كلما أستمع إلى تلك المقولة التى يرددها كبار المسئولين فى الدولة والتى تقول ان على كل مواطن لديه أدلة على فساد مسئول ان يتقدم بها إلى القضاء أكاد استلقى على ظهرى من الضحك وأتذكر - على طول- تلك الطرفة لعمنا (المرضى) مع ذاك الإعرابى والتى سوف أوردها لكم فى (كسرة) هذا المقال.. بالطبع لا أعتقد أن هنالك شخصاً عاقل بالغ رشيد وكمان (مسئول) يمكنه أن يترك أثراً لفساد ذمته (إن كانت لديه ذمة) حتى يقع تحت طائلة القانون (يوجد هنالك قانون) ، إذ أن أصغر حرامى (تحت التدريب) لابد أن يكون حريصاً على عدم ترك أى دليل بمسرح الحادث يقود إلى التعرف عليه ! فماذا إذا كان ذلك الشخص مسئولاً يمكنه أن يسرق (بيمينه) حتى لا تعلم (شماله)! إذن تبقى المفارقة هى فى كيفية حصول المواطن (الواااحد ده) على أدلة وإثباتات لفساد مسئول يعرف كيف يوارى سوءة فساده؟ أليس هذا هو المستحيل عينه؟ هل نتوقع أن يقوم المسئول عن إنشاء طريق تنفذه إحدى الشركات الصينية أو الماليزية مثلاُ بمسك الهاتف متصلاً بمدير مكتبه قائلاً له: - بالله كلم بتاعين الإعلام ديل يرسلوا لينا مصور ومخرج عشان أنا مواعد رئيس الشركة الصينية يجينى عشان إستلم منو الرشوة بتاعت العطاء الوقعناهو ليهم ده.. - حاضر سعادتك.. - وكمان ما تنسى كلمهم يرسلو معاهم مترجم عشان يترجم مراسم استلام الرشوة من الصينية للعربية وبالعكس ويختو الترجمة بعدين على الشريط عشان كل شئ يكون واضح وبعدين المحاكمة تكون سريعة.. - حاضر سعادتك أى أوامر تانية.. - أيوه ولازم تجهزو (مكنة التصوير) الكانون الملونة لأنو تصويرا نضيف عشان نصور بيها (الإيصال) الأنا ح إستلم بيهو الرشوة وكمان نصور بيها العطاءت المفروض كان تفوز وما فوزناها ونعمل منها نسخ.. - ح تكون جاهزة سعادتك.. - وكمان لازم تجهزو اربعة مواطنين شهود (عدول) ومعاهم بطاقات علشان يشيلو الإثباتات دى ويمشوا يبلغوا البوليس.. طبعن فى هذه الحالة لن يقدم المسئول إلى النيابة ولن يفتح فى مواجهته بلاغ ولا يحزنون إذ ان الأربعة شهود وبعد إنتهاء مراسم إستلام (الرشوة) وتسليمهم الإثباتات من (شريط فيديو) و(صور مستندات) سوف ينتحون جانباً ثم يخاطبون المسئول قائلين: - يا سعادتك بلاغ شنو النمشى نفتحو فيك .. خلى (الإثباتات) دى معاك والفقراء إتقاسمو (الرشوة)!! كسرة : عمنا المرضى (الله يرحمو ويحسن إليه) كان يعمل (ترزى بلدى) ويعرفه سكان حى أبروف فى ذلك الزمان فى ستينات القرن الماضى فهو رجل ذو طرفه وشديد السخرية وقد كان دكانه يفتح على شاطئ النيل مباشرة وأمام الدكان (مزيرة) بها عدد من الأزيار، حدث أن جاءه وهو يجلس على (المكنة) أحد الاعراب (البيكسرو الحطب) يبدو أنه كان (ميت من العطش) فأدخل الإعرابى الكوز فى الأزيار فوجدها خالية من الماء فقام بسؤال (المرضى): - ما عندكم موية؟ - فأجابه المرضى وهو يشير للنيل أمامه: والله يخربنا بلا ده ما عندنا!! فيا سادتى المسئولين الأفاضل الذين تتحدثون عن (أدلة الفساد) أقول لكم مشيراً (بطريقة المرضى) إلى تقرير المراجع العام الأخير: - والله يخربنا بلا ده ما عندنا!!!