ارتقاء الذائقة الجمالية عند المتلقي للآداب والفنون، هو العنصر الأساسي للأرتقاء بالانتاج الفني. فالعلاقة بين النص الابداعي والمتلقي هي علاقة ارسال وتلقي يشترط فيها الاشتراك في التذوق على ذات المستوى بين منتج النص وبين متلقيه. وهي علاقة يسميها النقد الحديث بالكفاءة الجمالية، إذ لا بد لها ان تتوافر عن منتج النص بذات القدر اللازم توافره عند المتلقي. وبدون هذه الكفاءة، لا يمكن للمنتج ان يقدم نصاً بالجودة المطلوبة، كما لا يمكن للمتلقي ان يستهلك النص بذات الكفاءة. ولهذا فان البلدان التي تهتم بتسويق انتاجها الفني تقيم معاهد للفنون لانتاج المبدعين من ذوي الكفاءة الانتاجية.. مثل كلية الفنون الجميلة والتطبيقية وكلية الموسيقى والمسرح التابعيتين لجامعة السودان. ولكن هذا وحده لا يكفي فلا بد من انشاء كليات تعني بالطرائق التي يمكن ان نوصل بها هذا النص للمستهلك من حيث جعلها نصوصاً جاذبة.. وهذا يعني ان نهتم بدراسة المتلقي كحاله للتلقي.. وكيفية الطرق التي يمكن ان نوصل بها النصوص بالطريقة المثلى.. وفي ذات الوقت ان نعرف الكيفية التي يمكن ان نصنع بها ذوقاً عاماً للتذوق الجمالي. ولهذا لا بد من الاهتمام بالنقد الأدبي والفني عبر وسائط الاعلام المتعددة لنشر الوعي الجمالي على الخصوص. أرجو ان يعمل الأخوة في الكليات والمعاهد الاكاديمية على الاهتمام بالأمر كاستراتيجية تعليمية وتربوية شاملة لوطن الجمال.