خلّفت الأمطار الأخيرة بحيرات من المياه الآسنة في شوارع وميادين وأسواق وأحياء ولاية الخرطوم.. ركود المياه بذلك الشكل دون أن تجد مُعالجات فورية قد يؤدي إلى توالد البعوض.. وتلوث البيئة. «الرأي العام» وقفت على أوضاع بعض الأسواق والشوارع الرئيسية بولاية الخرطوم التي غمرتها مياه الأمطار.. ولاية الخرطوم بطبيعة تضاريسها تتعرض سنوياً لركود الأمطار لأشهر طويلة في شوارعها وأسواقها.. وجنوبالخرطوم واحدة من المناطق المنخفضة خاصة شرق النيل الأبيض منطقة الكلاكلات ولكنها لم تجد أية معالجات سوى شق قنوات لتصريف الأمطار إلى مجرى النيل أو ردم المناطق المنخفضة كما هو الحال في العديد من المناطق.. ويتعرض سوق اللفة أكبر أسواق جنوبالخرطوم للغرق في كل المواسم وبرك المياه في أزقته وأمام المحال التجارية لفترات قد تتجاوز شهوراً.. المواطنون يمنون أنفسهم بموسم خريف خال من الرائحة النتنة والمشهد القذر، إلاّ أنّ الأمطار سرعان ما تخيِّب آمالهم، وهذا ما تحسّسناه في جولتنا، حيث استقبلتنا رائحة نتنة تنفذ من بحيرات المياه الراكدة.. ووجدنا صعوبة بالغة في الحركة داخل السوق.. المواطن رشدي أحمد صالح - كان يقف أمام أحد بائعي الخضروات الذي يفترش «سلعته» وسط كومة من القمامة وفي قلب بحيرة من المياه الراكدة، أبدى قلقه بشأن ما إذا كانت هذه الخضروات ملوثة بسبب وجودها وسط الذباب خاصة انه ليست هناك عمليات رش.. فيما تذمر صاحب الخضروات نفسه من عدم تحرك المحلية لشفط المياه الراكدة، ويمضي بقوله إنهم دفعوا مبلغ جنيهين للمحلية لشفط المياه، وأبْدى البائع قلقه من عزوف المواطن عن الشراء إذا بقي الحال على ما هو عليه الآن، وطالب بسرعة إنهاء مشكلة ركود المياه في السوق تفادياًَ لأيّة مشكلة صحية أو بيئية. وبالفعل المشهد يَنم عن دنو مشكلة صحية وبيئية إن لم يجد الوضع علاجاً سريعاً سواء بشفط المياه أو ردم المناطق المنخفضة بالتراب.. وفي جولتنا بالسوق المركزي الخرطوم لم تكن الصورة أفضل من سَابقتها، حيث تكررت نفس المشاهد من مياه راكدة تشبه البحيرات وأوساخ وقذارة، وحمّل عددٌ من التجار الذين يعملون بالسوق المركزي، محلية الخرطوم هذا الوضع ووصفوها بأنها مقصرة تجاه القيام بواجبها، وأرجع بعضهم تردي الأوضاع لإهمال المحليّة أيضاً في فتح مصارف المياه قبل فصل الخريف وأضافوا ل «الرأي العام» أن الأمطار تتراكم ولا أحد يلتفت إلى مُعاناتهم. وقال عبد المنعم تاجر، إنّ المحلية تعطي شوارع الأسفلت أهمية لشطف المياه، بينما تهمل الأسواق بالرغم من أن كمية المياه الراكدة بها أكبر ولا يوجد بها تصريف، وأضاف أن الوضع أصبح غير مُحتمل، حيث تتكرر المأساة سنوياً، داعياً السلطات لإيجاد حلول نظير ما يدفعونه من جبايات.. بالرغم من الصورة المقزّزة التي تعم السوق المركزي إلاّ أنّ تجار الخضر ما زالوا يبيعون الخضر في ذات المكان الذي يتوالد به الذباب وتنبعث منه الروائح الكريهة التي أدت الى نفور المواطنين بسببها مما أثّر ذلك على القوة الشرائية.. ويقول محمّد عبد الله تاجر إنّ الأمطار أصابت السوق بركود جزئي نتيجة للاهمال الذي تواجهه، وقال عبد الرحيم صيدلي، إنّه قام بإبلاغ المحلية هو وجيرانه بالسوق لأن تقوم بدورها في فتح المجاري والمصارف، ولكن لم يستجب أحد الى تلك البلاغات وقال: نحن ننتظر ان تجف المياه القذرة الآن بواسطة الشمس. من جهة أخرى أبْدى المواطنون الذين استطلعناهم، إستياءهم الشديد من هذا الواقع وناشدوا المحليات ببذل الجهد المطلوب لتصحيح الصورة السالبة التي تطغى على اكثر المناطق حيوية «الاسواق».. وقال محمد صلاح إنّ الأمراض التي تنتشر في الصيف كالنزلات المعوية سببها هذا التلوث والتردي البيئي.