وكالات: حذر الباحثون فى جامعة كارنيجى ميلون الأمريكية، من أن قلة النشاطات الاجتماعية ونقص التواصل مع الآخرين قد يضعف جهاز المناعة ويزيد خطر الإصابة بالأمراض ويؤثر سلبيا على صحة القلب. فقد وجد الباحثون بعد متابعة الحالة النفسية لنحو 38 طالبا جامعيا، وقياس هرمونات التوتر فى أجسامهم, بعد تطعيمهم ضد الأنفلونزا، أن العلاقات الاجتماعية المحدودة والشعور بالوحدة قلل مستويات الأجسام المضادة والاستجابة المناعية لديهم. وسجل هؤلاء فى مجلة "نيوساينتست" العلمية, أن مستويات المضادات المناعية كانت أقل بنسبة 16 فى المائة عند الأشخاص الذين شعروا بأعلى مستويات الإحباط والوحدة، مقارنة بمن لم يسجلوا مثل هذه المشاعر، وبنسبة 11 فى المائة عند من اقتصرت علاقاتهم الاجتماعية على 4 - 12 شخصا فقط, من الذين تمتعوا بعلاقات مستمرة مع أكثر 20 شخصا. ولاحظ الباحثون أن مستويات هرمون التوتر "كورتيزول" كانت أعلى عند الأشخاص الذين سجلوا أعلى درجات الشعور بالوحدة, وذلك نتيجة تعرضهم الدائم للضغوطات النفسية التى تحرمهم من النوم الجيد. وحذر الخبراء أيضا من أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة والعزلة الاجتماعية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية, مقارنة بأقرانهم النشطين اجتماعيا, مشيرين إلى أن هذا الخطر لا يرجع إلى السلوكيات غير الصحية التى يتبناها هؤلاء الأشخاص فقط, بل إلى الاختلافات فى كيفية استجابة وتفاعل جهاز القلب الوعائى لديهم فى أوقات التوتر والضغط النفسي. وأظهرت نتائج الاختبارات النفسية والعاطفية الموترة التى أجريت على عدد من طلاب الجامعة, وجود زيادة فى ضغط الدم الشريانى عند الأفراد الذين شعروا بالوحدة , نتجت عن زيادة مقاومة الأوعية لتدفق الدم, الذى قد يسبب بدوره ضررا على المدى الطويل, بينما ارتفع ضغط الدم عند الطلاب الذين لا يشعرون بالوحدة نتيجة زيادة الضخ القلبى للدم، وهى استجابة طبيعية للتوتر. وفى دراسة أخرى أجريت على عدد من الأشخاص الأكبر سنا من الرجال والنساء، تبيّن أن ضغط الدم يرتفع مع التقدم فى السن عند من يشعرون بالوحدة , فى حين بقيت مستقرة عند الذين لم يشعروا بها ويعيشون حياة اجتماعية نشطة، منوهين إلى أن ارتفاع ضغط الدم والمقاومة الوعائية ترتبطان بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.