بالرغم من تراجع اهتمام الدولة بالقطاع الزراعي بقطاعاته المختلفة بالولايات و المشروعات الزراعية في الفترة الأخيرة وانتهاج الدولة لسياسة تحرير مدخلات الانتاج والخروج من التمويل وغيره إلا أن هنالك جهوداً غير حكومية تبذل من أجل الحفاظ على الموارد الزراعية وتحقيق انتاج مقدر عبر التوسع في حجم المساحات المستهدفة زراعتها بجميع المحصولات والتي تزيد عن ال (40) مليون فدان للصيفي. وقال عبد الحميد آدم مختار الأمين العام لاتحاد عام مزارعي السودان أن موقف الموسم الصيفي بشقيه المطري والمروي بكافة مناطق الزراعة مطمئن وجيد بالرغم من وجود بعض التمويلات وفقاً لآخر التقارير والزيارات التي قاموا بها في المناطق والمشروعات جميعاً. وعزا عبد الحميد استقرار العمليات الزراعية لتوفير معدلات المياه من الامطار او الري في القطاع المروي خاصة بمناطق غرب السودان وغيرها من المناطق الأخرى. ولكن عبد الحميد أكد في حديثه ل (الرأي العام) وجود بعض الشكاوى من بعض المناطق الزراعية تكشف عن عدم وصول التمويل للموسم الصيفي وأن الذي وصل لبعض المناطق كان بمعدلات ضعيفة جداً لاسباب اجملها في تعقيد عمليات واجراءات الاستعلام والترميز التي تتم في وقت طويل مما يسهم في خروج معظم المزارعين من الحصول على التمويل . وأضاف أن كثيراً من مناطق الزراعة تبعد عن فروع البنوك التي يتوافر فيها التمويل. وكشف عبد الحميد عن أن التمويل الذي يوفره البنك الزراعي لا يغطي (15-20%) من حجم التمويل فيما تسهم باقي جميع البنوك والمصارف التجارية الأخرى ب (5%) مبيناً أنه حتى هذه النسبة لم تلتزم به هذه البنوك حتى الآن مشيراً الى أن اكثر من (70%) من التمويل للموسم الصيفي يتم بمجهودات ذاتية. وأكد عبد الحميد أن المعالجات التي تمت بجدولة مديونيات بعض المزارعين المعسرين أسهمت واستفاد كثير من المزارعين في الحصول على التمويل لهذا الموسم في القطاعين المطري والمروي. وفي السياق اكد عوض الكريم بابكر رئيس اتحاد مزارعي مشروع حلفا الجديد الزراعي استقرار العمل الزراعي بمشروع حلفا للعروة الصيفية الحالية والتي تستهدف فيها زراعة اكثر من (165) ألف فدان بمحصولات تضم القمح والذرة والفول... الخ واوضح بابكر ل (الرأي العام) أن الموسم لم يواجه أية مشكلات سوى في التمويل او المياه أو المدخلات الأخرى مبيناً عن توقعاتهم بمضاعفة الانتاج للاكتفاء من الاستهلاك وتصدير الفائض للأسواق الخارجية. وقال عبد العزيز بشير رئيس اتحاد مزارعي السوكي الزراعي إن الموقف جيد جداً في العروة الصيفية مشيراً لعدم وجود أية عقبات تواجه المزارعين. وأضاف بشير ل (الرأي العام) أن المستهدف في العروة الصيفية الحالية زراعة اكثر من (86) ألف فدان بمحصولات زهرة الشمس والقمح والذرة والفول وغيرها مؤكداً أن النجاح الذي يشهده الموسم الحالي تحقق بمساهمة الشراكة بين شركة سكر كنانة وادارة المشروع. وفي السياق اشاد حسين الشوبلي رئىس اتحاد مزارعي مشروع الرهد الزراعي بالدعم الذي قدمته شركة كنانة لمزارعي المشروع للعروة الصيفية الحالية والتي يتوقع بنهاية الموسم ان تتم زراعة اكثر من (300) ألف فدان بالمحصولات المستهدفة . وذكر الشوبلي أن الشراكة أسهمت في حل كافة المشكلات التي كانت تهدد الزراعة والمزارعين بالمشروع متوقعاً ان يكون الانتاج عالياً لهذا الموسم. وقال تاج السر بابكر الأمين العام لاتحاد مزارعي الولاية الشمالية إن المستهدف في هذه العروة يزيد عن (350) فداناً خاصة مع توفير المياه خلافاً للعام الماضي الذي شهد شحاً واضحاً. وأوضح أن هناك مشكلات تقف أمام الموسم الصيفي والتي منها شح التمويل المطلوب للمزارعين بجانب ضعف التقاوى التي وصلت حتى الآن بالرغم من بداية الموسم من فترة طويلة. وأضاف بابكر ل (الرأي العام) أن المزارعين رهنوا نجاح الموسم وتحقيق انتاج وفير باسراع الجهات المعنية في الدولة بايجاد حل حاسم لهذه المعوقات. وأكد عبد الله النور عضو اتحاد مزارعي نهر النيل أنهم يتوقعون زراعة اكثر من (460) ألف فدان بمحصولات مختلفة مبيناً عن توافر الامطار بمعدلات مناسبة لكنه كشف عن ضعف حجم التمويل الذي تم توفيره من البنوك. وقال عبد الله إن البنوك خاصة الزراعي لم تنفذ بالولاية توجيهات رئاسة الجمهورية فيما يتعلق بمعالجة مديونيات المزارعين المعسرين الذين سددوا اكثر من (60%) من الديون مؤكداً ل (الرأي العام) عدم استلامهم لأي قدر من التمويل حتى الآن. وفي السياق أكد مصدر بوزارة الزراعة ل (الرأي العام) أن هناك شكاوى عديدة وصلت للوزارة من بعض المشاريع والمناطق الزراعية تفيد بتعثر تدفق التمويل للمزارعين وعدم حصولهم على التقاوى التي لم يتم استلامها من الولايات بالاضافة لمواصلة بعض البنوك والجهات الممولة لملاحقة المعسرين الذين لم يستطيعوا دفع مديوناتهم عليها بالرغم من تأكيدهم بدفع أكثر من (60%) للبنوك وطالب د. عصام صديق الخبير الاقتصادي الدولة والقطاع الخاص لوضع حلول عاجلة للمشكلات التي تهدد القطاع الزراعي مؤكداً ل (الرأي العام) أن الزراعة هي التي يجب الاعتماد عليها بدلاً عن البترول.