أكد الممثل الخاص للاتحاد الاوربى للسلام بالسودان السفير توربن برايلى دعم الاتحاد خيار التفاوض السلمى لحل ازمة دارفور، وخلال حوار مع «الرأى العام» عقب حضوره مؤتمر المبعوثين الدوليين بالفاشر خلال هذا الشهر اشار الى ضرورة ان يكون التحضير للاستفتاء جيدا، ونفى ما تناقلته وسائل الاعلام عن غياب فرنسا وبريطانيا عن اجتماع الفاشر ، وتطرق السفير توربن فى الحوار القصير الى الحديث ل «الرأي العام» السودانى الاوربى والتعهدات الاوربية فى مؤتمر اوسلو للمانحين. ..... *تقييمكم لمخرجات مؤتمر المبعوثين الدولين فى الفاشر؟ اولا، يعد اجتماع المبعوثين متابعة لاجتماع كيغالي. في الاجتماع تم مناقشة الوضع الامني في دارفور وكيف يمكن التغلب على التحديات الموجودة، متابعة الوضع الامني والانساني على الميدان في الاقليم. لقد حضر المؤتمر ممثل الاممالمتحدة والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي. ان من اهم نتائج الاجتماع هو التعبير عن القلق من تطور الوضع الامني وخصوصا في جنوب دارفور. لان الاوضاع الامنية لها انعكاس وتأثير على الوضع الانساني. قمنا بمتابعة الجهود المبذولة بخصوص عمليات الاختطاف والتى اثرت على العمل الانساني. قمنا بالدعوة لتحسين الوضع الامني حيث لبعثة اليونميد مسؤولية في حماية المدنيين والسلطات المحلية ايضا. *خلال الزيارة للفاشر هل اطلعتم على الاوضاع الانسانية بالمنطقة وكيف وجدتموها؟ نعم اطلعنا عليها حيث أن ثلث النازحين لايزالون فى المعسكرات وان الاوضاع الامنية التى اشرنا اليها سابقا تعيق عملية العودة الطوعية والمهم الآن هو تحسين الاوضاع الامنية ومهددات الامن كثيرة منها الاعمال الاجرامية وتجدد القتال بين الحركات، المؤتمر ركز على الحاجة الى تحسين الاوضاع الامنية وان ليس هناك حل عسكري للازمة وانما من خلال العمل السياسى وعلى الجميع الجلوس الى طاولة المفاوضات. *أين وصل الحوار السودانى الاوربى وهل من امكانية لتطبيع العلاقات بين الطرفين؟ الحوار السودانى الاوربى غطى خلال الفترة الماضية مواضيع كثيرة، وهناك تحولات كثيرة ولكن الحوار ظل يتمحور حول ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة وهو الجانب الايجابى ، ونحن فى الجانب الاوربى نرصد ونتابع التطورات الايجابية فى الساحة السودانية ونرحب باتفاق الشريكين فى ميكلي باثيوبيا مؤخرا كما نرحب بتشكيل مفوضية الاستفتاء. من قضايا الحوار السودانى الاوربى اجراء الانتخابات. وراقب الاتحاد الاوربى الانتخابات الاخيرة واصدر تقريره النهائى حولها ونحن نسعى من اجل توسيع المشاركة السياسية وايجاد اجواء مواتية للعمل الديمقراطى ، نهتم كذلك بتطورات الاوضاع فى دارفور من خلال الحوار السودانى الاوربى وتدخلنا فى دارفور قائم على اساس الاحترام لحقوق الانسان وندعو شريكي اتفاق السلام في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان الى التركيز على التفاوض لان تنمية السلام فى السودان تؤدي إلى أن يصبح الشعب مسؤولاً عن تحسين اوضاعه المعيشية وفى بيئة يحترم فيها الناس بعضهم البعض. *كيف ينظر الاتحاد الاوربى الى فرص نجاح العملية السلمية فى دارفور؟ نأمل ان تفضى مفاوضات الدوحة الراهنة الى سلام نهائى ، ونحن ندعم الاستقرار السياسي فى دارفور ونشيد بانخراط الحكومة والحركات فى مسار التفاوض، ولكن لا تزال مسارات التفاوض ثنائية. الحاجة الآن الى تفاوض شامل من اجل سلام شامل ونهائى بمعنى انه لابد من سماع الاصوات الاخرى وان تصبح منظمات المجتمع المدنى جزءاً من العملية السلمية. *غياب مبعوثي فرنسا وبريطانيا عن اجتماع الفاشر والاكتفاء بحضور السفراء، ألا يعطى مؤشرا الى تراجع الاهتمام الاوربى بمسألة دارفور؟ لقد تم تمثيل بريطانيا وفرنسا في الاجتماع وما تناقلته وكالات الانباء غير دقيق، والاتحاد الاوروبي مهتم جدا بملف دارفور وكان حضورنا لمؤتمر الفاشر بمثابة رسالة مفادها اننا نتابع قضايا السودان كافة ولا نقصر اهتمامنا على الجنوب فقط بل الاتحاد الاوربى هو اكبر داعم للعمل الانسانى فى دارفور كما اننا ندعم بعثة اليوناميد لحفظ السلام فى دارفور. *فى ملف الجنوب ما هى خطط الاتحاد الاوربى لمرحلة ما بعد الاستفتاء؟ المهم بالنسبة لنا هو الانفاذ الكامل لاتفاقية السلام الشاملة ونحن لسنا هنا للتقرير بالنيابة عن شعب الجنوب، فقرار الاستفتاء قرار خاص بشعب الجنوب ، الاتفاقية نصت ودعت الى الوحدة ونحن نسهم فى التنمية بالجنوب كما هو الحال بالشمال، ونحن لسنا طرفا فى الاستفتاء وسنحترم ونقر بنتيجة الاستفتاء مهما كانت، ولكن المهم هو ان يكون التحضير للاستفتاء جيدا وان يسهم فى التعايش السلمى بين الشمال والجنوب والتعايش السلمى مهم للطرفين. *ما هو الدعم المتوقع لتسهيل اجراء عملية الاستفتاء فى الجنوب؟ لا استطيع ان اعطى أرقاماً الآن ولكن لدينا اتصالات مع الاممالمتحدة ومع المسؤولين عن اجراء عملية الاستفتاء وسنقدم دعما مقدرا من اجل اجراء هذه العملية. *هل انتم راضون عن مستوى الايفاء بالتزامات دول الإتحاد الذي قطعته على نفسها في إطار مؤتمر أوسلو للمانحين؟ اعتقد ان الاتحاد الاوروبي قدم دعما للتنمية فى السودان، وسيواصل الدعم مستقبلا، ولدينا مساهمة محترمة جدا وندرك جيدا بأن الحاجة لاتزال ماسة لمعالجة حاجات الناس الاساسية خصوصا فى الجنوب.