم مجهودات المسرحيين عبر المساهمة في إنتاج عروض مسرحية متعاقبة على مسارح ولاية الخرطوم المختلفة معفية من الضرائب ورسوم الإعلان في القنوات الفضائية الحكومية ومن رسوم المحليات كافة. ويرجع عائدها المادي إلى منتجي العروض المسرحية.. ومن ثمّ تكوّنت لجنة اختيار العروض المشاركة والتي قامت بالتنسيق مع ولاية الخرطوم بتخصيص مبلغ 15 ألف جنيه لإنتاج كل عرض يتم إختياره اضيف اليها مبلغ 20 ألفاً كدعم من والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، واتفق أعضاء اللجنة على ضرورة شرط الجدة للعروض المتقدمة، وبدا الموسم باختيار مسرحية (فارغة ومقدودة) التي كان اختيارها بداية انهيار الثقة بين المسرحيين واللجنة المكلفة، حيث اعتبر الموقعون على مذكرة الرفض ان اختيار العرض تمّ بصورة عشوائية، فيما لم تذكر اللجنة مرجعيتها في الاختيار خصوصاً وان وقت الاختيار لم تكن اللجنة قد أعلنت عن نفسها ولا عن صلاحيتها وبحسب المجموعة بعد ثلاثة أشهر من تكليفها وإبلاغها لمن تريد سراً، فتحت باب التقديم للمشاركة بالموسم وفق شُروط وهي أن يكون العرض جماهيرياً، وأن يعبر عن مشكلة معاصرة، وأن يكون متماسك البناء الدرامي، إضافةً إلى شرط بخط اليد يقول ان يكون العرض جديداً لم يسبق عرضه من قبل. تجاهل تام طيلة هذه المناهضة لم يعلق أحد الطرفين ? الجهة المخدمة أو الجهة المنسقة ? أي الوزارة أو أعضاء اللجنة الأمر الذي ألقى بظلال سياسية حول الموضوع حيث تحول الصراع الفكري الفني الى صراع تيارات سياسية. حيث يرى المحتجون ان اللجنة يغلب على اختيارهم طابع الموالاة وانهم يخدمون الدولة اكثر مما يخدمون الحركة المسرحية، خاصةً وان رئيس اللجنة تحتفظ له ذاكرتهم بأنه حرمهم من جائزة المائة مليون التي كانت اعلنتها وزارة الثقافة الاتحادية العام قبل الماضي، اضافةً الى وجودهم في اللجان الرسمية كافة المتعلقة بالشأن المسرحي. فيما فسر آخرون صمت اللجنة والوزارة وعدم رد التهم عنهما ترجع الى تقييمهما للمحتجين بأنهم (ما معاهم). ووصف المخرج ربيع يوسف سلوكهم بأنهم يبحثون عن عدالة في ما يخص قضاياهم (ما بنسكت على الباطل، وكل موضوعنا دايرين نشتغل)، وأضاف أنه من ضمن الذين اتصلوا بهم، إلا أنه رفض التقدم بعرضه إلا بعد ان فتح الباب للآخرين بصورة مهنية، موضحاً انه كانت لديه فرصة للعمل لكنه رفضها ليفاجأ بعد التقديم ان عرضه خارج المنافسة لأنه سبق وان نال حظه من العرض. ربيع يرى في مجمل العروض المتقدمة انتجتها الدولة بشكل أو بآخر عدا مسرحية (شعب انتباه) انتاج هيثم خيري وربيع يوسف. الوزير يمتنع مطالب هذه المجموعة وقفت امام باب وزير الثقافة إلا أنهم لم يحظوا بمقابلته، يقولون انه رفض مقابلتهم وتقول الوزارة انه بإسبانيا ولم يتسلم طلبهم. وفي السياق، وصف ماجد السر مدير ادارة الثقافة بالوزارة وعضو لجنة الاختيار المحتجين ب (ما محقين وما غلطانين). موضحاً ان الموسم ما زال في بداياته وهو العام الأول عام الأساس الذي يحتمل الملاحظات حتى يمكن تجنب الأخطاء مستقبلاً، ووصف ماجد الخلاف الدائر بالموضوعي وهو من أجل المسرح، غض النظر عن نوايا اللجنة. ولم يخف ماجد تحفظاته على عمل المسرحيين، حيث قال (نحن دورنا نوقف الناس في خشبة المسرح وهم وكسبهم، لأنّ الغرض النهضة بالمسرح والدراما والإنسان من ناحية اقتصادية)، وأكد ان شراكتهم مع وزارة الثقافة الاتحادية لها بُعد إستراتيجي التي تتيح القومية في العروض من كل بقاع السودان، في إشارة الى مشاركة عرض (النيل وقف) لفرقة ود حبوبة من ولاية الجزيرة ? دون أن تتقيد بالسكن والإعاشة ?. المخرج كيف؟ المحتجون يرون ان الموسم ? انتهى - بعد تعثر العرضين ? الأول بإحجام الجمهور عنه، والثاني بعد أن واجهتهم مشكلة السكن والإعاشة في ولاية الخرطوم. الوزارة تقول إنّ الموسم لا يزال في بدايته. فيما يرى الناقد المسرحي السر السيد ان الموسم فشل بسبب إخفاقات اللجنة الواضحة على مستوى التنظيم والرؤية، إضافةً الى غياب الوزارة، ويقترح السر من ضمن المعالجات حل اللجنة ووضع فلسفة جديدة يقوم عليها الموسم، الأساس فيها التنافس الشريف، وهذا لا يتم حسب رأيه إلا بتأسيس فرق والتعامل معها بدلا عن الأفراد، بحيث تقدم كل فرقة مشروعها وتصورها للعرض المسرحي الذي تريد تقديمه وان يتم كذلك فرز التصورات بناءً على الميزانية المحددة للموسم وان يتم اختيار الأعمال بعد مشاهدتها وهذا يعني زيادة مبلغ ال 15 ألفاً الذي ثبت انه ليس كافياً لعمل مسرحية، هذا الى جانب براح للنقد وسمنار يناقش ويقترح سياسات جديدة للمسرح. هواتف اللجنة التى يرأسها الأستاذ عماد الدين ابراهيم صامتة، وفي انتظار (فتح الخط) لمعرفة الحاصل.