أكدت دراسات بينية صادرة عن الهيئة الدولية للبيئة ان نقص معدلات انسياب المياه والغذاء خصوصاً بأفريقيا جنوب الصحراء من ظواهر وآثار تغير المناخ على المنطقة. وكشف التقرير الخاص بأفريقيا والتي يقع السودان من ضمن المناطق التي اجريت بها الدراسات عن زيادة دورات الجفاف بهذه المناطق وارتباطه بنقص معدلات انسياب المياه وهطول الأمطار ويرى الخبراء البيئيون ان ملامح وآثار تغير المناخ بدت واضحة في العديد من المناطق بالسودان بالاضافة الى ان النظم البيئية في السودان من ضمن النظم الأكثر هشاشة قبل ظاهرة الاحتباس الحراري لذلك هو من الدول النامية الأكثر تأثراً بالظاهرة وحول فرص مواجهة هذه الآثار قال د. اسماعيل الجزولي منسق المشروع الوطني للتكيف مع آثار تغير المناخ انه وضع استراتيجية الوطنية لتحديد أهم العوامل المناخية المؤثرة وأكثر المجتمعات أو النظم هشاشة وعرضة لآثار التغير. وأشار اسماعيل الى ان مشاريع الاستراتيجية وضعت كبرامج سريعة «طواريء» لتلبي الحاجات المحلحة للمجتمعات الأكثر هشاشة، وتعتمد على نهج المشاركة وبهدف زيادة القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ. وأوضح الجزولي بأن برنامج تأهيل حزام الصمغ العربي وتطوير اراضي القردود وانتاج الأعلاف لتقليل الصراعات حول الموارد من برامج الاستراتيجية ودعا الى تعديل سياسات التمويل وتطويرها لتوفيق أوضاع الفقراء وتأهيل مرافق المياه والاهتمام بصحة البيئة والجودة وتفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بحماية البيئة ومراجعة سياسة استخدام الاراضي. وفي ذات السياق أوضح د. نجم الدين قطبي - نائب مدير وحدة تغير المناخ بالمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية - ان هنالك اربعة تقارير نفذها المجلس كواحد من التزامات السودان تجاه الاتفاقية وكواحد في الدول النامية رصد فيها كل مصادر الانبعاثات بالاضافة الى دراسة القطاعات الاساسية ومدى تأثرها بتغير المناخ وهي قطاعات الصحة الزراعة والغابات والمياه بالاضافة إلى قيادة السودان في العام الماضي لمجموعة ال (77) والصين «مجموعة الدول النامية» في مؤتمر تغير المناخ بكوبنهاجن وقد تمت رئاسته للمجموعة بنجاح. وقال إن مناطق كثيرة في السودان تأثرت بتغيرات المناخ الى جانب انخفاض الانتاجية في الأراضي الزراعية وتذبذب الأمطار وعدم انتظام فصول السنة في السنوات الأخيرة حتى تماهت الفصول في بعضها وزيادة الفيضانات، بالاضافة الى تعرض بعض المناطق في شمال السودان مثلاً للأمطار بالرغم من انها تتبع للاقليم الصحراوي، وتأخر فصل الخريف وامتداده حتى شهر أكتوبر. وقال د. عادل بأن المشاريع التي يقوم بتنفيذها في خمس ولايات لمشاريع التكيف مع آثار تغير المناخ كانت نتاج ل (32) مبادرة تم اختيارها، وكانت الأولوية لمنطقة البطانة بالقضارف لمساعدة (650) أسرة من المزارعين ومنطقة بارا في شمال كردفان في (7) قرى لانتاج (300) ألف شتلة تم زرعها حول المناطق كما سيبدأ تنفيذ انشاء سد في نهر كودا غرب مدينة جوبا بالولاية الاستوائية الوسطى وإعادة تعمير (5) آبار، بالاضافة الى تحسين المعاملات الفلاحية بولاية نهر النيل ليساعد في تحديد الانواع المناسبة في المحاصيل المقاومة للجفاف والسريعة النضوج، وعمل تثبيت للكثبان الرملية.