شهد هذا الاسبوع تحالف أكبر مجموعتين إسلاميتين فى الصومال ، الامر الذى اعتبره مراقبون مرحلة جديدة فى الصراع الصومالى بين الحكومة الصومالية من جهة والفصائل الاسلامية التى ظلت تقاتل حكومة شيخ شريف المدعومة من المجتمع الدولى ، وأعلنت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية السبت أن زعيمي أبرز حركتين اسلاميتين تسيطران على قسم كبير من الصومال، التقيا الجمعة من أجل توحيد قواتهما ضد الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وقد التقى عبدي محمد غودان زعيم حركة الشباب المجاهدين الاسلامية المنتمين الى القاعدة، الجمعة في مقديشو الشيخ حسن طاهر عويس، زعيم حزب الاسلام، وهو مجموعة أصغر، كما قال مسؤول في حركة الشباب طلب عدم الكشف عن هويته. .... وقال المسؤول في حركة الشباب ان «الزعيمين التقيا الجمعة وناقشا اتفاقاً واسعاً لتوحيد قواتهما، تمهيداً لشن هجوم كبير على الغزاة الافارقة وحكوماتهم المارقة».واكد مسؤول في حزب الاسلام هو الشيخ محمد ابراهيم، عقب اللقاء ان «زعيمي المجموعتين قد التقيا وستكون النتيجة هجوما واسع النطاق على الغزاة. ورغم ان المجموعتين الاسلاميتين اللتين تسيطران على وسط الصومال وجنوبه، متحالفتان من حيث المبدأ، لكنهما تواجهتا مرات عدة في الاشهر الاخيرة، ويصبح هذا التحالف مهماً من جهة توحيد صفوف الفصائل الاسلامية فى الصومال التى ظلت تقاتل بعضها البعض لعدة سنوات واصبحت جزءاً من حالة الفوضى التى تعيشها الصومال وسيطرت على حياة الناس بفرضها نظاما اجتماعيا صارما يحرم الموسيقى ومتابعة مباريات كأس العالم بل حرمت حركة الشباب حتى الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الصومال. وفى حال تشكل هذا التحالف والذى هدفه المعلن هو قتال الحكومة واسماهم الغزاة وهم جنود الاتحاد الافريقى فان التحديات ستتعاظم امام القوة الافريقية التى قوامها حوالي ستة آلاف جندي يوغندي وبوروندي، وتعانى من نقص حاد فى المؤن والعتاد، وتعهدت دول مجموعة «إيقاد»، في وقت سابق من هذا الأسبوع بدعم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد في الصومال لتزيد عن ثمانية آلاف جندي، لكنها قالت إنها تسعى في النهاية إلى زيادة قوات حفظ السلام في الصومال إلى (20) ألف جندي بما فيها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ولكن تبقى كل هذه الوعود بدعم القوات الدولية على الورق بحسب عدد من المراقبين مستشهدين فى ذلك بوعود سابقة وتعهدات دولية فى اكثر من مؤتمر خاص بالشأن الصومالى. ورداً على قمة الايقاد التى استضافتها العاصمة الاثيوبية أديس أبابا وإعلان دعم القوات الافريقية اقسم مئات الناشطين من «الشباب» في بلدويني بوسط الصومال على تكثيف «الجهاد» ضد قوات الاتحاد الافريقي وقال قائد «الشباب» في منطقة حيران الشيخ يوسف سعيد اوغاس أمام الحشد «إن أعداء الله التقوا في اثيوبيا قبل بضعة أيام واتفقوا على محاربة القرآن الكريم». وأضاف «نحن مجتمعون الآن للاتحاد ومحاربتهم سنقاتل حتى الموت حتى نرفع العلم الإسلامي في هذا البلد ونقيم دولة إسلامية». هذا التطور جاء فى وقت أعلن فيه الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد إن العدد المتزايد للمتشددين يمثل تهديدا متناميا للأمن الإقليمي. وقال في مقابلة مع «رويترز»: «الصومال في خطر بسبب العدد المتزايد للمتشددين الأجانب (هنا). لا يمكننا أن نتغافل». لقد مضت الأمور إلى مستوى لا يمكننا احتماله، لذا فهناك حاجة ملحة للمساعدة الدولية أو الإقليمية ويخشى دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أمنيون أن يستخدم متطرفون إسلاميون الصومال كقاعدة انطلاق لهجماتهم في المنطقة المضطربة وما وراءها. وقال أحمد إن حكومته التي تسيطر فقط على بضعة أحياء في العاصمة الصومالية مقديشو وتعتمد بشدة على قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في ضمان أمن ظاهري ليست قادرة على القيام بمهامها. وقال: «حكومتي لا تملك كثيرا حيال قيامها بمهامها المؤسسية بسبب الهجمات المستمرة».