هاجم الرئيس عمر البشير كل الموقِّعين والمؤيدين على وثيقة الفجر الجديد، ووجّه انتقادات حادة لسياسيي الأحزاب الذين أخرجوا هذه الوثيقة بكمبالا، وقال إنهم باعوا أنفسهم للشيطان. وتوعّد البشير بأنهم سيجدون الحسم والحساب، وأكد أن حكم السودان لن يكون إلاّ بإرادة الشعب السوداني. وقال البشير لدى مخاطبته لقاءً جماهيرياً بمنطقة طابت الشيخ عبد المحمود بولاية الجزيرة أمس في إطار احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال وافتتاح مسجد د. الشيخ الجيلي عبد المحمود رئيس السجادة السمانية بطابت، إنّ هؤلاء في حقيقة أمرهم يمثلون الطابور الخامس، وأضاف: ليس هنالك غير خائن وقع بكمبالا، وإن الذين وقعوا على الوثيقة سينالون جزاءهم العاجل، وشدد على أنهم في دولة السودان لن يخونوا الأمانة، وأن الذين يودون تسلم السلطة ليحكموا السودان فلن يتم ذلك مطلقاً إلا بموافقة أهل السودان جميعاً وليس عن طريق أمريكا وإسرائيل ومن يقف معهم من كمبالا. وأكد البشير أنهم جاهزون ومخلصون لتوحيد الكلمة ولَم الشمل والصف الوطني والإسلامي وتوحيد أهل القبلة، وقال إنه حال لم يتم ذلك (سنعزل أنفسنا)، وأكد البشير أن مشروع الجزيرة خيره لأهل السودان وولاية الجزيرة وأن المشروع لن يعاد لسيرته الأولى فقط بل إلى أفضل تأهيل. وتطرق الرئيس إلى حركة النضال والحركة الوطنية منذ ثورة الإمام المهدي الداعية للدعوة الإسلامية مروراً بالنضال الوطني في مسيرته التي امتدت لنصف قرن مكّن أهل الجزيرة من محاربة الاستعمار الحديث، وغربت شمس الإمبراطورية البريطانية. ونوّه لدور الجزيرة الكبير في الحركة الوطنية وتحقيق الاستقلال منذ مقاومة ود حبوبة بالحلاوين إلى مؤتمر الخريجين بود مدني، وأشار لأدوار الطرق الصوفية من تأسيس للدين ونشر لقيم التكافل والتعاون والإيثار بين الناس. وأشار إلى أنّ السودان هو الدولة الوحيدة التي انتزعت الاستقلال كأول دولة أفريقية. ونوه البشير بأهل الخلاوي الذين أسّسوا الدين وأنشأوا صلات التراحم والأخلاق، وأكد أن السودان لن يخضع نظير الحصول على دقيق أو قمح مستورد من أية جهة كانت. وتطرّق الرئيس لسيرة الشيخ عبد المحمود الذي أسس طابت على هدى الدين وليس من أجل المال والسلطة، وقال إن الشيخ الجيلي عبد المحمود أخذ كل القيم النبيلة وحُسن الخلق والتواضع من أهله ووالده الشيخ عبد المحمود نور الدائم.