فى خطوة قصد منها تشجيع الاستثمارين المحلي والأجنبي بالبلاد واستغلال موارد طاقة أخرى خلافاً لمورد البترول، ولتحقيق التوازن والتكامل الاقتصادي، وقعت وزارة الطاقة والتعدين أمس الأول ثلاث اتفاقيات للتنقيب عن الذهب والحديد مع شركات أجنبية ومحلية بثلاث ولايات تمثلت في البحر الأحمر ونهرالنيل والنيل الأزرق. وقال الزبير أحمد الحسن - وزيرالطاقة والتعدين - عقب التوقيع على الاتفاقيات ان التنقيب عن الذهب والحديد جزء من برنامج الوزارة لتسويق المعادن واستغلال الموارد التعدينية بالبلاد، مبيناً بأن السودان يعد من البلدان الزاخرة بالثروات المختلفة وأكد الزبير على تشجيعهم للاستثمار الوطني والاجنبي للعمل في هذا المجال والذي قال إنه يحتاج لمقدرات مالية وفنية وتحمل لمخاطر الاستثمار في هذا المجال. وكشف الزبير عن اعطاء وزارته لمساحات كبيرة للشركات المستثمرة في هذا المجال خلافاً لما يجري في العالم، معرباً عن أمله فى ان يقوم المستثمرون الذين وقع عليهم الاختيار بالبدء فوراً حتى يعود الخير على السودان على حد قوله، وأوضح أنهم يستبشرون بأن يكون قطاع التعدين من القطاعات التي تسهم في صادرات السودان الخارجية، وتعهد الزبير بتشجيع وزارته للاستثمار وتقديم كافة التسهيلات في العمل التي من شأنها الوصول بالقطاع إلى مرحلة الاستثمار التجاري قريباً. من جانبه قال يوسف السماني - مدير الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية - ان شركة نبتة للجيولوجيا والتعدين وقعت مع وزارة الطاقة والتعدين اتفاقياً للعمل في استخراج الذهب بجانب العمل في تسيير التحجير لكل من مصنعي السلام والتكامل للاسمنت، وأشار الى إن الموقع يقع شرق جبال الانقسنا ويمتد جنوبا الى الحدود الاثيوبية السودانية في مساحة تقدر ب(3) آلاف كيلو متر مربع والتي تم مسحها جيولوجياً، حيث تحتوي على السحنات الجيولوجية المماثلة لشمال وشمال شرق السودان، فيما خصص لشركة أم ضحيان - وهي شركة استثمارية وطنية العمل في مجال التنقيب في مربع (14) الذي تقع (90%) من مساحته بولاية البحرالأحمر و(10%) منه بولاية نهرالنيل وهو امتداد طبيعي لمربع (15) الذي وقعت عليه شركة مناجم مغربية وقد حظى هذا المربع بنشاط تعديني نوبي، حيث به أكثر من منجم قديم للذهب، كما تمت دراسته بواسطة المشروع السوداني المغربي لمنطقة النوبة منذ العام 1997 الى 2005م، حيث تم تحديد العديد من المواقع التي بها تراث جيوكيميائي تدل على تمعدن الذهب والمعادن المصاحبة له، كما وقعت اتفاقية ثالثة للتنقيب عن خام الحديد والمعادن المصاحبة له بمنطقة القعب وادي هور بالولاية الشمالية وهو المربع الذي يمتد من النيل شرقا الى أسفل وادي هور غرباً وهو يحتوي على تكوينات رسوبية بها شواهد لأنواع من الحديد.. وهناك دراسات قامت بها الهيئة في الماضي مع مشروع الجامعات الألمانية في تسعينيات القرن الماضي لتصنيف التكوينات الجيولوجية، كما قامت شركة الجحجاح بزيارات ميدانية وجمع عينات بها تركيز مشجع لإجراء أبحاث التنقيب عن الحديد والمعادن المصاحبة له. وفي ذات السياق أعرب محمد عبد النعيم المدير الاقليمي لشركة نبتة عن أمله في ان تكون التنقيبات في ولاية الدمازين واعدة لمزيد من الاستثمارات لتنمية المنطقة ولمزيد من التعاون بين مصروالسودان. فى غضون ذلك قال د. جلال الدين رئيس مجلس إدارة شركة الجحجاح للتجارة والاستثمار إنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ما تستفيد منه البلاد والعالم من حوله، مشيدا بالتعاون الكبير من قبل وزارة الطاقة. وأوضح مبارك عباس عضو مجلس ادارة شركة أم ضحيان ان شركته خطت خطوات بالعمل في هذا المجال بعلمية وتخطيط كبيرين وسعت لاستجلاب معدات حديثة للتنقيب واستخراج الذهب بتكلفة اقتصادية مع مراعاة الجانب البيئي والبعد عن الآثارالسالبة جراء التعدين والسعي في المحافظة على البيئة، مشيرا الى انهم سيعملون على ايجاد خدمات كالمياه وغيرها بالمنطقة والتي تعد من المناطق الفقيرة قاطعاً بتعاونهم مع والولايات التي تقع فيها مربعات التعدين.