شوارع جوبا الفرعية والرئيسة.. المسفلتة وغير ذلك.. تدب فيها عجلات المواتر التي تنتشر بكثرة على متنها شباب في مقتبل العمر.. يتخذون منها «فسحة» وباب رزق يجرى على عجلتين، فربما أجواء «جوبا» الرطبة وشوارعها التي تتعارك مع الخريف لا تتيح للركشة «أم ثلاث عجلات» ان تعمل في نقل المواطنين وحوائجهم في المدينة، خلا الجو والطريق للموتر «أب عجلين» في ان يعربد ويعلو صوته كما شاء.. في تقاطعات الطرق الرئيسة وقريباً من أسواق المدينة «كاستم» و«كونجي كونج» تقف أسراب المواتر في انتظار زبائنها.. اذ صارت أداة النقل الوسيطة المفضلة والأرخص هناك.. وعمرت محلات صيانة وبيع المواتر في المدينة.. اذ يصل سعر الموتر هناك الألفى جنيه ان حسنت «ماركته» ومواصفاته.. الأستاذة «ويني ريتشارد» المقيمة بحي مونيكي اكبر احياء المدينة قالت ان «المواتر» رغماً عن خطورتها حلت مشكلة المواصلات الداخلية.. تجدها في أي مكان بالمدينة وتجاوزت أعدادها المئات وتقوم شرطة المرور بحملات تفتيش دورية للتأكد من تراخيصها وسائقيها.. وغير مدن السودان الأخرى فالموتر بديلاً للركشة، المشوار من أسواق «كاستم» و«كونجي كونج» الى احياء وسط المدينة يصل الى «4» جنيهات.. وان كان لك «متاع» فتحمله على موتر بينما الآخر يحملك وكل بأجرته.. المواتر انتشرت عقب العام 2008م وقبلها كانت «بصات» تنقل الركاب من الأسواق الى الأحياء بأجرة «500» جنيه «قديمة» وكذلك عربات اللاندروفر بذات التسعيرة.. أحياء مونيكي واطلع بره وملكية وغيرها.. تقول «ويني» ان «البصات» قلت بعد العام 2002م وعلى قلتها الآن تنقل الركاب بمبلغ «جنيه» «لا بيعرفوا طالب ولا غيرو.. ما عندك ما تركب».. وتتوقف في التاسعة مساء ليخلو الطريق لأصحاب «المواتر» ليتفسحوا في السعر والطريق..! وترى ان كثيراً من السيدات يحجمن عن الركوب في المواتر ويفضلن المشى طويلاً الى مبتغاهن فالمواتر عرفت بكثرة حوادثها، فغالبية المواطنين تجد عليهم آثار «ضربة» بسبب الموتر وعلى اقله «العادم بيحرق ليك كراعك»..!!