سطع نجم مدينة الدوحة العاصمة القطرية في الفترة الأخيرة بسبب الحراك الدبلوماسي والسياسي الواسع الذي تبنته بهدف المساعدة في استقرار السلم والأمن بالسودان. ولا شك ان قطر كانت لاعباً اساسياً في القضايا المفصلية التي مر بها السودان أخيراً من خلال الدعم الذي تقدمه لاقامة المشاريع التنموية والخدمية والتي كان آخرها الدعم المالي والسياسي لمفاوضات سلام دارفور في مدينة الدوحة التي تمخض عنها الاتفاق الاطاري لوقف اطلاق النار والدخول في مباحثات جدية لإنهاء النزاع المسلح عبر طاولة المفاوضات السلمية الأمر الذي شكل تعاوناً ضخماً في الجانب الاقتصادي والاستثماري وحسب مراقبين ان العلاقات في المجال الاقتصادي بين البلدين تشهد نمواً مطرداً عبر الاستثمار في مختلف المجالات العقارية والحيوانية والزراعية والبنكية. وأكدت مصادر مطلعة بوزارة الاستثمار ان المرحلة المقبلة ستشهد تدفق استثمارات قطرية للبلاد، حيث من المتوقع ان تقفز الى المرتبة الأولى في الاستثمارات العربية. وقال الدكتور إبراهيم الأمين - الخبير الاقتصادي - ان الاستثمارات القطرية في السودان احتلت مركزاً متقدماً، واشار الى ان وجود دولة قطر يمثل ركيزة لجذب الاستثمارات الاجنبية بجانب ترجمة العلاقة بين البلدين الى واقع ينظم المصالح المشتركة من خلال تبادل الوفود على أعلى المستويات في الفترات الماضية مما أثمر عنه تشكيل مجلس الأعمال القطري السوداني المشترك بجانب انشاء شركة قابضة بين الجانبين تقوم بالاستثمار في مجالات متعددة بهدف التأسيس لاقامة شراكات استراتيجية مع قطر على المدى الطويل وأوضح ان السودان كان دائماً محط تقدير واهتمام قطر وهناك رغبة مؤكدة للجانب القطري بتطوير تلك العلاقات فالمتابع لتلك العلاقات يلحظ ان قطر دخلت في عدة مشاريع خلال الفترة الماضية. وتفيد متابعات (الرأي العام) بأن الاستثمارات القطرية بالسودان تركزت في الزراعي والثروة الحيوانية والعقاري والمالي، وبعد افتتاح فرع بنك قطر الوطني - احدث الاستثمارات القطرية في البلاد - وهو يعتبر اضافة نوعية لبيوت التمويل لكثير من المستثمرين المحليين وفتح نافذة مصرفية ذات تشعبات عالمية مع بنوك اوروبية وأمريكية هذا اضافة لشركة الخطوط القطرية، بدوره أكد عبد الله الحاج - الخبير في مجال العلاقات الخارجية والخبير الاقتصادي - مساهمة الاستثمارات القطرية في تطوير الدخل القومي السوداني واشار الى ان أكبر ثلاث شركات قطرية ولجت مجال الاستثمار في السودان في مجال التنمية العقارية. وقال الحاج ل (الرأي العام) ان الزيارات المتبادلة للمسؤولين في البلدين شكلت لبنة اساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وهدفت إلى ايجاد شراكات استراتيجية في المجالات كافة. وذكر ان هناك لجنة وزارية بين البلدين شكلت في العام 2001م برئاسة وزارة المالية والاقتصاد الوطني وتفيد التقارير الصادرة من وزارة التعاون الدولي بأن اللجنة طوال فترة تكوينها عقدت دورة واحدة فقط بالخرطوم في العام قبل الماضي تم خلالها الاتفاق على انشاء مركز تجاري سوداني بدولة قطر ومجلس الأعمال المشترك والتوقيع على مذكرات تفاهم في مجال «السياحة والشباب والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة»، وتؤكد المتابعات ان بداية العام المقبل ستشهد انعقاد الدورة الثانية للاجتماعات الوزارية المشتركة. ووفقاً للتقارير فقد بلغ حجم الاستثمارات القطرية بالسودان (3.5) مليارات دولار بينها (900) مليون دولار في المجالات الصناعية والزراعية والخدمية فيما بلغت جملة المشاريع (18) مشروعاً منها (6) مشاريع في القطاع الصناعي و(11) مشروعاً في القطاع الخدمي اضافة الى مشروع واحد في القطاع الزراعي، كما مولت قطر عدداً من المشروعات الاستراتيجية، كان احدثها طريق كسلا اللفة بتكلفة بلغت (15) مليون دولار والذي يربط السودان باريتريا، ومن المقرر افتتاحه خلال أيام على يد رئيس الجمهورية خلال زيارته المرتقبة إلى كسلا.