أتمنى أن تمتنع جرائدنا عن نشر ما تطلق عليها «متابعات» وإعطائها الاسم الصحيح: «اعلان»، فقراء كثر لا يعلمون ان هذه المتابعات في أغلب الحالات ما هي إلاّ اعلان « عديل» وخاصة تلك التي تنشرها في موسم الانتخابات. * ويمكن أن يعتبر القارئ هذه المادة الاعلانية في أصلها تقارير صحفية عادية مع أن بعض الحصيفين منهم يعلمون الحقيقة وقد يعتبرون أن صحيفتهم المفضلة ربما تحاول تضليلهم حتى دون قصد. * بدلاً من «متابعات» التي توضع في أعلى الصفحة، على جرائدنا أن توضح دون لبس للقارئ أنها في الحقيقة «اعلان» تدفع قيمته الجهات المعلنة - وتكتب ذلك بوضوح في أعلى الصفحة - لكي لا تهتز ثقة القارئ بجريدته. * القراء يلحظون أيضاً غياب الأسماء من صور شخصيات ذات صلة بالمادة المنشورة، ومع أن صوراً قليلة جداً معروفة لدى القراء كرئيس الجمهورية إلاَّ أن على الصحف الحرص على تلازم الاسم مع كل صورة وهذا ما اعتادت عليه كل صحف الدنيا التي تعتبر غياب الاسم عن الصورة عيباً مهنياً خطيراً. * وعلى ذكر الصور - فإن غالبية صحفنا تتجاهل حق المصور في تلازم اسمه بالصور التي يلتقطها، فالمصور الصحفي كما هو معروف في كل وسائل الاعلام هو الجزء المكمل وفي حالات كثيرة الرئيسي في العمل الصحفي، فلا يجوز أن ننكر حق المصور والاعتراف بفضله وما يسمى في عالم الصحافة ب (C R E D I T) في كل صورة تنشر في الصحف . * ولكن ما يحير بعض القراء أكثر جهلهم بالكتاب المشاركين الذين يداومون على اطلاع ما يكتبون - إنهم بالنسبة لغالبية القراء مجرد أسماء - ومع ان بعضهم معروفون إلاَّ أن معظمهم غير معروفين سوى أسمائهم فأرجو أن تورد الصحيفة سيرة ذاتية عن الكاتب - مختصرة جداً في كلمات قليلة حتى يعرف القراء لمن يقرأون. * وفيما يتعلق بأخبار الجريمة والحوادث مثل الخبر المنشور في صحف الجمعة الماضية حول وفاة واصابة (35) شخصاً في حادث مروري على طريق وادي حلفا - الخرطوم - فالملاحظ أن هذه الصحف تورد فقرة لا معنى لها في ذات التقرير «أرسلت الجثامين الى المشرحة لمعرفة أسباب الوفاة» - مع أنها تقول في نفس التقرير: «إن شرطة المرور عزت الحادث الى السرعة الزائدة».