نَفت وزارة الخارجية، موافقتها سراً على إستخدام مجال السودان الجوي من قِبل قوات التحالف ضد ليبيا، وأكدت أنها لم تَتَلقَ أيِّ طلب بهذا الخصوص سراً أو علناً. وقال خالد موسى الناطق الرسمي باسم الخارجية ل (الرأي العام) أمس، إن السودان لم يَتَلقَ أيِّ طلب رسمي من الأممالمتحدة بشأن إستخدام مجاله الجوي لفرض الحظر على ليبيا سراً أو علناً، وأضاف: السودان يتخذ مواقفه وفق المصالح القومية له، وأوضح أن الحديث عن سرية موافقته خوفاً على الرعايا السودانيين في ليبيا يأتي في سياق التحليلات فقط، وقال إن موقف البلاد من أحداث ليبيا هو موقف الجامعة العربية التي أقرت الحظر الجوي لحماية المدنيين. وكانت تقارير اخبارية قالت أمس الأول، إنّ السودان أعطى موافقته سراً لإستخدام مجاله الجوي من طرف قوات التحالف الدولي في هجماتها على كتائب العقيد معمر القذافي، ولم يَنفِ مندوب الخرطوم الدائم لدى الأممالمتحدة دفع اللّه عثمان ذلك أو يؤكده. ونقلت (رويترز) عن دبلوماسي سوداني قوله، إنّ بلاده وافقت على إستخدام قوات التحالف مجالها الجوي، بينما أكّد دبلوماسي آخر للوكالة نفسها، أنّ السودان لم يكن الدولة الوحيدة التي إتخذت مثل هذا القرار. ومن جانبهم، أكّد دبلوماسيون يعملون بالأممالمتحدة، أن العديد من الدول وافقت سراً على التعاون لفرض قرار الحظر الجوي لمنع طيران القذافي من قصف المدنيين، وعَبّروا عن إستغرابهم لعدم تأكيد الخرطوم قرار إسهامها بالحملة، إلى جانب التحالف الدولي ضد القذافي بشكل علني، وأوضحوا أن من شأن ذلك أن يحسن سمعته ويساعد في حذف السودان من لائحة الدول الراعية لما يُسمى الإرهاب. لكن البعض رأي أن تردد الخرطوم راجع إلى تخوفها من حدوث عمليات إنتقامية ضد مواطنيها الموجودين بليبيا، الذين يصل عددهم إلى نصف مليون شخص.