سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(سعيد جداً) بأن أكون عدواً لدعاة السودان الجديد .. أمريكا ترغب في إنفصال الجنوب وتعمل بالمثل (المال تلتو...) د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني في حوار شامل مع الراي العام (3)
د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني، مساعد رئيس الجمهورية، سياسيٌّ من العيار الثقيل، ظلّت تصريحاته تحدّد أجندة مجالس السياسة وتثير جدلاً واسعاً ربما لخطورة وحساسية الملفات التي يتعامل معها الرجل واتساع مساحة تحركاته داخل المؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي. تصريحات د. نافع دائماً ما تتناول أكثر القضايا تعقيداً بصراحة تفوق المعدل الذي يتعامل به السياسيون كثيراً، وللدكتور نافع قاموس سياسي يتفق الناس أو يختلفون عليه، ولكنه يتسم بالوضوح والقوة. القضايا الكبيرة التي تُواجه السودان في ملفات الاستفتاء وهواجس الوحدة والانفصال والعلاقات مع الحركة والقوى السياسية الأخرى وقضايا دارفور وأبيي والموضوعات ذات الصلة كانت محاورنا التي طرحناها على د. نافع في هذا الحوار الشامل الذي تعامل معه الرجل بوضوحه المعهود. د. نافع كان في جولة خارج السودان، ظلّ صامتاً يراقب الأمور من على البُعد.. وبعد جهدٍ جهيدٍ التقيناه صباح الجمعة الماضية بمكتبه بالقصر الجمهوري، وقد أحسن استقبالنا كعادة أهل السودان الطيبين وأمتعنا بحديث شامل وأجوبة موضوعية ومنطقية ومُقنعة.. كانت فرصة طيِّبة قدم فيها رجل الإنقاذ القوي كل ما هو مطلوب منه في هذه المرحلة التي يُواجه فيها السودان تحديات عديدة تهدده بمخاطر جَمّة فإلى مضابط الحوار.... .... * هناك إحساس بأن أمريكا والإتحاد الأوروبي والدول الغربية عموما تعمل من أجل انفصال جنوب الوطن.. فلماذا؟ أنا اعتقد انه صحيح.. أن أمريكا والدول الغربية تعمل لانفصال الجنوب، سؤالك لماذا - إن جاز لي أن أقول- كأنك تشير إلى أنها هي لا ترغب في الجنوب وحده وإنما ترغب في كل السودان، وهذه إشارة صحيحة، ربما كان المشروع الرئيسي الذي تتبناه الدول الغربية هو مشروع السودان الجديد أصلا، لكن قد تكون القوى الغربية اقتنعت الآن بأن هذا المشروع غير متاح وأصبح ينطبق عليها المثل القائل: (المال تلتو ولا كتلتو). * لإتفاقية السلام شركاء وأصدقاء ومانحين.. إلخ... الولاياتالمتحدة- الإتحاد الأفريقي- الجامعة العربية- دول الجوار- الإتحاد الأوربي- روسيا- الصين.. إلخ... بعضها قلبه مع السودان، وآخرون مع مصالحهم في هذا البلد المتفرد الموقع، الغني بالموارد.. ما الذي تستطيع أن تقول في ما قدموه للسودان؟ - أصدقاء الإيقاد هم أساساً الدول الغربية وبعدها يمكن أن تقول الدول العربية - إن شئت- والآسيوية، وأقول إن الدول الغربية لم تقدم للسودان إلا ما اعتقدت انه يزيده وهناً وضعفًا حتى يتحقق فيه مشروع السودان الجديد، ولذلك فإن المقاطعة والدعوة غير المبررة لما يسمى بالجنائية، والدعم السري والمعلن لدارفور وقضيتها، وكلها كانت قضايا إضعاف للحكومة التي كان ينبغي أن تقوى لكي تنفذ نيفاشا، وكانوا أصدقاء لم يعملوا لمصلحة نيفاشا لأنهم عملوا على إضعاف الحكومة التي وقعت نيفاشا والتي تعمل على تطبيقها، ولكن الحكومة سعت في تطبيق نيفاشا بأحسن وجه مستغنية عنهم ورادة لكيدهم في التدخلات الأخرى كلها.. وبالنسبة للدول الآسيوية- حقيقة- هي قدمت للسودان وكون أننا كنا في حاجة إلى تقديمهم أكثر من ذلك فهو شئ آخر، لكنها دعمتنا في قضية دارفور في الشؤون الإنسانية، ودعمتنا في الموقف السياسي الغربي العام في الأممالمتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة وفي الإستهداف الواضح دعما مقدرا، وكنا نأمل أنها بواقع قوتها وبالذات الدول الكبيرة منها ان تكون أكثر تصد لإستغلال مجلس الأمن واستغلال المؤسسات الدولية لمصلحة التوجهات الغربية.. والدول العربية - على ما هي عليه من كثير من الإشكاليات- اعتقد انها صادقة النية في دعمنا، قدم عدد منها على المستوى الثنائي دعماً مباشراً مقدراً جدا للحكومة في تطبيق الإتفاقية وفي قضية دارفور، وعلى مستوى الجامعة العربية وقفت كثيراً من المواقف الداعمة ولو دعم معنوي، نأمل - إن شاء الله- دعماً أكثر كلما تكاتفت الأقطار العربية، وكلما زالت بعض الإشكالات الخفيفة بينها. * النخب التي تقود الحركة الشعبية تتصادم مواقفها وتتعارض بعضها مع وحدة الوطن.. وآخرون يدعون للإنفصال.. ومجموعة ثالثة تضع شروطا.. ما هو تقييمكم لمواقف قيادات الحركة الشعبية؟ - الحركة الشعبية - كما قلت- فيها قيادة هي التي تقود الحركة في اتجاه السودان الجديد، الذي يقتضي بالضرورة زوال المؤتمر الوطني لأن المؤتمر الوطني في وجه الحركة الشعبية - في اعتقاد هذه المجموعة بالحركة- هو العدو الإستراتيجي الذي يمنع قيام السودان الجديد- وانا سعيد جداً بذلك - سعيد جداً بأن اكون عدواً لكل شخص يود أن يطبق برنامج السودان الجديد الذي يطمس لون السودان وطعمه ورائحته، وسوف أظل على ذلك ما دمت حيا - إن شاء الله-، فهذه فئة ترى أن السودان الجديد يقتضي بالضرورة زوال المؤتمر الوطني، ولأنها كانت هي قائدة كانت الفئات الأخرى، وكانت تدرك - في تقديري- إنه عندما نصل المخاض والوقت الحرج انها سوف تستقل برأيها، ولذلك أنا أرى الآن في مؤتمر جوبا، وفي اضمحلال موقف مجموعة السودان الحديث، ما يشير إلى أن الرأي الغالب عند قيادات الحركة الشعبية هو أن يصيروا واقعيين وينظروا في مصلحة الجنوب حتى في حالة الإنفصال، وهي مصلحة تقتضي أن يتعاونوا مع الشمال، نحن نرحب بهذا الإتجاه وندعمه، ونتمنى أن تتطور إلى قناعة بأن الوحدة هي الامثل وهي الأجدى للجنوب قبل الشمال، وللشمال قبل الجنوب، وإذا رأوا أن هذه ليست هي الحال والحال في الإنفصال، فليكن موقفهم موقفاً وطنياً لمصلحة الجنوب يقتضي بالضرورة التعاون مع السودان ثم السودان ثم السودان ثم بقية الدول الأخرى. * هل صحيح ان رؤية المؤتمر الوطني لأوضاع الجنوبيين إذا وقع الإنفصال، كانت سبباً مباشراً لخروج عدد من القيادات الجنوبية من الوطني والتحاقهم بالحركة؟ - غير صحيح.. غير صحيح.. أولا أنا استغل الفرصة لأتكلم عن حقيقة، أولا أنا أعجب واستغرب وأرى فيه عدم من المنطق ومن عدم مراعاة الشخص لما يقول ويدعي في أن تتكلم قيادة الحركة الشعبية عن الجنسية المزدوجة وحتى ضرورة بقاء الجنوبيين في الشمال وكذا، وهي التي تقول إن المواطن الجنوبي في الشمال مضطهد، وهي التي تقول إن المواطن الجنوبي في الشمال درجة ثانية، لماذا تود ان تبقي مواطن الجنوب الذي أسست له دولة هو الأول فيها بالشمال مواطناً من الدرجة الثانية ومضطهداً؟ كيف يصلح هذا المنطق، وأنت تقول إنك قمت بالإنفصال لأن الجنوبي هنا مضطهد وغير ذلك.. ثم تقول إبقوا عليه؟ هذا منطق يدل على أن سبب الإنفصال ليس هو مصالح الجنوبيين وإنما شئ آخر، وقراءة أخرى له يدل على أنهم يستنبطون من بقاء الجنوبيين شئ آخر غير سعادتهم، ويريدون ان يبقونهم في هذا المكان الذي يقولون فيه إنهم مضطهدون وأنهم درجة ثانية.. لماذا؟ لشئ في نفس الحركة الشعبية. فهذا ليس منطقًا، وهذا الرأي واضح جداً.. وبالنسبة للشمالي في الجنوب والجنوبي في الشمال لابد ان نفرق بين هل سيصبح الشمالي مواطناً في الجنوب أم سيصبح مواطناً في الدولة الأخرى، والعكس الجنوبي هل هو مواطن في الشمال أم في الدولة الأخرى؟.. وهذه قضية، لكن حقوق وممتلكات هذا المواطن وترتيب أوضاعه وإتاحة كل ما هو مطلوب له لينتقل أو يبقى حيثما يبقى على أسس جديدة هذا المطلوب، بمعنى انه قد يبقى الشمالي في الجنوب عشرات السنين لكنه لن يكون مواطناً لديه كل حقوق المواطنة في الإنتخاب والإقتراع وغيره، وسيبقى الجنوبي كذلك هنا.. يمكن نظرياً وعملياً أن يتم إعطاء مواطن جنوبي جنسية الدولة في الشمال والعكس صحيح، لكن نحن نتحدث عن الأساس وليس المعالجات. * الحديث عن المسألة يأتي من إرتباطها بخروج عدد من قيادات الوطني؟ - هذا ليس صحيحاً.. والحقيقة أن كل الجنوبيين من غير الحركة الشعبية، عانوا ويلات الإضطهاد والتخويف والتقتيل من الحركة الشعبية الذي يتجاوز أشخاصهم وهم في الشمال إلى أسرهم في الجنوب، ولذلك كان سؤالاً واضحاً جداً عند كل القادة السياسيين في الجنوب بدون إستثناء حول: ما هو مصيرنا ومصير أسرنا إذا حدث الإنفصال؟ والبعض اجاب بأن (احسن حاجة لإجابة هذا السؤال بأن يصبح جزءاً من الحركة الشعبية)، والبعض الآخر أجاب على هذا السؤال بأن هذه حقوق أساسية لا بد أن نحصل عليها وأن ننافح وأن نقاتل من اجلها، وليس بالضرورة أن نبيع أنفسنا للحركة الشعبية حتى نسترتضيها بأن تعطينا حقوقنا الأساسية. وكثيرون من الذين خرجوا من المؤتمر الوطني وغيره للحركة الشعبية آثروا الخيار الأول، خيار (مكافاة البلا بالبليلة)، بأن يكفوا انفسهم شر المطالبة بحقوقهم وإثباتها والقتال في سبيلها بأن يصبحوا جزءا من الحركة الشعبية، وكثيرون من الوطني ومن غيره - كما ظهر في مؤتمر الحوار الأخير- يقولون لا.. هذه حقوق أساسية لا نستجديها من الحركة الشعبية بأن ننسلخ وننضم للحركة. * بالنسبة لمؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي.. اولا: هل تعتقد أنه موقف تكتيكي من الحركة الشعبية أم استراتيجي.. ثانيا: كيف تقيم نتائجه.. ثالثا: لماذا لا يقام مثل هذا الحوار في الشمال؟ - لا - وكما تعلم- التكتيكي يمكن أن يكون استراتيجياً والعكس، ويمكن أن يكون الأمر مختلطا بنظرة إستراتيجية وتتحول إلى العكس، وأقول بالنسبة لموقف الحوار الجنوبي، قد تكون هنالك قوة مقدرة في الحركة الشعبية رغبت فيه بحق وحقيقة كموقف استراتيجي، وقد تكون هنالك مجموعة حملت عليه وسوف تسعى حتى لإبطاله -ربما-. وأعتقد أن دواعي مؤتمر الحوار الجنوبي- الجنوبي الأخير اولا علم الحركة -الذي لا يتطرق إليه شك وهي صاحبة الأمر هناك- أنها تواجه مشاكل حقيقية في التفاف الجنوبيين حولها، ليست من الأحزاب الأخرى فحسب ولكنه من داخل الحركة، وينبغي ألا يمل الناس الحديث عن أن التمرد الذي حدث في منطقة تركاكا وفي شمال بحر الغزال وفي واراب وجونقلي، هو تعبير عن رفض قادة من الحركة الشعبية لمنهجها في إدارة الجنوب، وكثير جدا من الناس إضافة إلى قوى سياسية. وأنا اعتقد ان قناعة الحركة الشعبية بانها لا تستطيع ان تحكم الجنوب بكل هذه المعارضة السياسية والمسلحة إلا بتصالح كان سبباً في إقامة المؤتمر، وهذه القناعة دعمت دعماً قوياً جداً من أمريكا على وجه الخصوص. وقناعتي الشخصية أن أمريكا الرسمية - ولا أقول امريكا اللوبي- كانت قناعتها ان السودان غير مهيأ الآن لقيام الإستفتاء لأنه غير مهيأ لقيام دولة جديدة، وينبغي تأخير الإستفتاء لتعمل الحركة الشعبية على توحيد الجنوب، لكن اللوبي الأمريكي أصحاب الأغراض الخاصة - ولعلك لاحظت ذلك في رحلة نيويورك- جعلوا الحركة تصر على إجراء الإستفتاء، فكان هذا بالمقابل سببا أقوى للإرادة الامريكية والإدارة الامريكية ان تدفع للتصالح، إذاً لا بد ان تتصالحوا قبل ذلك.. وأنا اتمنى ان يكون موقفاً استراتيجياً حتى ولو املته الظروف -وهي قد املته-، واستبشر بأن الذي بدأوه جيداً.. واعتقد أن موقف النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير فيه كان موقفا ممتازا، وما بدر من إصراره على إنفاذ الوعود بالحرية وفتح المجال للدعوة إلى الوحدة والإنفصال على حد سواء موقف يستحق التقدير، واعتقد أنه وفق.. ونحن سعداء جدًا بأن يحدث نوع من الإنفتاح في الجنوب ويحصل نوع من التوافق بين الجنوبيين حول كيفية إدارة العمل السياسي بالجنوب. * لكن سلفا كير سبق وصرح بأنه سيصوت للإنفصال؟ - الحركة الشعبية لم يكن فيها شخص واحد وحدوي بالمعنى الذي يقتضيه الإستفتاء، كانوا وحدويين بمعنى السودان الجديد، وأنا شخصيا لست (مغشوشاً) في أحدهم في أنه كان مع الوحدة أصلاً.. وحدة بالمعنى الذي نراه نحن على أساس نيفاشا بين الشمال والجنوب لم يكن منهم احد يمشي عليها، لكن كانوا مع الوحدة التي تحرر السودان جميعا. السودان الجديد. * إذًا.. كيف تقيّم التصريحات الأخيرة التي بدرت عن عدد من قيادات قطاع الشمال بالحركة الشعبية، الآن هنالك كثير من الحديث عن أن الحركة الشعبية خدعت هذه القيادات.. ما هي إمكانية ان يحدث تقارب بين هذه القيادات وبين المؤتمر الوطني من اجل تحقيق وحدة السودان حتى إذا حدث الإنفصال؟ - أولا أعتقد ان كونهم وصلوا لقناعة بأن الحركة كانت تخدعهم، انا شخصياً كنت أرى ان الحركة لو حققت السودان الجديد الذي يتحدثون عنه ليس لهم فيه مكان، لأن السودان الجديد يقتضي تحرير السودان، وبعض هؤلاء الذين كانوا في مركب الحركة الشعبية على أساس فكري - ربما- واهمون لأنهم هم بعض المستعمرين، وهم نفسهم من الفئة المستعمرة، والمركب التي ركبوها مع الحركة في ان توجهها كان يساري او شيوعي، فالحركة الآن في أحضان الأمريكان تماما، فهي قضية خاسرة بالنسبة لهم على كل حال، إلا إذا أصبحت قضية الفكر فقط هي محاربة الدين أو العلمانية. لكن على كل حال كونهم شجبوا موقف الحركة الإنفصالي فأنا أرحب بذلك، وهم كأشخاص عاشوا مع الحركة وعملوا وسط قواعدها، أرجو أن يعملوا مع القواعد ليوضحوا أن المطلوب هو وحدة السودان وليس الإنفصال... * وإمكانية تقاربكم معهم؟ - التلاقي بيننا وبين الذين تشير إليهم؟ - وأنا أعرفهم- لا اعتقد أن تلاقياً بالمعنى الكبير ميسور، لكن إذا كان تلاق من اجل الوحدة؟ فنحن أصلا بسطنا أيدينا لأي شخص يريد العمل من أجل الوحدة على أساس نتفق عليه. * هل يمكن ان يكون لهم حزب في الشمال تابع للحركة الشعبية؟ - تابع للحركة الشعبية؟ هذا شئ آخر، ماذا جنوا من الحركة الشعبية حتى يؤسسوا حزبا في الشمال؟ إذا شخص أسس حزباً عميلاً لبلد أخرى فهذا شئ آخر، يمثل حزب له علاقة بقوى مسلحة اخرى.. ولا اعتقد انهم من عدم الذكاء لتأسيس حزب في الشمال باسم الحركة الشعبية مرة اخرى.. لكن يمكن ان يؤسسوا حزبا آخر يدعو لأي شئ.. حزب وحدة السودان أو غيره.. * كيف ترى مستقبل الشماليين المنضوين في الحركة الشعبية، خاصة بعد أن قال محمد يوسف مصطفى إنه إذا تبنت قيادة الحركة طرح الإنفصال سنتركها، وقال إنهم عندما انضموا لها كانت تطرح الوحدة والسودان الجديد..؟ - الحركة اقتنعت تماما ان السودان الجديد غير متاح، ومحمد يوسف يعلم انه غير متاح، وهو إذا اقتنع بأنها لا تستطيع أن تحقق السودان الجديد بالمعنى الذي تفكر فيه، يصبح الخيار واحداً ويكون طبيعياً ان الحركة تفكر في الجنوب فقط، وكون ان يقول -رغم أن حديثه قوي- إذا تبنت الإنفصال، فانا أعتقد انه ما زال يصبر نفسه بتعاطي (البندول)، إلا إذا أراد أن يشير إلى انهم قوة في مجلس التحرير الذي يستطيع أن يتخذ قراراً بالوحدة، وأنا أقول ان الكفة المرجحة في مجلس التحرير هي الجنوبيين، والقرار قرار جنوبيين وليس قرار الحركة الشعبية.