ليس القصد من طلب الحصول على تأشيرة الدخول للسيد رئيس الجمهورية للولايات المتحدة هو إحراجها إزاء التزامتها بإعتبارها دولة مقر واجبها أن تفعل هذا. و ليست هي من باب المغامرة بل الطلب لكون الرئيس صاحب حق إذ الدعوة لحضور منبر أفريقي و الرئيس البشير من الفاعلين فيه بل من أهم من يقومون على السلام في أفريقيا و يكفي أن هذه القارة هي التي شهدت أول عملية سلام فيها تقوم على هياكلها و مؤسساتها. و السلام الذي تحقق مع جنوب السودان كان بيد الحكومة التي يرأسها الرئيس البشير. هذا وحده يبين خطل الجنائية التي تطارد صناع السلام و تقف حائرة مع صناع الحرب. و الطلب ليس هو من باب المخاطرة بحياة الرئيس إذ أن الرئيس البشير يقف على رأس من يدعون للجهاد في البلاد و هو الجهاد الذي أسس للسلام و حققه و لا يجوز في حق الأمة السودانية و الدين الإسلامي أن يتقاعس من يدعو لخير عنه و ينأي بنفسه طلب السلام و ما عرف هذا عن الرئيس في حياته. و منذ ايام الحرب الأولى كانت أول طائرة تحط في الجنوب بعد تحرير أول مدينة هي طائرة الرئيس. و لم يتوقف تحرك الرئيس بسبب الجنائية و زار بلدانا موقعة عليها و في بعض الرحلات كانت الأرض من تحت الطائرة تموج بالأباطيل و التهديدات التي تتقاطر عليها و هي في مسيرها حدث هذا في رحلته إلى ملاوي و الصين و كينيا و نيجيريا. و إذا كان الموت حق ، فأجدر الموت أن يكون في الحق و أجدر بمواجهة الموت قائد الأمة و قائد الشعب و ليس البشير بجبان يقعده عن الملمات و ركوب التضحيات. و هذا كله من خطل الأوهام التي يراد منها و بها حبس الرئيس في محبس الجنائية ، و كثير من المرجفين يعلمون خطر المساس به إذ هو ليس بشخص و فرد فهو أمة .. و أمة لها قضية و للقضية حراسها. طلب التأشيرة هو مسمار في نعش الأكاذيب الأمريكية فهذه دولة أضحت أعجز من أن يخشاها الجبناء ناهيك عن غيرهم. إنها تحمي جندها و مواطنيها من الجنائية الدولية بالقوانين و المراسيم الدولية و بعد هذا تريد باليد الأخرى أن تستخدم ما تنكره و تجرمه على من لا تريد و من تتربص بهم. طلب التأشيرة يكشف الولاياتالمتحدة و يضعها في موضعها الطبيعي من كونها دولة تجور على المؤسسات الدولية و تتحصن ضد القرارات الدولية و هي الأحق أن تبين على حقيقتها و أصلها. و إن كانت صادقة فإن أمامها إما أن تمنح الرئيس البشير و توفي بشروط دولة المقر ، أو ترفض و تتنازل عن استضافة المؤسسة التي عجزت عن الوفاء لها بشروط منحها هذه الميزة ، هذا مع العلم انها إن منحت الرئيس التأشيرة فإنها عازمة على أن يحط بمقر الأممالمتحدة.