داير روحك تفرحا تنسى هموم وتروحا يلا ودع قوم وسافر جوبا.. قوم سافر جوبا بكل احاسيسه المتدفقة التي انسابت على بلاط الغناء.. كان «النور الجيلاني» يردد تلك الأغنية بنوع من الشجن المثيرة في ذلك الاحتفال.. حتى ان احدهم همس لصديقه قائلاً: «انتا النور دا.. بحب جنوبية»؟؟ ومع ان لسان صديقه لم يجود عليه بعبارة شافية.. بسبب اندماجه مع الأغنية.. تبقى مدينة «جوبا» الساحرة والخلابة من المدائن التي نالت حظها من حناجر الشمال.. وتميزت أغنياتها بدفء غريب وانتشار غير عادي.. خصوصاً وسط شريحة الشباب.. الذين يحفظ معظمهم اغنية «مدينة جوبا» التي صدح بها فنانهم الأول «محمود عبدالعزيز» والذى بدوره يحتفظ بذكريات «حميمة» جداً مع تلك المدينة.. المطرب الجميل «عماد احمد الطيب» لم يعزل نفسه من سباق الجمال.. فغنى رائعته «جنوبية» في منتصف التسعينات. . غازل بحنجرته المدينة التي كان يخاطبها كفتاة ابنوسية هام بها وحباً.. خصوصاً في ذلك المقطع الذى غنى فيه: «شفت في عينيك اصالة الفونج والاماتونج العالية زي قمة بلدنا».. كذلك الأغنيات الخفيفة لم تستثن عاصمة الجمال من منظومتها.. فجاءت الأغنية الأوسع انتشاراً: «جوبا مالك عليّ» التي فاحت من قوافيها رائحة العتاب المحبب.. لاحتضان «جوبا» لذلك الحبيب الذى حزم حقائبه وغادر اليها.. حتى درة أغنيات الحقيبة والزمن الجميل.. أغنية «الذكريات» لم تخل من مغازلة تلك المدينة و«الشفيع» يرسم صورة للوحدة على طريقته بعيداً عن متاهات «الساسة» وهو يردد: «يا الفى الجنوب.. حيي الشمال» داعياً للم الشمل ورفض التفرقة ونبذ الشتات.. حاله كحال الفن الجميل الذى يلعب دوراً مهماً في رتق النسيج السياسي والاجتماعي والثقافي.. فلنغن ل «جوبا».. في سحرها الحلال.. كما غنى الواعد «شول» ببرنامج نجوم الغد للشمال.. ولنحلم بغد قريب.. ترقص فيه «جوبا» على أنغام «الدلوكة» وتزف عروساً بألحان الشمال الطروبة..