عندما تنظر الى محلات بيع السبح تأسرك بأشكالها وألوانها الجذابة وحباتها المتراصة بشكل متناسق وتشهد تجارتها رواجا كبيرة مع دخول شهر رمضان المعظم . يقول العم محمد الذى يعمل فى مجال بيع السبح بالخرطوم ان شكل السبح معروف منذ عصور ما قبل التاريخ وكانت عبارة عن خرزات وقطع من الزجاج أو العاج أو الأحجار الكريمة المنظومة في سلك وتستعمل كزينة للرجال والنساء وكانت تصنع محليا لوقت طويل ولكن فى الآونة الاخيرة اصبحت تستورد من الخارج فالصين مثلا اشتهرت بالسبح المصنوعة من العاج المنقوش واضاف: أن هناك ثلاثة أحجام للسبح الأول تتكون من ( 33) حبة ، والثانية تتكون من (66) حبة ، والسبحة الكاملة تتكون من (99) حبة بعدد أسماء الله الحسنى وهذه موجودة في السودان بشكل أكبر . تجارة مربحة يقول خالد عبدالرحمن تاجر مسابح: ان السبحة عبارة عن مجموعة من القطع ذات الأشكال الخرزية المحببة مع فواصل وقطع أخرى مميزة وأنها تتكون من عدد معين من تلك الأشكال المنظومة والمنتظمة في خيط أو سلك أو سلسلة ، حيث تختلف أشكال الحبات بحسب المجتمع أو الصانع ، وحسب متطلبات الراغبين لأسباب دينية أواجتماعية أو لغرض التسلية والافراح وأبان خالد أن المواد التي تصنع منها السبح كثيرة جداً ، منها ما هو طبيعي ، ومنها ما هو صناعي مثل : البلاستيك ، الفايبر ، الريزلين ، والساندلوس ، مسكي ، البكلايت ، الفاتوران وهذه المواد خامات ألمانية ، من المواد الطبيعية ، وايضا هناك اليسر (يستخرج من البحر ) الكوك ( من شجرة الكوكونت أو جوز الهند ) ، العاج ، المرجان ، العظام مثل عظام بعض الحيوانات كالجمال أو الفيلة أو الحيتان إضافة إلى الأحجار الكريمة مثل الألماس والياقوت والبانبور والقس، وقال: توجد أشهر مادة طبيعية ممكن تصنع منها السبحة هي الكهرمان و تتفاوت أسعار السبح من خمسة إلى مائة جنيه، وبحسب طلب الزبون فإن سعر (البابنور) بلغ حالياً ما بين (20 25 جنيهاً)، والقس ب( 35 )جنيها، وأبو قلنجة ما بين (45 50 )جنيهاً. صناعة بسيطة معتز علي يعمل في صناعة السبح يقول انه يستخدم جهازاً بسيطا ًودقيقاً ، يتكون من المخرطة والقوس والمثقاب والعزاب والمسن. وأضاف أن السبحة تنقسم إلى أربعة أقسام وهي : الخرز : وهو أهم جزء في السبحة وقد يكون حجراً كريماً مثل: (عقيق) وقد يكون مصنوعاً من الكوك أو اليسر وهو من أنواع الخشب ، وقد يكون الخرز مصنوعاً من العظام .المئذنة : وهو أعلى ما في السبحة وقد تكون من نفس نوع الحجر أو من الفضة الشواهد : وقد تسمى فواصل ، وغالباً تكون بشكل مختلف عن الخرز ، والبعض يفضل أن يجعلها من الفضة . فى طرف الانامل آمنة ربة منزل تقول : في رمضان تكثر الأنامل التي تحمل السبحة ويكثر الباعة الجائلين ولديهم الأشكال والألوان المختلفة التي تجذب النظر حتى إن البعض منها تجذبنا كنساء إلى اقتنائها وللأمانة شكلها كعقد للزينة والأهم من ذلك أسعارها بسيطة وإلى جانب ذلك كله فالسبحة في رمضان لها طقوسها الخاصة وجمالها الوقور خصوصا أن الواحدة منا في رمضان تتعب من كثرة العمل والسبحة تحسس الواحد منا كأنه يعمل تمارين لأنامله والفائدة منها فائدتان ذكر الله وتليين الأنامل المجهدة من كثرة العمل والطبخ والتنظيف غذاء للروح التسبيح غذاء الروح الجائعة للذكر طيلة السنة هكذا بدأت فاطمة محمد حديثها واضافت توجد في رمضان طقوس خاصة بالاضافة تذكير الغافلين بضرورة ذكر الله وفي فترة النهار فالتسبيح يساعد الصائم على نسيان مشقة الجوع والعطش والسبحة هي الملهم وتساعد في انقضاء الوقت ايضا ، وقالت: يوجد بعض الاشخاص يحملون السبحة بيد والسواك بالأخرى خصوصا في رمضان لذلك لا تخلو حارة أو شارع أو زقاق من بائعي السبحة والمسواك والأجمل أن يستمر هذا الوضع إلى ما بعد رمضان .. اما محمد علي موظف قال : أنا لا استطيع أن استغني عن السبحة وأجد نفسي ناقصا إذا خرجت من البيت ونسيتها حتى أنني عدت مرة من منتصف طريق السفر لأنني نسيتها وذلك لأنها سبحة غالية عندي من جانبه يقول التاجر عبدالرؤوف حسن: بيع (السبح) بالنسبة لي اصبح عادة لا أستغني عنها وصارت لديّ خبرة لا بأس بها من حيث معرفة الأجود والألطف ، وتخلصت من ديوني بفضل هذه التجارة التي تجري في دمي ولا استطيع أن أستغني عنها وبيني وبينها صداقات ومواقف جميلة ، واضاف ان نيتي مساعدة الناس على ذكر الله ولا يهمني كم أستفيد من المال .