كلف الرئيس المصري محمد حسني مبارك وزير خارجيته أحمد أبو الغيط بإبلاغ السفير السوداني بالقاهرة تقديره وامتنانه للسودان لما بذلته السلطات المختصة من جهود لتأمين عودة المواطنين المصريين وبعثة المنتخب المصري لبلادهم. واستقبل أبو الغيط يوم أمس سفير السودان الفريق عبد الرحمن سر الختم، وأبلغه شكر وتقدير مصر للسودان الشقيق وشكر الشعب المصري للشعب السوداني عن كل الجهد الذي بذل في الخرطوم لتأمين عودة المصريين وكذلك استقباله وإتاحة الفرصة له لمشاهدة المباراة. من جانب آخر، تلقى وزير الإعلام والاتصالات السوداني الزهاوى إبراهيم مالك اعتذاراً رسمياً من نظيره المصري انس الفقي عن ما بدر من أجهزة الإعلام المصرية بشأن الأحداث التي صاحبت المباراة ووعد بمعالجة الأمر مع أجهزة الإعلام المصرية، فيما تقدم مدير المخابرات العامة في مصر إلى نظيره السوداني بخالص الشكر وتقديره للإجراءات الأمنية المكثفة التي اتخذتها لحماية البعثة المصرية حتى مغادرتها. وأكد الفقي خلال اتصال هاتفي بالزهاوي على أن ما وقع مجرد أحداث عابرة لا تؤثر في العلاقات التاريخية الراسخة بين الشعبين الشقيقين. وكانت السلطات السودانية قد نشرت أكثر من 15 ألفاً من قوات الشرطة والأمن في استاد المريخ، إضافة إلى 250 دورية شرطية في شوارع العاصمة، فضلاً عن طلعات طائرات هليكوبتر في الجو. إلى ذلك قال القنصل العام لمصر في السودان إن التصريحات التي بدرت من أفراد في مصر حول السودان وتداولتها بعض وسائل الإعلام المصرية "لا تعبر عن الرأي الرسمي أو الرأي العام في مصر نحو السودان". وكانت الخارجية السودانية استدعت أول أمس سفير مصر في الخرطوم، لتبلغه احتجاج السودان الشديد على ما اعتبرته مسيئا للسودانيين من قبل بعض وسائل الإعلام المصرية في أعقاب مباراة مصر والجزائر يوم الأربعاء الماضي المؤهلة لنهائيات كأس العالم وفازت فيها الجزائر بهدف من دون مقابل. وقال القنصل المصري معتز مصطفى في بيان وزعه في الخرطوم إن التصريحات التي صدرت من أفراد في مصر تجاه الأحداث التي صاحبت المباراة، تعد آراء فردية، وأضاف أن التدخل السريع والفعال من سلطات الأمن السودانية ممثلة في جهاز الأمن والمخابرات السوداني وقوات الشرطة أدى إلى السيطرة على الموقف ومنع تفاقمه، وأبدى القنصل المصري ثقة الحكومة المصرية في الأجهزة الأمنية السودانية ورجالها، وقال: "نعيد التأكيد على احترام مصر وتقديرها للسودان وخصوصية الروابط العاطفية والوجدانية والمعنوية والتاريخية والجغرافية بين شطري وادي النيل".