زيدان مطالب بايجاد الحلول لتعويض غياب النجم الألماني قبل مواجهة كل من أتلتيكو مدريد وبرشلونة تعرض النادي الملكي للعديد من الضربات منذ انطلاقة الموسم 2016-2017 في ظل تعدد الاصابات التي اصابت نجوم الفريق، بل ان مسلسل الاصابات كان قد بدأ قبل انطلاقة الموسم الذي بدأه المدير الفني الفرنسي منقوصاً من خدمات أكثر من نجم في الفريق. مسلسل الاصابات الصداع المزمن للفرنسي زيدان بدأ ولم يتوقف، ففي الوقت الذي يبدأ استعداده لاستقبال نجم عائد من الاصابة يتفاجئ باصابة جديدة لأحد النجوم كان آخرها الصدمة الكبيرة التي تعرض لها باصابة النجم الأبرز في خط الوسط واللاعب الأكثر تأثيراً في تشكيلة الفريق الحالية الألماني توني كروس. قد تكون الصدمة التي تلقاها زيدان بعد نبأ اصابة كروس أكثر وقعاً عليه من تلك التي تعرض لها لحظة اصابة الكرواتي لوكا مودريتش، في ظل مقارنة أداء اللاعبين في تشكيلة الفريق في الموسم الحالي، حيث سطع نجم الموهبة الألمانية أكثر من اي وقت مضى في هذا الموسم ليكون اللاعب الأهم في تشكيلة زيدان، ولعل الارقام التي حققها اللاعب منذ بداية الموسم تأتي لتعزز هذه المقولة. كروس الذي ساهم في تحقيق هدف وحيد للفريق في هذا الموسم، الا انه لعب دوراً مهماً في صناعة الألعاب حيث تمكن من صناعة 6 أهداف لزملائه حتى اللحظة، اضافة الى انه اللاعب الأكثر دقة في التمرير بعد ان وصلت الى ما يقارب ال 93%.
هذه الاحصائيات لم تأت من فراغ، بل جاءت لتؤكد على الدور الكبير الذي يقدمه كروس في منطقة الوسط ومساهمته الفاعلة في تهيئة الكرات لزملائه للتسجيل. قد يكون التفوق الواضح للألماني في هذا الموسم تحديداً قد جاء بفعل الأدوار الهجومية الواضحة التي منحه اياها المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان من خلال تقديمه على لاعب المحور الثاني في المنتصف، وهي الميزة التي افتقدها الألماني في المواسم الماضية. حتى وفي ظل غياب لاعبي الارتكاز الاساسيين " بسبب الاصابة ايضاً" لوكا مودريتش وكاسيميرو فقد واصل الألماني تأدية الأدوار المطلوبة منه سواء الدفاعية وحتى الهجومية على أكمل وجه تأكيداً على عودته القوية في هذا الموسم ودوره الكبير مع الفريق. ودون ان ننقص من قدر الكرواتي لوكا مودريتش، الا انه وفي مقارنة بسيطة مع النجم الألماني دون اغفال دقائق اللعب لكليهما فاننا نجد فروقات واضحة سواء في صناعة الألعاب ودقة التمرير تميل لمصلحة الألماني. قد يقول يذهب البعض الى طبيعة الأدوار لكلا اللاعبين في تشكيلة الفريق والمهام المختلفة المنوطة بهم، وهنا نعود الى الارقام مرة أخرى التي تؤكد على انه وعلى الرغم من الدور الهجومي الواضح لكروس في عملية البناء الهجومي وصناعة اللعب، الا ان التفوق الكبير للنجم الألماني لم يقتصر على ذلك، بل امتد الى الأدوار الدفاعية ليكون اللاعب الثاني في التشكيلة المدريدية في عملية الالتحامات واستخلاص الكرات بعد اللاعب البرازيلي كاسيميرو.
اذاً، وعلى الرغم من عودة الكرواتي الى تشكيلة الفريق ومشاركته في الاستحقاقات القادمة، الا ان الخسارة كبيرة للمدرب الفرنسي بفقدانه أهم صانع للالعاب في تشكيلته الحالية وأهم اللاعبين ايضاً في تأدية الأدوار الدفاعية في ظل الغياب المستمر للبرازيلي كاسيميرو، وهو ما سيدفع الفرنسي للبحث في اوراقه من جديد في محاولة لتعويض هذا الغياب. بالتأكيد، لم تكن هذه الاصابة في حسبان زين الدين زيدان، وهو الذي يتطلع للانتهاء من أيام الفيفا بأقل الاضرار لاستعادة نجوم الفريق وبدء التحضير للموقعة الهامة في الجولة المقبلة امام جار المدينة نادي أتلتيكو مدريد الذي يعيش هو الاخر اياماً صعبة، لتكون هذه المواجهة من وجهة نظر رجال سيميوني بمثابة الحياة او الموت بالنسبة لهم، وخصوصاً في ظل الأفضلية الواضحة للروخي بلانكوس في المواجهات الأخيرة على صعيد الليغا. مواجهات قادمة صعبة للميرينغي قد تكون مؤشراً مهماً في مسيرة الفريقين في منافسات الليغا، دون إغفال أهمية لقاء الكلاسيكو الذي سيدخله زيدان بحسابات خاصة قد تكون نتيجة اللقاء القادم امام أتلتيكو مدريد عاملاً مهماً في تحديد كيفية دخول زيدان هذه المواجهة. عموماً، فالايام والاسابيع القادمة ستكون صعبة جداً على زيدان، وقد تحدد ملامح الكثير من الأمور سواء في مشوار الفريق في منافسات الليغا، وحتى في تحديد أولويات وخيارات الجهاز الفني في نظرته الى قادم المنافسات!