التزايد المستمر في استهلاك الغذاء على المستوى العالمي والمحلي نتيجة لتزايد مطرد في اعداد السكان يجعل من مشكلة تأمين الغذاء واحدة من اكبر المشكلات التي تواجه الدول والحكومة باعتبارها واحدة من قضايا الأمن المهمة «الأمن الغذائي»، والسودان في السنوات الأخيرة ظل يشهد تنامياً مضطرداً في استهلاك الحبوب الغذائية خاصة محصول القمح الذي يحظى بنسبة أكبر في الطلب عليه نتيجة للتغيرات التي حدثت في الانماط والثقافة الغذائية في التحول من الاعتماد على الذرة بأنواعها إلى القمح الذي بات يدخل في انواع كثيرة من الاغذية المحلية، كل هذه المعطيات وضعت اعباء كبيرة على الدولة للعمل على توفير القمح حيث اتجهت الدولة إلى اتخاذ اجراءات لتوفير القمح بإنشاء المشروع القومي لتوطين القمح وبالرغم من الاهداف الموضوعة لتوطين القمح عبر احداث برامج ومشروعات جادة لتوطين زراعة القمح بدعم البحوث الارشاد الزراعي وتوفير التمويل اللازم لكافة مراحل العملية الزراعية بداية بمدخلات الانتاج وعمليات الري وتوفير الآليات ودعم وتحديد سعر تركيزي للقمح لتشجيع المزارعين لزيادة الانتاج وبالرغم من مرور عدة سنوات على تأسيس هيئة مشروع القومي لتطوين القمح إلا أن الفجوة بين الانتاج والاستهلاك ما زالت كبيرة فالاخير يسجل سنوياً تزايداً مضطرداً لتصل احتياجات البلاد من القمح «1.5» مليون طن في حين ان الانتاج يتراوح في حدود «300» ألف طن أي بفجوة تقدر بحوالي «700» ألف طن وهذا يدعو الجهات المعنية بقضية القمح من وزارة الزراعة والنهضة الزراعية والولايات امام تحدي لتحقيق الاكتفاء من القمح. ويقول طيفور سر الختم المدير العام بوزارة الزراعة بالولاية الشمالية ان برنامج توطين القمح بولايته يسير بصورة جيدة باعتبارها الولاية الأولى في مجال زراعة القمح.. وأضاف سر الختم في حديثه ل «الرأي العام» ان هناك مساحات شاسعة تمت زراعتها ويتوقع ان تحقق انتاجية عالية حسب المعطيات في المراحل المختلفة، واشار إلى ان المساحات المزروعة تقدر ب «35» ألف فدان لهذا العام بفضل التنسيق بين الوزارة والمشروع القومي لتوطين القمح، وقال طيفور : ان قضية توطين القمح بالولاية اصبحت حقيقة ماثلة وليس للاستهلاك الاعلامي مبيناً ان هناك تنسيقاً وتعاوناً مع دول للاستفادة من تجاربها في هذا المجال علي رأسها ايران وتركيا باجراء بحوث زراعية لانتاج عينات من البذور ذات خصائص تتوافق مع البيئة المناخية في السودان. وابان ان هناك تعاقدات مع شركة برازيلية لتوفير الكهرباء بالمشاريع بدلا عن العمل بالديزل. وألمح سر الختم إلى ان انحسار النيل يمكن ان يكون له تأثير على الانتاج إلا أنه قال ان ذلك مقدور عليه بالترتيب مع الجهات المعنية من وزارة المالية والري لوضع معالجات للتخفيف من اثار الانحسار. من جانبه أقر د. عبد الحليم الحسن منسق المشروع القومي للقمح بوجود معوقات تعترض سير العمل أجملها قضايا ملكية الاراضي مشيراً إلى ان غالبية المناطق المزروعة متفرقة فضلاً عن مشكلات الحيازات التي تعيق عمل الجهات التي ترغب الاستثمار الزراعي. وأوضح الحسن ان هناك استراتيجية مجازة من الدولة لتوطين القمح بادخال عينات جديدة من القمح مقاومة لدرجات الحرارة العالية في السودان مبيناً أن محصول القمح يحتاج إلى متوسط درجات حرارة في حدود «23» درجة بينما هي في السودان في حدود «30» درجة، وتابع: تم التوصل إلى «14» نوع من البذور المقاومة للحرارة والملائمة لاجواء السودان»، ونفى الحسن ما يشاع عن عدم وجود كوادر فنية مؤهلة، وقال الوضع الطبيعي يتطلب وجود مرشد زراعي ل«800» فدان حسب برنامج «الفاو» وعزا الحسن تراجع الانتاج في العام الماضي الى الظروف المناخية بالاضافة إلى عدم الالتزام بالحزم الزراعية من ري وتسميد ونظافة من قبل المزارعين، وكشف الحسن عن ان المساحات المستهدفة العام الحالي تقدر بحوالي «600» ألف فدان موزعة على مناطق مختلفة بالولايات. وأكد ان هناك تنسيقاً مشتركاً بين كافة الجهات المعنية من وزارة المالية والري والزراعة والبنك الزراعي في كافة المراحل. واشار إلى ضرورة خلق جمعيات تعاونية بين المزارعين لتسهيل التعاون معهم بجانب توفير مواعين تخزين كافية فضلاً عن تحديد أسعار تركيز مجزية لتحفيز وتشجيع المزارعين ورهن عبد الحليم البخيت الاكتفاء الذاتي من القمح بدعم البحوث الزراعية والارشاد في هذا المجال بجانب توفير التمويل اللازمة لكافة مراحل العملية فضلاً عن الدعم المقدر من الدولة.