اذا رغبت في شئ فان العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك. * في هذه الرواية يستعيد كويلو موضوع رحلة موغلة في القدم، بدأها كل الذين فشلوا عما يجعل الحياة أجمل: حجر الفلاسفة واكسير الحياة هل يصبح الذهب ذريعة للبحث عن كنوز أخرى؟، وهل تكون اسطورتنا الشخصية اكتشافنا لحقنا في السعادة؟ أمسك الخيميائي بكتاب، كان بحوزة أحد أعضاء القافلة. لم يكن للكتاب غلاف. ولكنه مع ذلك استطاع معرفة المؤلف انه اوسكار وايلد. وفيما هو يتصفحه وقع على حكاية تتحدث عن نرسيس. كان الخيميائي يعرف اسطورة نرسيس، ذلك الفتى الجميل الذي كان يذهب، كل يوم ليتأمل جمال وجهه في مياه احدى البحيرات. وكان مفتوناً بصورته، الى درجة انه سقط، ذات يوم في البحيرة ومات غرقاً. وفي المكان الذي سقط فيه نبتت زهرة سمُيت نرسيس (نرجس). ولكن أوسكار وايلد لا ينهي القصة على هذا النحو. بل يقول انه لدى موت نرسيس، جاءت الاورياديات، ربات الغابات الى ضفة البحيرة ذات المياه العذبة ووجدنها قد تحولت إلى جرن دموع. سألت الاورياديات البحيرة: - لم تبكين؟ - أبكي من أجل نرسيس. - ان هذا لا يدهشنا اطلاقاً. لطالما كنا نلاحقه في الغابات، باستمرار لقد كنت الوحيدة التي تستطيع مشاهدة جماله عن كثب. سألت البحيرة: - وهل نرسيس كان جميلاً؟ - فأجابت الاورياديات متعجبات: - من يستطيع معرفة ذلك أكثر منك. ألم يكن ينحني فوق ضفافك كل يوم؟ - سكتت البحيرة لحظة دون أن تقول شيئاً. ثم اردفت: - أبكي من أجل نرسيس، ولكنني لم ألحظ قط أن نرسيس كان جميلاً ابكي من أجل نرسيس لانني كنت في كل مرة ينحني فيها على ضفافي أرى انعكاس جمالي الخاص في عمق عينيه. قال الخيميائي: «يا لها من حكاية رائعة». (ترجمة صلاح صيداوي) تعليق المحرر: * من التيارات النقدية الحديثة في الأدب تأسس ما يسمى ب (التحديق.. Gaging). ويسمى أحياناً ب (النظرة) وقد تسللت هذه الفكرة من الأدب الاغريقي القديم إذ اشارت (عيون ميدوزا) الى أن النظرة تجمد المنظور اليه وتجعله شيئاً حينما تجعله منظوراً. وهكذا دخل هذا المصطلح في فلسفة جان بول سارتر وعبره حدد سارتر هوية (الأنا) في صراعها مع الآخر وكتب مسرحيته (الجحيم هو الآخرون)، أما عالم النفس الفرنسي المعاصر (جاك لاكان) فقد اسماه (التحديق) بالمرآأة.. حينما ينظر الطفل لصورته المثالية في المرآة. ومن خلال كل هذه تولدت تيارات فكرية استفاد منها النقد النسائي واستفاد منها النقد السينمائي حينما وقف على نظرة المشاهد للفيلم السينمائي. سوف نتحدث عن هذا باستغاضة في عدد قام.