هآنذا أجوس خلال الديار فى واحدة من دول5+1.. أدخل هذه الدولة بروح خاصة, إنّها هى الدولة التى تأتى واحدة فى معادلة المسئولية الدوليّة فتأتى مُلاصقة للخمسة (أصحاب حق الفيتو)! هذه الأيّام أنا بالمانيا, وصلتها عبر امستردام وقضيت فيها حتى الآن أيّاماً وساعات... لكنّى هذه المرّة أحس بألمانيا أنّها هى دولة 1 التى تلى 5... هذه المجموعة الدولية نالت هذا اللقب حين صار دخول ايران للنادى النووى عيباً... تعقّبها (المجتمع الدولى) بكل السبل السريّة والعلنيّة لمحاولة خطف بطاقة التأهيل النووى عنها... وآخر أشكال المطاردة العلنية هى ملاحقتها بمجموعة 5+1 ! كلما أجد نفسى فى الأراضى الالمانية تجتاحنى نوبة هرش سياسى... فهذه الدولة وعاصمتها برلين قصة للموعظة السياسيّة... فالمانيا فى سانحتين تاريخيتين بلغت درجة عالية فى النمو الاقتصادى والقوّة العسكرية والروح القوميّة التى تنبت الطموح السياسى المشروع وغير المشروع لدرجة أنتجت الغرور السياسى, فأوصلت العالم إلى حربين أهلكتا الحرث والنسل... واهلكت قبل ذلك وبعده درجة النمو والقوة العسكرية والطموح السياسى لتنتهى بأن تبدأ المانيا من أول السطر بل فقرة جديدة بتوبة سياسية استعادت بعدها رشدها بقوة رجالها وبقوّة نسائها, فأصبحت الآن هى الرقم الأهم فى الاتحاد الاوروبى, وبرغم حرمانها من حق الفيتو إلا أنّ اعترافهم بقوتها ومركزها جعلت الخمسة (الكبار) يردفونها معهم فى مركبة دوليّة هى 5+1 ! نوبة الهرش السياسى فيها حكّة سودانيّة... فالمانيا أوصلها الصراع الدولى والشهوة الايدلوجيّة يوماً أن تصبح دولتين وعاصمتين وشعبين بإرادة دولية صراعيّة... وضُرِبَ بينهما جدار آيديولوجى خمسين عاماً... لكنّ خمسين عاماً لم تُنْسِ هذا الشعب انّه شعب واحد ودولة واحدة وعاصمة واحدة فعاد مرّة أخرى إلى حقائق الواقع وحقائق السياسة وحقائق الجغرافيا دولة واحدة وعاصمة واحدة وشعباً واحداً! كل يوم يمر علىّ وأنا بالمانيا, ساصلى فيه صلاة الوحدة, بأن أذهب إلى أنقاض جدار برلين, أضع قدماً فى برلين الغربيّة (سابقاً) والأخرى فى برلين الشرقيّة (سابقاً), فتصل صلواتى إلى أبيى... أصلّى للوحدة حتّى لا يأتى علينا زمان نسمع فيه بجدار ابيى!!