يصل الرئيس عمر حسن أحمد البشير الى بكين غداً الإثنين مترأساً وفداً يضم عدد من الوزراء وكبار المسئولين فى زيارة رسمية للصين تستغرق أربعة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الصينى هو جين تاو ، وتأتى هذه الزيارة التى وصفها المراقبون بالمفصلية لتزامنها مع إعلان إنفصال دولة الجنوب بعد أقل من أسبوعين تأكيداً على الشراكة الإستراتيجية بين الخرطوموبكين، ولوضع رؤية إستراتيجية جديدة لمستقبل العلاقات المتميزة بين البلدين وسيتناول الرئيسان خلال مباحثاتهما سبل توطيد الصداقة بين الجانبين، وتوسيع وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات في ظل الأوضاع الجديدة، كما سيتبادلان الآراء ووجهات النظر حول إقامة علاقات جيدة بين شمال السودان وجنوبه وقضية دارفور والقضايا الأخري وتتميز العلاقات السودانية الصينية الممتدة منذ أكثر من 52 عاماً حيث إعتراف السودان بجمهورية الصين الشعبية في فبراير عام 1959 ، بخلوها من الشروط السياسية وبأنها قائمة على أسس الصداقة والتضامن المشترك والشفافية والإحترام المتبادل وظلت بكين منذ أن أقامت الخرطوم علاقاتها الدبلوماسية معها مطلع عام 1959، متقدمة فى ذلك على العديد من الدول الأفريقية والعربية، لا تتردد في تقديم كافة المساعدات السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية للسودان، حيث قامت بتنفيذ عشرات المشاريع وأسهمت في دعم قطاعات الصناعة والزراعة والتعليم وغيرها، ولعبت دورًا بناءاً وإيجابيًا بالتعاون مع السودان في مختلف المجالات لاسيما فى الساحة الدولية عبر تبادل التفاهم والتأييد في القضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك ، وكان لها دوراً فاعلاً في مجلس الأمن والمحافل الدولية، كما ظلت إنطلاقاً من سياستها القائمة على إحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه تقدم كافة أنواع الدعم السياسي والدبلوماسي للسودان خاصة في ما يتعلق بتسوية المشاكل في دارفور وعينت مبعوثاً خاصاً لدارفور ، فيما ساند السودان الصين في قضايا تايوان وقضية التبت وحقوق الإنسان وغيرها. تُعد العلاقة بين السودان والصين نموذجاً حقيقياً للتعاون المثمر والمشترك بين بلدين، وإن كانت وستظل تجربة التعاون في مجال النفط تجربة فريدة ، إلا أن بكين قد أبدت رغبتها فى توسيع التعاون مع السودان في المجالات كافة وخاصة المجال الزراعي، بإعتباره البترول الحقيقي للسودان لما يتمتع به من إمكانيات زراعية ،المياه ، الأرض ، الكوادر البشرية والمناخات المتعددة التي تتناسب وزراعة المحاصيل الصيفية والشتوية ونباتات المناطق الحارة ويرى الخبراء إن حاجة الصين للدخول في شراكات في المجال الزراعي لتأمين المحاصيل الغذائية تأتى لتوفير الغذاء الذى يُعد قضية إستراتيجية لنحو «1.3» مليار نسمة، فى ظل مايواجهه العالم من تحد خطير فى نقص الغذاء.. ويؤكدوا إن علاقة البلدين ظلت منذ عقود إيجابية وأفادت السودان كثيراً، وحركت كل مناحي الاقتصاد السوداني، وبالتالي "وفق رأيهم" فإن الدخول في شراكة إقتصادية مع الصين في المجال الزراعي والتنمية الزراعية سينعكس على كل أهل السودان، خاصة وأن الصين لديها موارد مالية وتكنولوجيا وخبرات بشرية ضخمة يمكن الإستفادة منها إن البلدين أسسا شراكة إمتدت لأنها قامت علي جذور طبيعية وتطابق الأهداف والرغبة في أستمرار العلاقة رغم حواجز بُعد المكان وإختلاف اللغة ، وقد ظلت تتطور بسلاسة صامدة أمام إختبارات الوضع الدولي المتقلب على مدار الخمسة عقود الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية... ولاغرو فقد قامت العلاقة على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتبادل البلدان الإخلاص والصداقة والإعتماد على بعضهما البعض لإجراء تعاون كامل في شتى المجالات.. وحققا نتائج ملموسة، كما حافظ الجانبان على إتصالات وتنسيق جيد في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي لتسوية القضايا الإقليمية الساخنة وغيرها من الشؤون المتعددة الأطراف. الصين والسودان بلدان ناميان، تمثل تنمية العلاقات الثنائية المخلصة والودية على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة مغزىً مهماً لتعميق تعاون الجنوب-الجنوب، والسعي الى التنمية المشتركة وتعزيز سلام المنطقة وإستقرارها وتطوير علاقة الشراكة الصينية الأفريقية الإستراتيجية الجديدة ، وتنمية علاقات الصين مع البلدان العربية. العلاقات الصينية السودانية هي صداقة طويلة الأمد وتعامل وتعاون شاملين، وقد دخل الشعب الصيني في تفاهم وتعاون مع الشعب السوداني منذ زمن، لتتطور وتشمل العلاقة اليوم كافة المجالات. وقد أصبح التعاون الصيني السوداني نموذجًا يحتذي في التعاون الثنائي بين الدول ..كيف لا وهو يقوم علي إحترام السيادة الوطنية والثقة المتبادلة والتعاون المثمر بما يعزز المنافع بين الشعوب....زيارة البشير لبكين ستفتح آفاقاً لإنطلاقة جديدة تدفع الى المزيد من التطور للعلاقة بين البلدين.