يمثل المجلس القومي للصحافة أهم مكسب وانجاز عظيم تحقق للصحافة وللصحافيين في السودان خلال مائة سنة كاملة، فهو أثبت بموقعه ورسالته ومبادراته نجاحاً فاعلاً ومؤثراً، وأضفى أداؤه هيبة واحتراماً بين الجميع، كما مثل وجوده دعماً قوياً للصحافة السودانية التي أوشكت العواصف السياسية والتقلبات والانقلابات والقوانين والأوامر الدستورية على الإطاحة بمكانتها ودورها ورسالتها في صناعة الرأي العام، واستطاع مجلس الصحافة بادائه الكفء والمتميز ان يكون واجهة وملاذاً لأهل المهنة ومؤتمناً على الحفاظ على قيم وتقاليد ومواثيق الشرف الصحفية، وان يلجأ إليه الجميع كمرجعية وحكم في كل تجاوز أو خروج على الأعراف والتقاليد والقيم والمصداقية، ويجوز تقديم التهنئة والاشادة للدورة السابقة لقيادة المؤسسة المتميزة برئاسة الخبير الإعلامي البروفيسور علي شمو والأمين العام الدكتور هاشم الجاز، التي شهدت مبادرات ونشاطات كثيفة في مجالات تنمية قدرات الصحافيين بالتأهيل والتدريب، وكذلك في مجال التوثيق والبحوث والاستطلاعات، وتقييم الممارسة المهنية للصحف السودانية، وهو الأول من نوعه ويستحق الالتفات إليه من جانب رؤساء تحرير الصحف بوجه خاص كمعين جيد في الاداء المهني، ولعلها سانحة على المستوى الشخصي لأسجل للدكتور هاشم الجاز -الأمين العام السابق- أنه ظل سباقاً وايجابياً في كل أمر مهني لجأت إليه فيه، وقدم اسهامات مقدرة مع الصديق الكريم الاعلامي الكفء الاستاذ عبد الدافع الخطيب أمين عام وزارة الاعلام ومنها اصدار كتاب عن الصديق الراحل الاستاذ الفاتح التيجاني واودعته مكتبة المجلس القومي للصحافة، وللدكتور الجاز مبادرات سيأتي ذكرها لاحقاً على المستوى الاكاديمي والإعلامي والانساني. وكذلك أسعدني قرار تعيين الاستاذ العبيد مروح كأمين عام لمجلس الصحافة وهو يمتلك قدرات إعلامية وإدارية ورؤية موضوعية على كافة المستويات إلى جانب الايجابية في اتخاذ القرار، فقد عرضت عليه مرة ونحن على متن طائرة مشروع الإحتفاء بمئوية الصحافة السودانية، وفي اليوم التالي لوصولنا، كنا نناقش ملامح المشروع، وانعقدت اجتماعات كثيفة، وشكلت مجموعات لحصر وجمع كل المعلومات عن الاصدارات الصحفية السودانية منذ مطلع القرن الماضي، إلى جانب صور رؤساء التحرير والرموز الصحفية والكتاب، وأهم المقالات والقضايا التي تناولتها الصحافة السودانية في مائة سنة، وقد كان هذا آخر أعماله في المجلس قبل اختياره كمستشار اعلامي في دبي، وكان من النتائج الايجابية لهذا المشروع ان تشكلت لجنة لتوثيق الصحافة السودانية التي استطاعت وبجهد خارق ودؤوب ومخلص تنظيم ورش عمل ووضع مجلدات كاملة للصحافة المستقلة، والحزبية، والثقافية والرياضية وأصبحت تشكل ثروة ومرجعية كاملة إلى جانب المجلات، ولا تزال اللجنة تقوم بعملها بصبر وحرص بالنسبة للصحافة السودانية باللغة الانجليزية، وللاصدارات القطاعية، وهو انجاز عملاق يحسب كله لجهد خلاق لهذا الصرح الشامخ المجلس القومي للصحافة. ان الرموز السابقة في مجلس الصحافة والرموز الجديدة جميعها تستحق الاشادة والتقدير والاحترام.