كلما ساد الهدوء مناطق دارفور انتاب الجميع احساس بان هناك شيئا ما ينذر بالانفجار فى احد معسكرات النازحين التى اصبحت ظاهرة تقود الحركات المسلحة من داخلها عملياتها العسكرية والسياسية.وبينما كان صدى السلاح الذى ازهق ارواح نازحى معسكر كلمة جنوب دارفورمطلع الشهر الماضى يتردد فى مجالس مدينة نيالافوجىء الموطنون بانتقال العدوى الى غرب دارفور وتحديدا فى معسكر (الحميدية) بزالنجى ليضيف قائمة جديدة لضحايا النازحين فى معسكر يصفه البعض بانه اكثرخطورة من كلمة. الحميدية الواقع فى الجزء الشرقى لمدينة زالنجى مزدحم بالنازحين وتسوده العديد من الازمات حيث يبلغ عدد سكانه (40) ألف نازح وتسيطر عليه حركة عبدالواحد منذ انشائة فى العام 2004م ولاعلاقة لحكومة الولاية به من قريب او بعيد باستثناء تنسيق وادارة العمليات الانسانية والكوارث الصحية مع بعثة قوات حفظ السلام اليوناميد. وتفيد معلومات «الرأى العام» ان كمية السلاح داخل معسكر (الحميدية) تفوق معسكر كلمة بعشرات المرات بالرغم من ان سكان معسكر كلمة إضعاف نازحى الحميدية، وتجاور منطقة الحميدية معسكرات أخرى يقطنها انصار عبدالوحد مثل معسكر الحصاحيصا الشهير. وتحدث شاهد عيان عن الاحداث التى جرت هذا الاسبوع فى الحميدية بقوله ان مواطنى زالنجى استيقظوا للسحور على اصوات السلاح بالحميدية فى حوالى الثانية بعد منتصف ليل السبت مما اصاب مواطنى المدينة بالرعب والفزع وتسببت الاحداث فى تشريد العديد من النازحين فى عملية نزوح جديدة، تحتاج لمجهودات كبيرة من حكومة الولاية ومنظماتها الطوعية لإيوائهم. ويصف والى غرب دارفور الشرتاى جعفر عبدالحكم الاحداث بانها امتداد طبيعى لما تم بمعسكر كلمة ونفى فى تصريحات صحفية أي تدخل للشرطة كما تقول حركة عبدالواحد. مدللاً بأن الحكومة ليس لها وجود بالمعسكر ويقول عبدالحكم ان عبدالواحد يعمل على نقل ماتم بمعسكر كلمة للحميدية. الاوضاع الآن داخل المعسكر يسودها الهدوء بعد ان توقف اطلاق النار ولكن الحذر والتوتر ما زالا يسيطران حتى على سكان زالنجى انفسهم وتتوقع حكومة غرب دارفور بحسب معمتد زالنجى عبدالله محمد الامين ارتفاع عدد الضحايا من الجرحى لحوالى (32) جريحا والقتلى الى (11) وتم نقل اربعة من الجرحى بواسطة قوات اليوناميد للعلاج فى احد مراكزها الصحية بزالنجى بعد ان تم دفن الموتى داخل المعسكر.ويقول المعتمد ان الازمة ستظل قائمة بالمعسكرمالم يتم نزع سلاح النازحين والمليشيات المحتمية بالمعسكر وقال ان الازمة فى الحميدية ستفوق ازمة معسكر كلمة وذلك لان منطقة زالنجى هى مسقط رأس عبدالواحد وتكثر فيها معسكرات النازحين الموالين له. وكشف المعتمد عن اتصالات مكثفة بين الحكومة واليوناميد لتقديم المساعدات للنازحين مبينا بان الوضع الانسانى مطمئن بوجود عدد كبير من المنظمات بالمنطقة. المراقب للاحداث فى دارفور يجد ان الازمة فى معسكر الحميدية ترجع الى يوليو الماضى عندما اعتدت مجموعة مسلحة تتبع لعبد الواحد على مجموعة أخرى داخل الحميدية بزالنجي مما أدى لمقتل (4) منهم شيخ المعسكر، و قامت بحرق عدد من المنازل والمحلات التجارية وذلك انتقاما للمنضمين لعملية السلام فى الدوحة. وانتقلت منها الاحداث الى معسكر كلمة الامر الذى دفع حكومة غرب دارفور للقول ان معسكر كلمة والحميدية وجهان لخطة واحدة. ويرى عدد من المراقبين ان من الطبيعى ان يبحث عبدالواحد محمد نور وانصاره عن استراتيجية جديدة تعيده الى الواجهة بعد ان خفت صوته لعامين او اكثر. ويسعى عبدالواحد لا حداث الفتنة بين النازحين لاعادة التوتر الى المنطقة من خلال احداث معسكرى كلمة والحميدية وتوقع المراقبون انفجارا جديدا قد يطال النازحين فى معسكر الحصاحيصا المشهور اذا استطاعت الحكومة احتواء الازمة كسابقتها فى كلمة. ولاحظ المراقبون انه كلما نشبت ازمة فى معسكر ما وقعت ازمة بين الحكومة واليوناميد وتتهم الحكومة اليوناميد بتوفير الحماية للمسلحين و مسؤولية عدم تسليم المتورطين فى الاحداث السابقة فى الحميدية نفسها لمحاكمتهم. وبذلك تظل دائرة الصراع مغلقة بين الحكومة واليوناميد والمعسكرات وتزداد اشتعالا كلما لاحت بارقة حل فى مفاوضات الدوحة.