حذرت بعثة الأممالمتحدة لدى جمهورية الكونجو الديمقراطية يوم الاثنين من أن الفشل في الإدارة السليمة لتدفق أكثر من 750 من مؤيدي زعيم المعارضة الرئيسية في جنوب السودان عبروا الحدود الشهر الماضي من شأنه تهديد الاستقرار في المنطقة. وقالت بعثة الأممالمتحدة المعروفة باسم مونوسكو في بيان إنها أنقذت 268 شخصا آخرين من متنزه جارامبا الوطني في شمال شرق الكونجو في مطلع الأسبوع. وجميعهم فروا من جنوب السودان مع ريك مشار نائب رئيس البلاد عقب قتال شرس في العاصمة جوبا. وسيطرة حكومة كينشاسا محدودة على المناطق الشرقية الحدودية التي تعج بالميليشات منذ عقود. وتعتمد الحكومة على البعثة الدولية- أكبر مهمة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في العالم- في المساعدة الأمنية. وأضاف البيان "ما زالت مونوسكو ومقر الأممالمتحدة تواصلان المباحثات مع حكومة الكونجو الديمقراطية والهيئات الإقليمية بغرض إيجاد حل مقبول للموقف الذي من شأنه أن يتحول إلى تهديد للسلام في الكونجو والمنطقة." واتهم جنوب السودان بعثة الأممالمتحدة بالانحياز لجانب مشار في الصراع. ومشار الذي نقلته قوات مونوسكو مصابا بجروح في ساقه في 17 أغسطس آب إلى السودان للعلاج هو الوحيد من المجموعة الذي عرف أنه غادر الكونجو. وبذلك يصل عدد الذين أجلتهم طائرات الهليكوبتر التابعة للأمم المتحدة إلى 634. وقال البيان إن 134 آخرين موجودين في المتنزه من المعتقد أنهم بحاجة للمساعدة. وأضافت مونوسكو أن المقاتلين المنقولين ينبغي أن يسلموا أسلحتهم أولا. ونددت السلطات في جنوب السودان بأفعال البعثة الدولية. وقال أتيني ويك أتيني المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان لرويترز "أظهرت بعثة الأممالمتحدة في الكونجو بوضوح أنها متحيزة في الصراع بقيامها بالتقاط ونقل مقاتلي مشار من داخل جنوب السودان إلى الكونجو." وقالت البعثة الدولية إنها نقلت أنصار مشار من على الجانب الكونجولي من الحدود إلى مواقع أخرى في الكونجو من أجل العلاج. ويثير تدفق مقاتلين معارضين من مناطق الجوار المضطربة شيئا من الحساسية في الكونجو حيث ساعد تدفق ميليشيات قبائل الهوتو من رواندا المجاورة عقب مذابح 1994 على إثارة صراع إقليمي استمر أعواما في شرق الكونجو وراح ضحيته الملايين. وقالت مونوسكو في بيان يوم الأحد إنه اعتبارا من الثامن من سبتمبر أيلول جرى تسليم 117 فردا إلى السلطات الكونجولية بينما يجري احتجاز 183 آخرين في منشأتين تديرهما مونوسكو. وقالت حكومة الكونجو إنها تجري محادثات مع السلطات في جنوب السودان بشأن مصير المقاتلين. وقتل مئات الأشخاص في معارك اندلعت في البلاد في يوليو تموز بين القوات الموالية لمشار وتلك الموالية للرئيس سلفا كير. وعبر أكثر من 20 ألف لاجئ من جنوب السودان الحدود إلى الكونجو هذا العام بحسب مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. وأعلن كير موافقته الشهر الماضي على قبول نشر 4000 جندي إضافي من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة لينضموا إلى البعثة التي قوامها 12 ألفا موجودة بالفعل على الأرض ولكن ما زال يتعين بحث تفاصيل انتشارهم