كريمة زكريا أتيم وحدت الناس في مماتها كما في حياتها وظلت تحمل قلباً سودانياً كبيراً غيب الموت الاسبوع الماضي الأستاذة رجيتا زكريا أتيم فيين وهي ابنة الزعيم والرمز الوحدوي لدينكا نقوك والذي رفض كل اغراءات ومساومات الحركة الشعبية التي عرضت عليه تمليكه قصراً منيفاً في مدينة ميلبورن عاصمة ولاية فيكتوريا بأستراليا في أقاصي العالم فقط ليعلن الانحياز لشعار (جنوبية أبيي) إلا ان الرجل رفض ذلك وفضل ان يعيش الكفاف بمدينة الحاج يوسف في شرق النيل بعد ان أحرقوا له كل ممتلكاته بأبيي المدينة وحاولوا تصفيته اكثر من مرة هو وابنه جون زكريا وابنه الاكبر. والراحلة رجيتا المقيمة مع زوجها وبنتيها في مدينة ميلبورن بأستراليا ظلت ناشطة في مجال العمل الانساني وقدمت الكثير لكردفان والسودان في مجال عمل المرأة السودانية وقادت مبادرات مقدرة لانسان أبيي وهي وحدوية كوالدها زكريا أتيم. والراحلة الودودة ة رجيتا كانت هنا في السودان خلال شهر ديسمبر الماضي في خواتيم العام الذي ولى ووجدت حفاوة كبيرة من كل قطاعات المجتمع السوداني واحتفى بها العرب قبل أن يحتفي بها أهلها دينكا نقوك وهي ذات شخصية جاذبة تمتزج لديها كافة المكونات العشائرية عاشت للجميع لا تميز بينهم ولا تقف القبيلة والعشيرة أو العقيدة الدينية ما بين مسلم أو مسيحي أو وثني لا ديني.. غادرت بعد أيام الحفاوة الى موطن اقامتها في استراليا على امل ان تقوم بأستنفار منظمات المجتمع المدني هناك وحكومة ولاية فيكتوريا لارسال اكبر شحنة معينات انسانية عبر البحر الى أبيي عبر ميناء بورتسودان ولم تكن تدري بأن تصاريف القدر كانت تحصى عليها اواخر أيامها في هذه الدنيا.. لأنها وقبل ان تكمل الأسبوع الرابع عقب مغادرتها للسودان شكت من آلام صداع حاد لعله لم يمهلها اكثر من يومين لتسلم روحها وتغادر الدنيا ويبكيها الجميع من سودانيين وجنوبيين وكان مأتماً في مليبورن وفي منطقة انيت بأبيي بوتقة تلاقي وانصهار كأنما أريد لها ان توحد الناس في مماتها كما وحدتهم في حياتها.. حيث ظل اكثر ناشطي الحركة الشعبية حدة وتطرفاً وكراهية لمواقف أسرتها هم اكثر الناس حزناً وذرفاً للدموع عليها.. وفي الخرطوم تقاطرت شخصيات قيادية ومرموقة على المأتم بالحاج يوسف.. بدءً بقيادات المؤتمر الوطني النافذة والوسطية وأعيان المسيرية وكردفان اكثر من والي بجانب عدد من وزراء حكومة ولاية غرب كردفان بدءً بواليها الجنرال أحمد خميس، مواسين والدها وأبنائه وبناته على فقدهم الجلل لإبنته الأم التي ماتت وهي في ريعان شبابها. التعازي للزعيم السلطان زكريا أتيم وكل أبنائه من زوجاته.. انا لله وانا إليه راجعون.