أكدت البعثة العربية لمراقبة الانتخابات السودانية في الخرطوم أمس عدم وجود حالات تزوير في عمليات الاقتراع في الانتخابات السودانية موضحة أن الأخطاء الفنية لن تؤثر في النتائج النهائية للانتخابات. وشدد رئيس البعثة السفير صلاح حليمه في مؤتمر صحافي على ''عدم توافر كل المعايير الدولية في الانتخابات في تقييمنا النهائي للانتخابات '' معتبرا '' أنها من أفضل الانتخابات التي جرت في إفريقيا''. وقال إن مفوضية الانتخابات السودانية بذلت جهودا كبيرة في توفير أكبر قدر من الحريات وتهيئة المناخ لقيام الانتخابات معربا عن أمله أن تكون الانتخابات السودانية رغم اتسامها ببعض العيوب حافزا للمضي قدما في طريق التحول الديمقراطي والتنمية. وأشاد حليمة بالإقبال الكبير للناخبين لافتا إلى تراوح نسبة التصويت في شمال السودان بين 70 و80 في المائة من الناخبين المسجلين فيما وصلت في الجنوب إلى أكثر من 70 في المائة وفي مدن دارفور إلى 60 في المائة وفي معسكرات النازحين إلى 50 في المائة. وأضاف أن فترة الاقتراع التي استمرت خمسة أيام مضت في هدوء واستقرار إثر التعاون الكبير بين المفوضية والأحزاب والشرطة مشيرا إلى تضمن سلبيات الانتخابات الأخطاء الفنية الخاصة بسقوط بعض أسماء الناخبين من السجل الانتخابي واعتماد شهادات السكن لإثبات الهوية. وأشار حليمة إلى تضمن السلبيات أيضا الخلط في قوائم التصويت والقصور في الترتيبات اللوجستية وتعذر وجود مراقبين في الأماكن البعيدة والنائية, مشددا على عدم التقليل من شأن الجهود المبذولة لإقامة انتخابات تعددية بعد 24 عاما من الانقطاع. وأشار مركز كارتر الدولي وبعثة المراقبة الأوروبية اللذين راقبا الانتخابات السودانية في تقارير أولية إلى عدم حدوث أي حالات تزوير على الرغم من أنهما أكدا عدم ارتقائها للمعايير الدولية للانتخابات ومنها أوضاع حقوق الإنسان وقوانين الحريات وتوافر الأمن في جميع أرجاء البلد الذي أجريت فيه عمليات الاقتراع. وانتقد نائب رئيس المفوضية القومية للانتخابات عبد الله أحمد عبد الله تقارير المراقبين الدوليين الذين اعتبروا أن الانتخابات السودانية لم ترق إلى مستوى المعايير الدولية, مشيرا في تصريحات صحافية إلى عدم مراعاة التقارير ظروف الانتخابات.