«أحمد» صبي في عمر الدراسة، لكنه لم يفعل لعامل الفقر المحيق بأسرته بإحدى قرى ريف امدرمان الشمالي، عافر حياة التسوق بطرائق شتى فلم يسعفه جسده النحيل على تحمل مشقته، ارسلته إحدى بائعات الشاي ذات مرة لجلب «بخور تيمان» لها من إحدى عطارات سوق امدرمان، فلما اشتراه وأتاها قادماً.. استوقفته إحدى النساء طالبة منه شراء البخور بسعر أزيد، من يومها أصبحت هذه مهنته، بيع البخور، يشتري أرطالاً متنوعة منه من العطارة فيوزعها في اكياس صغيرة يضعها في جردل بلاستيك ولا ينسى أن يضع بعض البخور في جيبه، فكلما أراد ان يعرض بخوره، وضع حبيبات منه على النار فتشمه بائعة الشاي ثم تشتري. البخور عند بائعات الشاي والقهوة أهميته يعطر الاجواء المحيطة ويرطبها ويضفي عليها هالة الكيف. «أحمد» صاحب السنوات العشر، أصبح له رفقاء من باعة البخور الجائلين في سوق امدرمان، يتوزعون بين بائعات الشاي والمركبات فتشتري منهم النسوة الغاشيات للسوق زكيبة البخور المحزومة في كيس صغير ب «500» قرش، من انواعه الجاولي وبخور التيمان، والقرض المسحون ان حسبناه نوعا من البخور.