الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية ورئيس حزب مؤتمر البجا في حوار فوق العادة

جبهة الشرق لم تُبن علي أسس وتأثرت بفيروس الانشقاقات مبالغ صندوق الإعمار تدار بشكل مهني، لكن التشكيك يلاحقنا.. بدأنا في إنشاء (282) مشروع خدمي في ولايات الشرق الثلاث بالتساوي المؤتمر الجامع لأبناء الشرق فقد مضمونه ومعناه وانتفت دواعي قيامه الانتخابات مهمة وينبغي أن تكون مثالية حرصاً علي وحدة السودان وتماسكه خدمة (smc): منذ توقيع اتفاقية اسمرا بين المؤتمر الوطني وجبهة الشرق في الرابع عشر من أكتوبر عام 2007م، مرت الجبهة بعدة محطات ومراحل كان لها تأثيرها المباشر علي الأوضاع في داخلها، ما بين الاتهامات المتبادلة، ثم خروج أو فصل قيادات منها، إلي انقسام الجبهة بين عدة أحزاب يخوض كل منها الانتخابات القادمة منفرداً.. والشئ المؤكد رغم كل ذلك أن تنفيذ اتفاق الشرق يمضي بصورة مرضية لجميع الأطراف الموقعة عليه، وهذا ما ذهب إليه الأستاذ موسي محمد احمد مساعد رئيس الجمهورية والرجل الذي وقع بيراعه علي الاتفاق مع الأستاذ مصطفي عثمان إسماعيل، وخلال هذا الحوار الذي أجراه المركز السوداني للخدمات الصحفية مع مساعد رئيس الجمهورية نحاول الإجابة عن الأسئلة الصعبة التي تدور في خلد الكثيرين، حول مستوي تنفيذ الاتفاق ومستقبله في ظل انقسام الطرف الذي وقّع عليه، وما يدور من حديث عن أموال صندوق إعمار الشرق والمشروعات التي تم تنفيذها، إضافة إلي الانتخابات والاستعدادات لها، فإلي مضابط الحوار: اتفاقية الشرق كانت واحدة من محطات تحقيق السلام بالبلاد.. باعتقادكم هل حققت الاتفاقية مطالب أهل الشرق وما مدى إنفاذها علي أرض الواقع؟ هذه المسألة فيها اختلاف طبعاً.. بشكل عام الاتفاقية هى خطوة لمعالجة قضايا أهل الشرق، لكن هى ليست المعالجة الحقيقية لقضايا شرق السودان، وحول ما تم تنفيذه خلال هذه الفترة في مختلف الملفات، نستطيع أن نقول أن هناك خطوات إيجابية باعتبار أن كل الاتفاقيات واجهتها بعض العقبات والصعوبات في التنفيذ. طبعاً توقيع الاتفاق شئ والدخول في تفاصيله وتنفيذه شئ آخر، فهناك قضايا لن تكون مثل ما جاءت في الاتفاقية، إذ لابد أن تواجهها عقبات. لكن تستطيع أن نقول أن ما تم تنفيذه إيجابي، وهناك خطوات لدفع ما تبقى من هذه القضايا عبر الآليات المكونه لاتفاقية شرق السودان. في تقديركم كم تبلغ نسبة تنفيذ الاتفاقية؟ ما أريد قوله أن هناك أختلاف من ملف إلى ملف، في الترتيبات الأمنية مثلاً هناك شقين، أولهما دمج القوات في مختلف الأجهزة الأمنية، سواء كان في الجيش أو الشرطة أو جهاز الأمن، وهناك جانب التسريح. في ملف الدمج تم إغلاق هذا الملف بشكل نهائي، وتم تأهيل ضباط من مختلف الرتب واستيعابهم، كما تم تدريب المقاتلين وتم استيعابهم في القوات المسلحة والشرطة، وتأهيل واستيعاب ضباط الصف. وما تبقي مسائل إدارية بحتة. الشق الثاني هو المسرحين، وبشكل مباشر ال (DDR) هي المعنية بهذا الملف، وهذا الجسم لم يكن مهيأ لتوفيق أوضاع المسرحين، وبالتالي واجهتنا صعوبات. ما هى أبرز التعقيدات التى واجهتكم في هذا الجانب؟ هو جانب مادى، لأنك أذا أردت توفيق أوضاع المسرحين حتى يدمجوا في الحياة المدنية، فإنك تحتاج لخلق مشاريع ووضع معالجات لتوفيق أوضاعهم. الجهات المانحة لم توف بالتزاماتها خاصة المجتمع الدولي وبنفس المستوى لم تكن ال (DDR) مهيأة أو لديها امكانيات لهذه المسألة. وتم استقطاع مبالغ من وزارة المالية لتوفيق أوضاع المسرحين، وهذا الجانب تواجهنا فيه إشكالية الآن وهو الذي يحتاج لدفع. بالنسبة لملف الثروة فهو يختلف عن نيفاشا في مسألة تقاسم الثروة، والقضية الأساسية فيه هي تخصيص مبالغ معينة لصندوق أعمار الشرق، هذا الصندوق المبلغ المخصص له (600) مليون دولار مقسمة علي (5) سنوات، ومر عام كامل دون البدء في التنفيذ، بعدها تم تقسيم المبلغ علي (4) سنوات بمعدل (150) مليون دولار للسنة. في عام 2008م بدأنا برصد (30) مليون دولار في الصندوق. وقمنا بتنفيذ مشاريع خدمية علي ولايات الشرق الثلاث بصورة متساوية، ويبلغ عدد هذه المشاريع (282) في مختلف المجالات، شملت إنشاء مدارس ومراكز صحية وسدود مياه ومعدات للمستشفيات أو الثروة الحيوانية وغيرها.. وفي ولاية مثل القضارف اسهم الصندوق في إنشاء كلية جامعية. والتأخير في كسلا لظروف الخريف. وتم أخذ قرض تفضيلي ب (36) مليون دولار بالتساوي علي الولايات الثلاث في المشاريع الكبيرة، مثل إنشاء كبريين علي نهر عطبرة في القضارف، ومراكز شبابية مكتملة تكلفة الواحد (3) مليون، و معدات المياه، وتم التعاقد مع شركات صينية للبدء في هذه المشاريع. الآن هناك مبلغ (35) مليون دولار تم إعداده لمشاريع مختلفة، تم فيها فرز العطاءات التي تقدمت بها الشركات، وستبدأ الشركات العمل في شهر سبتمبر المقبل. ونستطيع أن نقول أن هناك مبلغ مرصود للعام 2009م وهو قرض صيني بمبلغ (100) مليون دولار ونحن في مرحلة الإعداد لبدء هذه المشاريع. هناك أحاديث دارت من قيادات عن كيفية توظيف هذه المبالغ ومدى الشفافية في الصرف.. وهل تعتقدون أن مبلغ (600) مليون دولار كافىِ لأحداث تنمية متوازنة في الشرق؟ ذكرت في بداية حديثي أن هذه الاتفاقية خطوة، الناس يمكن أن تبنى عليها مستقبلاً، وهي مساهمة لمعالجة القضايا، ولكنها لا تعتبر معالجة جذرية لمعالجة قضايا الشرق، وعلي ذلك فهذا المبلغ ضئيل. ولو ركزنا نحن علي مشروع ستيت وحدة لكلَّف مبلغ ال (600) مليون دولار. بالنسبة للأتهامات، نحن حرصنا أن تصرف المبالغ المخصصة للصندوق في المشروعات المستهدفة بها، وتم تقليص الهيكل بحيث يحوي من المدير التنفيذي وحتى الأدنى (45) شخصاً فقط منعاً للترهل والصرف الإداري الكبير. وركّزنا أن يكون هؤلاء الإداريين مهنيين ولهم الخبرة. واستطيع القول أننا نجحنا في إدارة هذا الصندوق. والجانب المالي دائماً ما يأتي بالتشكيك، لكن هذه المبالغ التي وضعت في الصندوق تدار بشكل إداري ومهني جيد، ومن الصعب أرضاء كل الناس، وأقول انه لابد أن تدخل المبالغ كحزمة في الصندوق حتى تستطيع تنفيذ كل المشاريع، ونغلق الأبواب أمام الأحاديث. هناك أحاديث تدور عن ضعف تمثيل جبهة الشرق في الصندوق ما مدى صحة ذلك؟ طلية الفترة الماضية كنا مشغولون في مسألة الإنشاء والتأسيس، ومن جملة الهيكل (23) للمؤتمر و (22) لجبهة الشرق. الآن ممثلو الطرفين تم تعيينهم وأصبحوا جزءاً من إدارة الصندوق. هناك حديث دار عن المؤتمر جامع لأبناء الشرق وحتى الآن لم يتم تحديد سقف زمن أو مكاني لمناقشة القضايا التى لم تتطرق لها المفاوضات بصورة تفصيلية؟ الهدف من المؤتمر كان الترويج للأتفاقية وإيجاد قبول وأرضية للاتفاقية، حتى يكون هناك اجماع لأهل الشرق ولم يكن له أي هدف آخر. وعلي هذا الأساس كان من المفترض أن ينعقد بعد شهر من توقيع الاتفاقية، لكن التنفيذ تأخر لمدة (9) أشهر وبالتالي لم يكن لعقده معني، وكنا نريد الترويج للاتفاقية ومضمونها وما تحقق منها وكل قضايا شرق السودان، هذا كان الهدف. هل تعني أن أهداف قيام المؤتمر انتفت؟ المؤتمر فقد مضمونه ومعناه، خاصة أننا كنا نريد الدعم والسند. هناك من يقول أن المؤتمر لو قام لجنب جبهة الشرق الخلافات التنظيمية والانشقاق؟ لم يكن الهدف من عقد المؤتمر مناقشة خلافات جبهة الشرق والتناقضات الموجودة، وحتى لو انعقد فبالتأكيد لن يكون له دور في ذلك. وكما ذكرت أن هدفه كان ترويجي وإعطاء الاتفاق الدعم والسند من أهل الشرق حتى يتم التنفيذ. هناك من يقول أن القيادة الثلاثية للجبهة اختلفت حول زمان ومكان المؤتمر؟ لا، وكما ذكرت لك أن المؤتمر يفترض ينعقد بعد (30) يوماً من توقيع الاتفاقية، وبالتالي فقد معناه بعد ذلك. والأهداف التي كنا نسعي لتحقيقها من خلال هذا المؤتمر تحققت بشكل أو آخر، سواء علي مستوى الشرق أو السودان. جبهة الشرق انتقلت من كيان معارض إلى موقع علي الاتفاق إلى مشارك ولم تسلم من انشقاق بالداخل.. هناك من يري أن الانشقاقات ما كان لها أن تحدث خاصة أنكم جئتم موحدين.. إلى ماذا تعزي ذلك الانشقاق؟ بشكل عام كل القوى السياسية تعاني من هذه المشاكل والانشقاقات، نعم الجبهة قبل تنفيذ الاتفاقية اصابتها الخلافات. لكنها تأثرت بالفيروس الموجود في القوى السياسية، وهذا واقع موجود لا مفر منه. وما حدث يمكن أن يوصف بأنه دليل على وجود حراك للوصول إلى النضج المطلوب، وأي جسم في بدايته تواجهه مشاكل في البناء، وهو ما ينطبق علي الجبهة الذي لم يأخذ الفترة الكافية لتقييم تجربتها. والجبهة ولدت في واقع معين وهو ما اسمهم في وصول الخلافات والتناقضات إلى هذه المرحلة. هل لإنفاذ تطبيق اتفاقية الشرق صلة بالخلافات؟ الجبهة تأسست عام 2005م، وسبب تأسيسها أنه التجمع أنتقل إلي القاهرة ودخل في مفاوضات مع الحكومة، وكنا (مؤتمر البجا والأسود الحرة) داخل التجمع وطالبنا بإنشاء منبر منفصل لمناقشة قضية شرق السودان لخصوصية القضية، لكن تم رفض هذا المقترح، حينها انسحبنا وفكرنا في خلق جسم موحد يكون فيه تنسيق سياسي وعسكري بين المؤتمر والأسود الحرة. وجاءت فكرة جبهة الشرق، وفكّرنا كيف نشرك أهل الشرق، استشعاراً للواقع الموجود في دارفور والانقسامات التي تتم هناك. وكنا نريد أن ندخل في مفاوضات موحدين حتى تأتي الاتفاقية ولا تكون هناك مخصصة لجهة معينة، فضلاً أن تجييش التنظيميين كان من قوميات بعينها ولم يكن الآخرين موجودين. ولذلك كنا نحرص أن يكون أهل الشرق جزءاً من الشئ الذي يتم. من هذا الفهم انشأنا الجبهة، وجاءت الفكرة سريعة بعد انسحابنا من التجمع للتأكيد علي قوة الفصيلين، ولم تُبن الجبهة علي أسس وهذا سبب أساسي لحدوث الصراع والتناقضات، ولم نكن نعرف هل تنجح هذه الفكرة أم تفشل. وأن كان إنشاء الجبهة في حد ذاتها هدف نبيل دون أجندة، وتوسعت المسألة بعد ذلك. بعد الانشقاق سجلتم مؤتمر البجا، فهل هذا الحزب مطروح للجميع أم أنه خاص بالبجا كما يتضح من الاسم؟ حزب مؤتمر البجا تم تأسيسه عام 1958م، وهو حزب عريق وله تاريخ وكانت هناك عناصر شمالية في قياداته ورموزه، وحتى فترة الكفاح المسلح كان هناك كل مكونات أهل الشرق. الآن اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي فيهما قيادات من كل القبائل. والقصد من الاسم هو المنطقة، فمنطقة الشرق هي منطقة البجا، وعضوية الحزب مفتوحه لكل السودانيين وليس أهل الشرق فقط، والحزب ليس له ايدولوجية أو تفكير معين إلا القضايا الخدمية وقضايا شرق السودان. هناك حديث عن جهود لتوحيد جبهة الشرق من جديد؟ لا استبعد هذه المسألة، لكن حتى الآن لا يوجد أي خطوات نحو ذلك، وكما ذكرت كيف نبعت هذه المشاكل ووصلنا الآن لمرحلة وجود عدة تنظيمات، ولا استبعد مستقبلا أن يكون هناك حوار. يقال أن بعض حكماء بعض القبائل في الشرق تدخلوا لحل هذه الخلافات ولكنهم وجدوا رفضاً من مؤتمر البجا؟ هذه المسألة ليست قبلية، بعض القيادات تريد أن تعطي هذه الخلافات بعداً بالطرق عليها، لكن لم يحدث طرق علي هذا الجانب حتى نجد تعاطفاً أو سنداً. ونحن داخل مؤتمر البجا في فترة الكفاح المسلح عملنا علي محاربة القبليات حتى لا تحدث شرخ في شرق السودان حتى لا يقال أن البجا حققوا مكاسب علي حساب القوميات الأخرى. والذين يريدون دائما أن يحققوا مكاسب كانوا يعزفون علي هذا الوتر، بينما نحن كنا بعيدين كل البعد عن هذه المسألة، بل حاربناها ووقفنا ضدها بكل قوة. الشاهد أنكم وقعتم الاتفاقية في ظل جسم موحد، لكن كيف سيتم انفاذها وأنتم منقسمون علي أنفسكم؟ الآن جزء كبير من الاتفاقية نفسها تم تنفيذه وما تبقى كما ذكرت الجانب التمويلي في شق المسرحين، أما الصندوق تم تكوين إدارته وهياكله وليس فيه إشكالية، ولن يكون فيه صراع. ما تبقي من ملف السلطة الخدمة المدنية وبعض التمثيل في المفاوضات وتكوين مجلس تنسيق للولايات.. هذه القضايا المتبقية مهنية وتحتاج إلى خبرة وتخصص، واستيعاب أي شخص في الخدمة المدنية يعتمد علي كفاءته. وعلي هذا الأساس فإن الانقسامات وتكوين الأحزاب لن يؤثر في تنفيذ الاتفاقية، هذا يمكن أن يضعف ولكنه لن يؤثر علي التنفيذ. مؤتمر البجا باعتباره أحد مكونات الجبهة هل يمكن أن يتحالف مع المؤتمر الوطني لضمان تتنفيذ الاتفاقية؟ لا يوجد أي تحالفات علي مستوى القوى السياسية حالياً حسب ما أعلم. واعتقد أن الانتخابات في السودان مفصلية، باعتبار أننا كسودانيين مررنا بواقع
مرير كان فيه الكثير من الصراعات والمشاكل، علي هذا الأساس فإن الانتخابات مهمة، وينبغي أن تكون مثالية حرصاً علي وحدة السودان وتماسكه ووحدته. وهناك تجارب في دول قامت فيها انتخابات وشهدت أشياء معروفة، وخير مثال إيران التي كانت علي قلب رجل واحد، ولم يكن فيها صوت نشاز، فما بالك بنا خاصة وأننا مستهدفين من محكمة الجنايات وغيرها. في ظل هذا الواقع أذا لم تتم انتخابات بشكل توفيقي لكل القوى السياسية، بالتأكيد ستكون كارثة. وعلي هذا الأساس نحن ندعو إلى أن تكون الانتخابات داعمة للاستقرار والسلام والوحدة. ما هي استعداداتكم في الحزب لخوض الانتخابات وسط قواعدكم؟ ونحن نري أنها لابد أن تكون في زمانها ومواقيتها المحدودة باعتبارها استحقاق والتزام باتفاقية نيفاشا، ولأنها يمكن أن تنقلنا إلى واقع أفضل، خاصة أذا كان هناك وفاق وتراضي. ونحن في مؤتمر البجا بدأنا في ترتيبات واستعدادات لهذه المرحلة واتمني إلا تكون هناك صعوبات. ورغم أننا لا تتوفر لنا الإمكانيات إلا أننا استطعنا أن نقوم بما هو مطلوب. لا تخشون من التنافس مع الأحزاب الأخرى؟ الانتخابات في حد ذاتها تنافس، لكن نحن لنا قواعدنا ووجودنا وسيكون لنا دوراً في الانتخابات. هناك اتهام لجبهة الشرق أو مؤتمر البجا بأنه اهمل قضية حلايب في المفاوضات.. هل اقتنعتم بأن هذه المنطقة اصبحت منطقة تكاملية أم ماذا؟ قضية حلايب هي قضية سودانية في المقام الأول، وأنا فرد من الشعب السوداني لا يمكن أن أكون معنياً بها فقط، الشئ الثاني أنها كقضية طرحناها في المفاوضات وقلنا لو وصلنا لنتيجة في حلايب فهناك طرف ثالث هو جزء من القضية، وهذا ما توصلنا له في المفاوضات. مراراً نؤكد للمصريين والسودانيين لابد من إيجاد حل للمشكلة حتى لا تكون (خميرة عكننه) في العلاقات بين البلدين. ونحن لم نطالب أن نقاتل أو نحارب في حلايب ،لكن كما ذهب الناس إلى لاهاي لحل قضية أبيي، فيمكن أن نجري تحكيم لحسم تبعيتها، ومن بعد ذلك يتم الحديث عن أن تكون منطقة تكامل، لأن التكامل له أسس. القضية اصبحت أذن مرحّلة من التفاوض إلى التنفيذ؟ المطلوب أصلاً إيجاد حل عادل لهذه القضية فهذه المسألة تهم كل السودانيين.. وكما ذكرت فإن المطلوب خطوات عملية لإثبات التبعية، وبعدها يأتي التكامل. الملاحظ أن اهتمامكم انصب علي قضايا الشرق علي حساب قضايا أخرى وعلي رأسها قضية دارفور.. فما هي اسهاماتكم في حل هذه القضية؟ نحن موجودون داخل مؤسسة وهي حكومة الوحدة الوطنية التي لها نظمها وأسسها. ولا يمكن أن يكون كل حزب دولة بذاته، ومعظم جهدنا ليس لشرق فقط، فمثلا في قضية المحكمة الجنائية أنا ذهبت لدول الخليج ممثلاً للسودان وليس الشرق. وشاركنا في مبادرة أهل السودان لدارفور، وكنت نائباً للجنة الحلول برئاسة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه .. وفي كثير من القضايا لدينا إسهاماتنا. تكوين الوفود واللجان المفاوضة يتم عبر آليات، وإذا لم يطلب منّا المشاركة فيها لا يمكن أن تقول دعونا نكون فيها وفان ذلك سيفسر بطريقة أخري، وعلي المستوى الفردي والخاص لدينا دور واسهامات في كل القضايا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.