من كيغالى الى نيروبى ينشط المبعوثون الخاصون الى السودان هذه الايام، فى مساع حثيثة،لعبورآمن لاتفاقية السلام الشاملة الى بر التنفيذ ، مع اعطاء اهتمام خاص بأهم محطتين فى قطار السلام والاستقرار وهما الانتخابات العامة والاستفتاء، وفى كل هذه العواصم وتلك التحركات يرسلون اشارات مضمرة ، يستشف منها، قلق دولى كبير من احتمال ترجيح خيار الانفصال عند التصويت على تقرير مصير الجنوب فى استفتاء العام القادم، وتلك المخاوف لم يتم الافصاح عنها جهرا ، وان جرى التلميح بها والتلويح بعواقب الانفصال، ويرى المراقبون ان اسباب موضوعية عديدة ثير تلك المخاوف المستبطنة ، منها عبء دعم دولة حديثة التكوين بالجنوب. -------------------------------------------------------------------- وبالنظر الى عدم ايفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه اعادة اعمار الجنوب بعد الحرب التى قطعوها على انفسهم فى مؤتمر اوسلو الذى انعقد عقب التوقيع على اتفاق السلام الشامل فى العام 2005، والتى بلغت (5) بلايين دولار ، فاذا كان المجتمع الدولى قد فشل فى دعم حكومة الجنوب فهل بالامكان برأي المراقبين الايفاء بمتطلبات تشكيل دولة مستقبلا قادمة من رماد الحرب وتعطل التنمية فى الاقليم ، فضلا عن ان التجارب الدولية تشير الى أن الدول العظمى دائما تلجأ الى دول فى الاقليم تمول هذه النشاطات وهذه الدول هى دول عربية وبالتالى قد لا تتحمس لدعم قيام دولة جديدة بالجنوب، وامس فى نيروبى خاطب المبعوث الامريكى الخاص للسودان سكوت غرايشن الاجتماع الوزارى لدول مجموعة الايقاد، قائلا : ان التنمية الاقتصادية وتطوير البنى التحتية من شأنه تسريع تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة، والتأثير على نتيجة الاستفتاء. واتفق المبعوثان الامريكى والبريطانى اللذان خاطبا ذات الاجتماع الوزارى على ان الاختلال الراهن فى الموارد يمكن ان يؤدى الى نزاع جديد غض الطرف عن نتيجة الاستفتاء، الامر الذى يدفع بالعامل الاقتصادى كأهم اوراق تحديد مصير الوحدة والانفصال رغم الجدل السياسى العريض، وقال المبعوث الامريكى ان الدولة المحتملة فى الجنوب تحتاج الى مساعدة دول الاقليم (الايقاد) والمجتمع الدولى فى مجال البنى التحتية والتجارة، اما المبعوث البريطانى ميشال اونيل فدعا الى انتخابات حرة ونزيهة فى السودان لان عقب الانتخابات هناك تحديات كبرى تواجه السودان فى اشارة الى الاستفتاء ، وحث المبعوث البريطانى المجتمع الدولى الايفاء بتعهداته فى الدعم. فى العاصمة الرواندية كيغالى التأم بنهاية فبراير الماضى المبعوثون الخاصون لكل من الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوربى فضلا عن رئيس بعثة اليوناميد البرفيسور ابراهيم قمبارى والهدف من الاجتماع ذاك هو بحث سبل تأمين الانتخابات المقبلة فى السودان. ودعا الاجتماع الى معالجة ازمة دارفور بطريقة أكثر شمولية وفى مسارات منفصلة عن انتخابات ابريل المقبلة وطالب المبعوثون بعثة الاممالمتحدة فى السودان العمل الوثيق مع الجهات الاخرى لدعم الانتخابات بالسودان. قمبارى طمأن اجتماع كيغالى بأن الاوضاع الامنية والانسانية فى دارفور تحسنت كثيرا عن ما كانت عليه العام 2004 (رغم ان بعض التحديات لا تزال ماثلة امام عودة السلام والاستقرار الشامل الى دارفور)، وزير خارجية رواندا لويس موشيكو امبو اعتبر اجتماع كيغالى مؤشراً جيداً بأن السلام آت الى السودان وان هناك التزامات من المجتمع الدولى لانهاء النزاع بدارفور. وفي إطار جهود المبعوثين الدوليين المتسارع وجولاتهم الماكوكية غادر المبعوث الصينى الخرطوم الأسبوع الماضي، وجدد ليو غيا غينغ من القاهرة رغبة بلاده في ان تكون شريكا للجامعة العربية والدول العربية في الجهود الرامية لتحسين الاوضاع في دارفور وجنوب السودان واكد ان بلاده تدعم العملية السياسية التي تجري في الدوحة في ما يتعلق بدارفور بما يرسي السلام والامن في الاقليم. ونوه بأن الصين مهتمة ايضا بالانتخابات العامة التي ستجري في الشهر المقبل باعتبارها «مهمة» للسودان بأسره. موضحا ان بلاده قررت ارسال وفد لمراقبة الانتخابات. وفي ذات الإطار ، وصل امس المبعوث الروسي الخاص للسودان ميخائيل مارقيلوف على رأس وفد روسي يضم رجال مال وأعمال وبرلمانيين في زيارة تستغرق أربعة أيام يجري خلالها مباحثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات على الساحة السودانية،وتشمل دكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية والدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور والدكتور عوض أحمد الجاز وزير المالية وقيادات وزارة الخارجية والمفوضية القومية للانتخابات بجانب الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، كما سيزور جوبا ويعقد لقاءات مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ورئيس حكومة الجنوب وعدد من المسؤولين بحكومة الجنوب.