لو أن الرئيس السوري فعلا هو من يرمي براميل البارود فوق شعبه ويحرقهم بالكيماوي فهو حيوان وستين حيوان كمان؟ ولكن حتى تبثت التحقيقات الدولية ذلك، فالتجارب علمتنا أن أسهل شيء هو كذبة الكيماوي سهلة حين تطلقها، وحين تصدقها أنت قبل تسويقها للعالم، وما حدث في العراق ليس ببعيد، وما حدث ويحدث في ليبيا حالياً لم يكن في كوكب آخر، عموما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقول المحللون الساخرون إنه وجد نفسه أمام المرمى الخالي بلغة كرة القدم، فسدد الكرة هدفاً بغض النظر عن كونه في حالة تسلل أو لمس الكرة بيده قبل التسديد، ولكنه سجل هدفاً أقام الدنيا ولم يقعدها، هلل له الجميع بأنه من فعل الخط الأحمر الذي هدد به سلفه أوباما منذ 2013 ولم يفعله، ولكن بعد أن استمع ترامب لهتاف الجمهور ظن نفسه لوهلة بأنه (ميسي) أو (رونالدو)، وصدق أنه لاعب محترف وهو من صنع وسجل الهدف، فتلبسته حالة من البطولة الزائفة، وفي تصريح غريب وخلال مقابلة مع القناة التي يعشقها الرئيس دونالد ترامب ويدمن على مشاهدتها (فوكس نيوز)، وعند سؤاله عن الرئيس بشار الأسد، قال: "هذا حيوان"! إذا كان الحجاج بن يوسف الثقفي أنشد من على منبر الكوفة في أول خطبة له البيت المشهور: "أنا ابن جلا وطلاع الثنايا.. متى أضع العمامة تعرفوني"، فإن الرئيس ترامب وكأنه يقول متى أتحدث إليكم تعرفوني! أما فتح الله على رئيس أكبر دولة في العالم بتعبير أفضل من (هذا حيوان) التي يمكن أن يقولها أي شخص أحمق وغاضب لأي قائد سيارة يضايقه في الشارع عند الازدحام في صيف الخرطوم الحارق ثم يستغفر إلى الله سبعاً ويتوب إليه عشراً في الحال، هذه العبارة لا يقولها رئيس وردية عمال غاضب في مصنع وهو يحتج ويستوضح أحدهم لأنه تأخر عن بداية الدوام، فكيف برئيس دولة، أين رؤساء أمريكا البارعين في الخطابة لا نقارنه بآخرهم باراك أوباما، فهو محام مفوه في الخطابة، ولكن أين جيوش المستشارين للرئيس ترامب من اختيار العبارات التي يتحدث بها؟ الأسد كما أسلفنا إن فعل كل ما يقوله ترامب حقا فهو حيوان وستين حيوان كمان، ولكن ما هكذا يتحدث الرؤساء هناك لغة دبلوماسية أم أن الرئيس ترامب لا يزال يستخدم قاموس الحملة الانتخابية الذي تجاوز فيها كل حدود اللباقة في الحديث؟ يقول المثل المصري "الملافظ سعد"، بمعنى أن الإنسان يجب أن يتخير ألفاظه، حتى وإن كان ترامب يخاطب (الأسد) ومن قناة (فوكس)!