من وقتٍ لآخر يتحرك ضمير الأجانب في كل أنحاء العالم فيقومون بتجميع السفن ولملمة المساعدات الانسانية والضرب في عرض البحر في شجاعة إنسانية مقدرة محاولين كسر الحصار الجائر المفروض على أكثر من مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة ضاربين بعرض الحائط كل التهديدات والقرصنات الاسرائيلية المتوقعة التي تحاول منع أية محاولات رمزية لكسر الحصار على قطاع غزة ذلك الحصار الذي يُعتبر بكل المقاييس أكبر جريمة حرب وأكبر جريمة ضد الإنسانية في العصر الحديث! من المؤكد أن أخبار هكذا محاولات أجنبية رمزية لكسر الحصار الخانق على قطاع غزة تحرك الاعجاب في نفس أي إنسان حر ولكنها في ذات الوقت تبثّ الحسرة القومية في نفوس أغلب العرب فلا يُعقل أن يتداعى الأجانب من كل حدب وصوب بغرض كسر الحصار الظالم على غزة بينما يقوم بعض الأشقاء العرب بوضع العراقيل واختلاق العقبات أمام قوافل الحرية التي تسعى فقط لكسر الحصار بصورة رمزية وتزويد شعب غزة المحاصر بالطحين والأدوية لا بالقنابل والصواريخ! إن السلوك المتوقع والمعتاد من أولئك الإخوة الأعداء في عرقلة الحملات الأجنبية لفك الحصار عن قطاع غزة يرقى دون شك إلى درجة التآمر الجنائي والمشاركة الجنائية مع العدو الصهيوني في الاستمرار في ارتكاب جريمة حصار غزة المستمرة منذ سنوات رغم أنف العدالة الدولية لأن كلاً من تسبب في ارتكاب أية جريمة بقصد مشترك أو بأية درجة من درجات التواطؤ يكون مسؤولاً عنها بغض النظر عما إذا كان دوره في ارتكاب الجريمة رئيسياً أم ثانوياً! من المؤكد أن كل أنظار العالم تتجه حالياً إلى اسطول الحرية الذي يجسد اجماعاً دولياً إنسانياً حيث تشارك فيه حوالي خمسين دولة أجنبية من بينها دول أجنبية متعادية سياسياً كتركيا واليونان ويشارك فيه نواب أوروبيون وأمريكيون وآسيويون ومواطنون عرب ينتمون إلى عدة دول عربية، ومن المؤكد أيضاً أن كل أحرار العالم يتمنون مشاهدة نجاح اسطول الحرية في كسر الحصار الجائر على القطاع ويتوقعون قرصنات إسرائيلية في عرض البحر ويحضرون شعورهم لصدمة سماع تصريحات جائرة من الإخوة الأعداء! وعلى الرغم من أن نجاح محاولة أسطول الحرية في كسر الحصار على قطاع غزة لن يؤدي عملياً إلاّ لسد بعض احتياجات أهل القطاع لمدة يوم أو يومين فقط لا غير إلا أن قيمة هذه المحاولة الانسانية الشجاعة - حتى لو فشلت في تحقيق غرضها الرئيسي - تكمن في رمزيتها الكبرى التي تؤكد الإجماع العالمي حول الانحياز الانساني لحقوق البشر المحاصرين بدون أي وجه حق وتؤكد الرغبة الانسانية العارمة في تحدي إجراءات الحصار الجائرة الصادرة من العدو الصهيوني والمؤيدة بشكل غير مقبول وغير معقول من الإخوة الأعداء الذين لا يستحقون حمل لقب إخوة بأي حال من الأحوال!