جنيف : سونا قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، جوزيت شيران، امس إن تصاعد أسعار الغذاء في أنحاء العالم تهدد عمل البرنامج فيما يتعلق بتقديم المساعدات الغذائية لملايين الأشخاص. وقالت شيران "نشتري غذاء أقل بنسبة 40% مما كان عليه الوضع في يونيه الماضي وبنفس القيمة"، مشيرة إلى أن نحو 100 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة والفقر. وقد ازدادت الأسعار بصورة كبيرة، بسبب ارتفاع أسعار النفط وتقلب الطقس والسياسات التجارية، منذ يونيه الماضي. وأشارت المديرة التنفيذية إلى أن أسعار الأرز في آسيا قد تضاعفت خلال شهر بينما ينفق سكان الدول النامية 70% من دخلهم في شراء الغذاء. وفي الدول التي يكون دخل الفرد فيها أقل من دولار في اليوم، لجأ الناس إلى إنقاص الوجبات حيث يأكلون مرات قليلة خلال الأسبوع. وقال شيران "إن ما يقلقنا هو أن هذه القضية ليست مجرد قضية جوع ولكنها يمكن أن تكون عاملا لزعزعة الاستقرار". كما يبرز تحدي آخر ألا وهو أن 40% من الدول المصدرة فرضت قيودا على صادراتها الأمر الذي يؤثر بشدة على الدول المستوردة المتأثرة أصلا بأزمة ارتفاع الأسعار. وأشارت شيران إلى أن أكثر المتأثرين الآن هم الأطفال والأمهات واللاجئين والمشردين داخليا والرعاة والفقراء في المناطق الحضرية. وبجانب الحكومات وغيرها من المنظمات، ينفذ البرنامج استراتيجية ذات ثلاثة مسارات، حيث يسعى لتقييم الاحتياجات وتحديد المحتاجين وتوزيع المساعدات في الأوضاع الاستثنائية. من ناحية أخرى أعربت المديرة التنفيذية لليونيسيف، آن فينمان، عن قلقها من التأثير الاجتماعي والاقتصادي السلبي لارتفاع أسعار الغذاء خصوصا في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض. وقالت فينمان إن ارتفاع الأسعار سيؤثر على الفئات الضعيفة في المجتمع بمن فيهم الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات واليتامى ومرضى الإيدز واللاجئون والأسر الفقيرة في المناطق الحضرية. وأضافت فينمان قائلة "إن ارتفاع الأسعار لا يحد فقط من التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ولكنها يمكن أن تعكس أو تؤثر سلبا على المؤشرات الاجتماعية للأطفال". وقالت فينمان إن الأولوية الآن لمساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ومنع المزيد من التدهور في الوضع الغذائي للمتضررين.