قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن المتمردين الأكراد لن يتمكنوا من منع تركيا من أن تصبح دولة قوية، وذلك في وقت توغلت فيه قوات تركية في شمال العراق. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمني كردي أن الجيش التركي توغل لمسافة عشرة كيلومترات في الأراضي العراقية في جبال قنديل حيث توجد قواعد لحزب العمال الكردستاني. وقال مفوض مقاطعة سيده كان بمحافظة أربيل التي توغلت فيها القوات التركية إن الهجوم أسفر عن مقتل فتاة عمرها 15 عاما وجرح أمها وطفلها. وكان مسؤولون أمنيون قالوا إن الهجوم الذي بدأ خلال ليل أمس أدى أيضا إلى مقتل ثلاثة أشخاص، دون أن يحدد ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين. وكان الجيش التركي دخل الأربعاء محافظة دهوك في أول عملية برية في المنطقة منذ سنتين. وتأتي هذه التطورات بعد يوم من هجوم شنه حزب العمال الكردستاني على مركز عسكري، في محافظة هاكاري جنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق وإيران، أسفر عن مقتل 11 جنديا تركيا. وأدى هجوم أمس الأول إلى مقتل تسعة جنود أتراك في موقعهم العسكري إضافة إلى اثنين آخرين بانفجار لغم أرضي بعد الهجوم. وقالت القوات التركية إنها قتلت 12 متمردا في الهجوم، وإن طائراتها شنت غارات على قواعد المتمردين شمال العراق. وصباح اليوم الأحد، قتل جندي تركي وأصيب آخر بجروح في هجوم مسلح شنّه متمردون أكراد على فريق يتولى حماية مركز لقوات الأمن شرقي البلاد. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن المسلحين هاجموا الجنود بالقنابل اليدوية والرشاشات الآلية بينما كانوا يحرسون مركزا لقوات الأمن في بلدة بالو بمقاطعة إلازيغ شرقي تركيا. وردا على الهجوم، أكد رئيس الوزراء التركي اليوم الأحد أن من وصفهم بالإرهابيين لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم ومنع تركيا من أن تصبح دولة قوية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان خلال حديثه في مراسم جنازة عسكرية أقيمت في مدينة فان شرق تركيا للجنود الذين قتلوا في هجوم الأمس، أنه قال إن تركيا "لم تستسلم قط للعنف ولن تخاف أبدا"، معتبرا أن "هذا النوع من الهجمات الدموية لن يتمكن من تحويل اتجاه مسار أمتنا لتنمو ولتصبح دولة قوية ذات احترام". وتوجه المعارضة انتقادات إلى حكومة أردوغان، وتتهمها بتهديد الوحدة الوطنية من خلال نهجها بإجراء إصلاحات لصالح الأكراد المقدر عددهم في تركيا بما بين 12 و15 مليونا. وطالب زعيم القوميين دولت بهجلي بفرض حالة الطوارئ في جنوب شرق تركيا التي رفعها حزب أردوغان في 2002. كما تطالب المعارضة بفرض منطقة عازلة في شمال العراق. وقد أسفر النزاع الكردي في تركيا عن أكثر من 45 ألف قتيل، كما يقول الجيش، منذ بداية تمرد حزب العمال الكردستاني في 1984. من جانبه، هدد الحزب على لسان الناطق باسمه أحمد دينيس من أربيل أمس بنقل الحرب إلى داخل المدن التركية، قائلا "تركيا تريد أن تأخذنا إلى حرب". ووصف إجراءات اتخذتها أنقرة للانفتاح على الأكراد –بينها السماح بإطلاق قناة باللغة الكردية- بأنها مجرد "خديعة". وتوقع الجيش زيادة في هجمات حزب العمال الذي أعلن مطلع الشهر أنه يضاعف نشاطه بعد يوم من إعلان زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان أن دعوات حوار وجهها إلى أنقرة فتجاهلتها، وأنه يترك لقيادة التنظيم في شمالي العراق حرية تحديد الخطوة القادمة.
