يسعى صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، لدى المانحين الدوليين لتدبير تمويل قدره (88.4) مليون دولار أمريكي، لمواجهة الإحتياجات الإنسانية العاجلة لنحو ثلاثة ملايين امرأة وطفل في جنوب السودان، ممن اضطرتهم ظروف التوترات الأمنية والعسكرية إلى النزوح عن مناطق سكنهم، أو دفعت بعضهم للتسلل إلى الأراضى الأوغندية. وأشارت يونيسيف، فى بيان أصدرته الأربعاء 30 يناير، إلى أنه بدون تدبير هذا المبلغ فإنها ستواجه عجزاً عن تقديم أوجه الرعاية المطلوبة للنساء والأطفال المنكوبين في جنوب السودان، ومواجهة سوء التغذية الخانق الذي يعصف بحياتهم وسلامتهم الصحية. وأكد بيان يونيسيف أن مواجهة سوء التغذية فى جنوب السودان لأطفال ونساء مناطق الصراعات، يحتاج إلى (22.3) مليون دولار، وبالإضافة إلى ذلك يتطلب توفير إمدادات مياه الشرب النقية لهم (21.6) مليون دولار، فضلاً عن (18.1) مليون دولار لتحسين حالة الصحة العامة لهم. وشدد البيان على أن عدداً ممن يواجهون تدهورا فى أوضاعهم الغذائية في جنوب السودان، قد تضاعف فى العامين الماضيين من (1.2) إلى (2.4) مليون دولار، نتيجة استمرار موجات نزوح اللاجئين. وتشير تقارير الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية، إلى تدهور متعاظم فى أوضاع الصحة العامة للأطفال في جنوب السودان، حيث يفقد واحد من كل تسعة أجنة حياتهم قبل الولادة، بسبب تردى الحالة الصحية للأمهات الحوامل، كما كشف مسح أجرته يونيسيف فى نهاية 2012م، عن وصول الأمصال والتطعيمات الضرورية إلى نسبة لا تتعدى (10%) من أطفال جنوب السودان. وقدر المسح وجود (200) ألف طفل في الجنوب، على شفا الهلاك جوعاً ومرضاً بنهاية عام 2012، وذلك على الرغم من حملات علاج سوء التغذية التي تقوم بها يونيسيف بشكل منتظم، والتي تسفر سنوياً عن إنقاذ (70) ألف طفل من الهلاك، نتيجة الافتقاد إلى الغذاء والمياه النظيفة. وشدد بيان اليونيسيف على ضرورة تضافر جهود وكالات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال، للعمل على تحسين الحالة الصحية والإنسانية والغذائية لأطفال جنوب السودان. وأشارت منظمة اليونيسيف إلى أنها وحدها قد استطاعت في عام 2012 إيصال الخدمات الصحية الأساسية لنحو مليون من أبناء جنوب السودان، وتوفير الأدوية اللازمة لهم، فضلاً عن إيصال مياه الشرب المأمونة إلى (300) ألف طفل في تلك الدولة الوليدة. وقد وضعت يونيسيف خطة لتقديم العلاج لنحو (122) ألفا و(780) طفلاً في جنوب السودان، ممن هم دون الخامسة، ويعانون أوضاعاً غذائية وإنسانية غاية في الصعوبة وذلك خلال العام الجاري. وبالإضافة إلى ذلك ستقدم يونيسيف الأدوية الوقائية من الملاريا والتلوث الكبدي لنحو (1.8) مليون طفل فى جنوب السودان، بالإضافة إلى تقديم المساعدات التدريبية والتوجيهية للنشطاء الميدانيين فى مجال الإغاثة، ورعاية الطفولة في جنوب السودان بما إجماليه (200) ألف وحدة مساعدة تدريبية.