توجت زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان لجمهورية مصر العربية التى استغرقت ثلاثة أيام، بوضع اسس جديدة لعلاقات البلدين، بالتركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي ورفع ميزان التبادل التجاري ، وجعل منطقة حلايب تكاملية وجسرا للتواصل، بجانب موافقة مصر على مد السودان بالغاز عبر أنبوب في حلفا على أن يبدأ التنفيذ بعد الأسبوعين القادمين . وتفيد متابعات (الرأى العام) بان هنالك اتصالات مع مصر منذ ثلاث سنوات لمد السودان بالغاز ، كما هنالك دراسات اجراها فنيون بوزارة النفط حول اقامة انابيب لاستيراد الغاز من مصر، ووصفت مصادر مطلعة بوزارة النفط موافقة مصرعلى مد السودان بالغاز عبر أنبوب في حلفا بانها خطوة ايجابية ستسهم فى تأمين احتياجات البلاد المتزايدة من الغاز والطاقة بعد انفصال الجنوب، واكدت المصادر ان السودان لاينتج الغاز الطبيعى بكميات كبيرة ، كما ان الغاز المكتشف بمنطقة الدندر حتى الآن لم يثبت جدواه الاقتصادية تمهيدا لدخول دائرة الانتاج التجارى. ورحبت الدوائر الاقتصادية بموافقة مصرعلى مد السودان بالغاز ، ووصفت هذه الموافقة بانها ايجابية وممتازة ومدخل لشراكة حقيقية بين البلدين ، كما انها ستسهم فى سد فجوة الغاز بالبلاد وتحريك القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية وتأمين امدادات الطاقة، ومواجهة الطلب المتزايد على المواد البترولية بالبلاد خاصة وان الاستهلاك اليومي للمصافي البترولية المحلية يبلغ نحو (100) الف برميل يومياً ، بينما يزداد الطلب على الطاقة سنويا بنسبة (10%). واكد د. شريف التهامى وزير الطاقة الاسبق ان البلاد تواجه فجوة كبيرة فى الغاز، وتزداد بزيادة الطلب على الطاقة فى كافة الاستخدامات الانتاجية. ووصف التهامى فى حديثه ل(الرأى العام) موافقة مصرعلى مد السودان بالغاز عبر أنبوب في حلفا بأنها ايجابية، وستؤمن احتياجات البلاد من الطاقة وتشجع الاستثمار وتخفض الاسعار، كما انها تعكس توجها مصرياً جديداً بالاتجاه جنوباً لبناء علاقات اقتصادية وشراكة حقيقية مع السودان يكون مدخلها تدفق الغاز عبر الانابيب ليحل مشاكل كثيرة تواجه البلاد فى مجال الطاقة والزيوت والكهرباء والصناعة والزراعة خاصة وان الغاز لديه استخدامات متعددة . واضاف د. التهامى : السودان ينتج غازا بكميات محددة ويستورد حالياً الغاز لسد الفجوة، ولذلك موافقة مصر ستسهم فى حل هذه المشكلة خاصة وان مصر لديها انتاج كبير وتتوسع فى صناعة الغاز الذى تمد به اسرائيل باسعار رخيصة وتابع: ( نحن أولى من اسرائيل ولدينا مشكلة نقص فى الطاقة ، وبالتالى استيراده من مصر عبر انابيب مهم جداً، خاصة وان اقامة هذه الانابيب لا يستغرق زمناً ويمكن ان تكون انابيب سطحية، كما يمكن ربط هذه الانابيب مع خطوط الامداد الموجودة بجنوب مصر أو انشاء مضخات جديدة، وبالتالى يمكن توفير غاز رخيص لاستخدامات متعددة فى مقدمتها تحريك القطاعات الانتاجية والصناعية والكهرباء الى جانب تشجيع الاستثمار واستغلال الفرص المتاحة). وحول اللجوء الى مصر كبديل جديد لتأمين امدادات الطاقة قال د.التهامى : مصر بديل مناسب واستيراد الغاز مدخل اضافى لتعاون اقتصادى مستمر لاسيما وان هنالك اصواتا اصبحت ترتفع هنا وهنالك لبناء شراكة اقتصادية وتكامل سودانى مصري ليبي بعد ثورات الربيع العربى . وحول امكانية انتاج الغاز محلياً وتأمين احتياجات البلاد منه قال د. التهامى هنالك فرص لانتاج الغاز بعدد من المناطق بالبلاد فى الدندر وسواكن ولكن حتى الآن لم تثبت الجدوى الاقتصادية لانتاج الغاز بالدندر او سواكن تمهيدا لانتاج تجارى خاصة وان تكلفة استخراج الغاز عالية جداً ، تابع : ( لذلك اعتقد ان الموافقة المصرية على مد السودان بالغاز خطوة ايجابية وبداية للتكامل الحقيقي بين السودان ومصر). من جانبه أكد الاستاذ السر سيد احمد الخبير فى مجال النفط والغاز ان استهلاك البلاد من المواد البترولية يبلغ الآن نحو (100) الف برميل نفط يومياً ، يشهد نمواً كبيراً للاستهلاك بمعدل نموسنوي يبلغ نحو (10%) واصفاً هذه النسبة بالكبيرة وتتطلب البحث عن خيارات لتأمين امدادات الطاقة بالبلاد . واضاف السر فى حديثه ل(الرأى العام) من بين الخيارات التى بدأ التفكير فيها قبل ثلاث سنوات لتأمين احتياجات البلاد من الطاقة هو استيراد الغاز من مصر والفحم الحجرى من جنوب افريقيا. ووصف السر موافقة مصر على مد السودان بالغاز عبر أنبوب في حلفا بانه خطوة ايجابية وممتازة، تؤكد بداية شراكة حقيقية بين البلدين الى جانب انها تنفيذ عملى لافكار وخيارات الخبراء بوزارة النفط قبل ثلاث سنوات لتأمين احتياجات البلاد من الطاقة هو استيراد الغاز من مصر، مؤكداً ان هذه الافكار الفنية كانت تنقصها (مظلة سياسية) يبدو انها توفرت الآن بموافقة مصر على مد السودان بالغاز. ونوه السر الى ان استيراد الغاز من مصر سينعكس ايجاباً على القطاعات الاقتصادية المختلفة لكونه ارخص وانظف وصديقا للبيئة ويخفف العبء على استهلاك المواد البترولية الى جانب انه يربط السودان ومصر بمصالح اقتصادية استراتيجية عبر انبوب غاز ، كما سيغطى الاستهلاك المتزايد للطاقة ويحرك الانتاج ويشجع على جذب الاستثمارات بين البلدين.