تراجعت انتاجية القمح في السنوات الماضية نتيجة لتقلص المساحات المزروعة بالقمح مما ادى الى حدوث فجوة كبيرة بين الانتاج والاستهلاك وصلت الى أكثر من (700) الف طن مع تزايد الاستهلاك على خلفية التغييرات التي حدثت في الانماط الغذائية في انحاء واسعة من البلاد،حيث ارتفع استهلاك البلاد من القمح ليصل الى أكثر من مليون طن فيما تراجع الانتاج الى (300) الف طن، فبالرغم من الخطط التي تعلن عن اتجاه الدولة لزيادة الانتاج خاصة في المحاصيل الزراعية والتي يأتي القمح في مقدمتها إلاّ ان الفجوة ما زالت كبيرة بين الانتاج والاستهلاك الذي يشهد تزايدا مطردا نتيجة للنموالسكاني والتغييرات التي تحدث بالانتقال من الانماط الغذائية التقليدية المعتمدة على الذرة بأنواعها المختلفة في الغذاء للاعتماد على منتجات القمح الامر الذى يتطلب وضع برنامج لايجاد حلول لسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك. وقطع المهندس عبد الجبار حسين - الامين العام للنهضة الزراعية - بمقدرتهم على ايجاد حلول لسد الفجوة برفع الانتاجية الرأسية للمساحات المزروعة بالقمح. وقال عبد الجبار إن برنامج النهضة الزراعية فى رفع الانتاجية يعتمد على الالتزام بالحزم التقنية، مبيناً ان بشريات النجاح التي ظهرت في هذا الموسم أغرت الكثير من المزارعين، وقال إن الموسم المقبل سيشهد زراعة أكثر من (300) الف فدان من انواع المحاصيل المختلفة. ووصف عبد الجبار المعاناة التي يلاقيها المزارعون بأنها مؤقتة سرعان ما تنقشع بعد ما يتأكد الجميع باننا نذهب في الطريق الصحيح. الى ذلك ارجع عباس الترابي - رئيس اتحاد مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل - نجاح تجربة رفع الانتاجية الرأسية بمشروع الجزيرة الى تكامل الادوار بين الجهات كافة (ادارة المشروع والنهضة الزراعية والمزارعين والبنك الزراعي ووزارة الري). وقال إن صيغة التمويل الفردي التي اتخذها البنك تمنح المزارعين الاحساس بالمسؤولية مشيراً الى ان النهضة الزراعية استطاعت رفع انتاجية الفدان من القطن الى (12) قنطار والقمح الى اكثر من (15) جوالاً بدلاً عن (7 - 8) جوالات وطالب الترابى المزارعين بالانضباط والالتزام باللوئح والارشادات. وأقر الترابي بتراجع انتاجية المشروع في السنوات الماضية بسبب اشكاليات التمويل وارتفاع التكاليف.