العطلة المدرسية في الماضي كانت تمثل فرصة لزيارة الأهل والأصدقاء وذهاب الأبناء الى مجمعات تحفيظ القرآن والعلوم الإسلامية «الخلوة» وتعلم روح الإنضباط وغيرها من القيم الفاضلة.. مما يكسب الطالب معرفة إضافية تعينه في مشواره العلمي. لكن في زمن قياسي تبدل الحال بدلاً عن «الخلوة» ظهرت الكورسات الصيفية التي في الغالب تقوم بها المدارس الخاصة. وعوضاً عن زيارة الأهل والأقارب ظهرت موضة السفر الى الخارج، وكثيراً من الناس يرو نفي ظهور الفضائيات أهم أسباب التأثر بالثقافة الوافدة ومن ضمنها السفر في الإجازات الى الخارج. «الرأي العام» استطلعت كثيراً من الأشخاص.. آلاء محمد - خريجة - تقول: بعد عام دراسي مليء بالأكاديميات يمثل السفر والترويح وأخذ قسط من الراحة والاستمتاع ببعض الهوايات مثل السباحة والكرة، وحرارة الصيف هي السبب الرئيسي في السفر الى الخارج لقضاء العطلة الصيفية، وأنا من أنصار السفر الى خارج البلاد. حاتم السيد علي: أعمال حرة - يقول: أنا لست من أنصار السفر الى الخارج لقضاء العطلة لكن أبنائي أجبروني على ذلك حيث قمنا برحلة في العام الماضي الى مصر وكانت ممتعة لكن أرى أن الكورس الذي تقوم به المدرسة أفضل لأبنائي. السر أحمد المبارك - محامي - قال: المدارس الخاصة سحبت البساط من تحت أقدام «الخلوة» خصوصاً في المدينة، أما موضوع السفر الى الخارج فأرى أن الفضائىات أسهمت إسهاماً كبيراً في نشر الثقافة. عبدالخير البشير - معلم - قال: لكل جيل وزمن عادات تختلف عن الجيل الذي سبقه، فمثلاً كنا في الماضي وعند إنتهاء العام الدراسي يقوم الآباء بإرسالنا الى الخلوة، أما الآن فالوضع اختلف حيث تقوم الكورسات الصيفية والدورات الرياضية من سباحة وكاراتيه وغيرها، مما قلص الإقبال على زيارة الأهل والاستفادة من العطلة في ذلك. وقالت ثريا إبراهيم - باحثة اجتماعية: العطلة مهمة جداً في حياتنا للخروج من جو الأكاديميات والامتحانات والشد العصبي الذي يلازم الطالب طوال العام، والخلوة دورها موجود، أما بالنسبة للسفر خارج البلاد بغرض الترويح عن النفس، فهذا على حسب وضع الإنسان المادي وهنالك أولويات تعيق الأسرة السودانية، فبدلاً عن السفر يجب ان تستفيد الأسر والأبناء انه يجب ان تُستغل فيما يفيد وينفع للمستقبل بالدخول في الكورسات الصيفية وحتى «الخلوة» بها معسكر لا يقل عن المدرسة أو السفر الى الخارج، ذلك بزيادة المعرفة وقضاء وقت مليء بالروحانيات التي تجعل النفس مطمئنة ومقبلة على الحياة بمفهوم سوي.