صوت يجمع بين «القوة والعذوبة» .. لا تلحن في قراءة النص، لها لغتها المميزة ومفرداتها المنتقاة، تجدها حاضرة بكلياتها في (مادتها الإعلامية) بذهن متقد وذلك نتاج خبرة امتدت لاكثر من عشر سنوات في العمل الاعلامي.. على شاشة النيل الأزرق و «بعد الطبع» تحديداً البرنامج المختص بمتابعة وتحليل آخر أخبار صحف الخرطوم، تطل (صفية محمد الحسن) ، دراية تامة بمجريات الأحداث.. ترتيب وحضور أنيق، في حين أن رصيفاتها اتجهن لمجال (المنوعات) وبرامجها التي تقرب المذيع بسرعة الى المشاهد، اتخذت صفية من «الاخبار» والإعلام الجاد طريقاً ربما يؤخر «نجوميتها» ولكنه يرضي طموحاتها بأي حال. بدأت «صفية» مسيرتها الاعلامية بعد أن ألمح لها «كفيف» في الجامعة كانت تقرأ له «مواد القانون». ألمح لها بأن صوتها يؤهلها لاقتحام مجال الاعلام المرئي والمسموع «براحة».. فما كان منها إلا أن عملت بنصيحته ورغماً عن تخرجها في مجال «الآثار» الا أنها آثرت أن تتجه إلى الاعلام بعد أن أجاز زميلها «الكفيف» صوتها و«شاف» تميزه. تقول (صفية) للرأي العام إنها بدأت كمتدربة في الاذاعة على «الاداء» و«اللغة» وتمت إجازة صوتها والتحقت بالعمل بعد فترة طويلة.. إذ قضت عامين تعمل بلا أجر، وحتى تكون قريبة من «الاذاعة» التحقت بوظيفة في الاذاعة القومية من على «منضدتها» أخذت تترقب فرصتها في أن تكون (مذيعة) وينطلق صوتها عبر المايكرفون. بعد أن ظفرت بآمالها أول عمل إذاعي نفذته على أثيرها كان (ربطاً) لآذان الظهر، رأي الاستاذ عبد الرحمن أحمد أن ذلك سيكون خير فاتحة لعملها الاذاعي، انتقلت الى إذاعة الخرطوم ومن ثم تلفزيونها، تنقلت في البرامج المتنوعة الى أن انتقلت إلى تلفزيون النيل الأزرق في بداياته ، اول برنامج سجلته كان إحتفال التلفزيون بتدشين عملاستضافت فيه مع نسرين سوركتي مجموعة عقد الجلاد، ولكن لحاجة النيل الأزرق لمذيعات (أخبار) بمواصفات خاصة وقع الاختيار عليها فكان ذلك فراقاً بينها وبين المنوعات. في مسيرتها الاعلامية تقول الاستاذة صفية إن المخرجة المهاجرة الى أمريكا «نجوى خيري» أضافت الى تجربتها كثيراً هي ونجوى آدم وأميمة الشريف واقبال عبد الرحمن زميلاتها في محيط العمل الإعلامي. العاملون في قناة النيل الأزرق يرون ان «صفية» تتمتع بعلاقات متميزة مع الجميع، ومتفق عليها لتواضعها وبساطتها في التعامل دون تمييز مع العاملين، في وقت أصبحت فيه «المذيعات» الجدد يتسلقن أسوار النجومية ويقمن الجدران بينهن والآخرين وتجاربهن لم تنضج بعد. (صفية) وأسرتها المقيمة بالحاج يوسف لهم عظيم وشائج ب (المديح النبوي) يستقونه كماء يشفي من ظمأ، يكتبون قصائده المعبرة عن أشواقهم.. من ذلك الحب تولد (التواضع) الوقور الذي تتعامل به (صفية) مع الآخرين.. حتى أنها وحين التحاقها بالتلفزيون (النيل الأزرق) فضلت أن تقرأ التقارير وتتابع بصوتها شريط الأفلام الوثائقية فضلاً عن ظهورها عبر الشاشة.