عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان ل(smc)

من دعا قرنق لركوب طائرة موسفينى؟! التغيرات المتوقعة في سياسة الحركة ستؤثر على المقربين من قرنق؟! ندعو لمصالحة شاملة بين الحركة وقوات فاولينو لتأمين تنفيذ الاتفاق؟! دعونا نعطى سلفاكير فرصته قبل أن نحاسبه .. وهذه مبادرتنا للقوى السياسية الجنوبية؟! أحداث الخرطوم مؤسفة وكشفت وجود خلل في تعامل وتفاعل الجنوبيين مع الحدث؟! سقوط طائرة قرنق بيوغندا يؤكد أن ربنا يريد لهذا السلام أن يستمر؟! خدمة (smc) لا شك إن الأحداث المؤسفة التي أعقبت وفاة النائب الأول لرئيس الجمهورية د.جون قرنق في حادث الطائرة الخاصة للرئيس اليوغندى يوري موسفيني في الحدود السودانية اليوغندية .. أنها قد أحدثت انقلاباً كبيراً في عدة اتجاهات .. ومثلت إبرة واخزة للعديد من الأحزاب والتكتلات السياسية بضرورة إعادة قراءة الواقع السياسي السوداني وخاصة الأحزاب والتكتلات الجنوبية .. وعلى رأسها المنبر الديمقراطي لجنوب السودان الذي بدأت قياداته تتوافد إلى الخرطوم من لندن لتقاضى في مجالات السياسة السوداينة .. بعد أن اصبحت اتفاقية السلام واقعاً .. والمنبر الديمقراطي ولما له من قيادات سياسية ومستشارين في قامة النائب الأول للرئيس النميري وبونا ملوال وزير الاعلام الأسبق فهو يسعى لخلق تيار جنوبي موازٍ للحركة الشعبية لمواجهة سيطرتها المتوقعة خلال الفترة القادمة؟! وما هي علاقة المنبر بالحركة الشعبية في ظل قيادة سلفاكير ومستقبل الجنوب في ظل المتغيرات الجديدة ورؤية المنبر لمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الأحداث الأخيرة. (smc) طرحت هذه الأسئلة على طاولة رئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان د.مارتن إليا وهو رجل أستوائى من قبيلة بولجولى يتحدث الباريا وحاصل على درجة الدكتوراة في البيطرة وماجستير في الكيمياء والأحياء الدقيقة وماجستير علوم الصيدلة ويشغل حالياً منصب مدير شركة سيرنيغ بلاو الفنية الأمريكية ببريطانيا وكانت هذه الحصيلة. د.اليا فيلندا من حيث أحداث الخرطوم المؤسفة وبعض المدن التي أعقبت وفاة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق د.قرنق ومآلات ذلك على العلاقة بين الشمال والجنوب؟ في تقديري إن الأحداث كانت مؤسفة جداً لم نكن نتوقعها لأننا نتوقع أن أخوتنا الجنوبيين المتواجدون في الخرطوم ومدن الشمال الأخرى قد حدث اندماج حقيقى بينهم والشماليين .. وفي اعتقادي أن ما حدث كان نتاج طبيعى لعدم الاحتكاك الودي بين الجنوبيين والشماليين سواء في الجوانب السياسية أو الاجتماعية حتى تبنى الثقة بين الطرفين .. لأن بعض الجنوبيين قد يرى أن حكومة السودان قتلت قرنق على حد فهمهم ، وكنا نأمل أن يكون هؤلاء الناس منطقيين يقومون بالاتصالات بالسلاطين ومكاتب الحركة الشعبية والحكومة للوقوف على الحقائق .. وما حدث يؤكد وجود خلل في الطريقة التي تعامل وتفاعل بها الجنوبيون مع الحدث . ونتمنى من السلاطين والمواطنين أن يستفيدوا من هذه الأخطاء مستقبلاً وأن يعملوا على تطوير وتحديث نظم حياتهم لمعالجتها ، ولابد من كسر الحاجز بين الشماليين والجنوبيين بخلق علاقات اجتماعية متبادلة بالتعايش والاندماج في أماكن تواجد الجنوبيون بالشمال ، فقد يكون بعض الثائرين متأثرين بطريقة معيشتهم في الخرطوم وخاصة العطالة منهم ، بجانب سكنهم في مناطق طرفية تفتقر للخدمات الأساسية المرتبطة بحياة الناس وعجزهم عن الدفع بأبنائهم في مراحل التعليم المختلفة .. بجانب أن بعضهم ينظر للشمالين بأنهم يعيشون في حال أفضل منهم ولكن هذه في مجملها ليست لها علاقة بمقتل د.قرنق ومن خلال هذه الرؤية فإنني أدعو المسؤولين لتحليل هذه الظواهر بمنظور علمي دقيق. ولكن يظل السؤال قائماً .. كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب في ظل التشوهات الناجمة عن الأحداث؟ العلاقة بين الشمال والجنوب يمكن أن تتقدم وتتطور ويمكن أن يكون السودان دولة موحدة ليعيش الشماليون والجنوبيون تحت مظلتها .. ولكن هناك أشياء لابد أن تتغير وعلى رأسها الساسة الذين يمارسون عملهم عن طريق الخداع والغش مما أفقدهم ثقة المواطنين باعتبار أنهم يدخلون السلطة ليس حباً في تحقيق تطلعات المواطنين ولكن لتحقيق مصالح وأطماع شخصية. فالحكومات التي اعتلت السلطة لم تحقق للجنوب ما يصبو إليه شعبه قبل وبعد اتفاقية أديس ابابا 1972م ، فلابد للحكومات أن تقف وراء تحقيق طموحات شعوبها ، ولابد لقادة العمل السياسي من تحقيق برامج فاعلة لتسموا بالمواطنين عن ما هم فيه الآن . وأعتقد أن الحركة السياسية الجنوبية مقبلة على تغيير جذري ، وهناك أعداداً كبيرة من الشباب دخلوا في هذا المجال وسيكونون عيناً للشعب وسيطرحون الحقائق بكل وضوح وشفافية وأتمنى أن لا ينظر الساسة الشماليون لنظرائهم في الجنوب بنظرتهم الحالية باعتبارهم رصفاء ولهم القدرة على قيادة البلاد .. وأعتقد أن الحل يكمن في تحقيق التنمية المستدامة وعلى الحكومة أن تكون جادة في تنفيذها ، فالجنوب يحتاج لإعادة بناء البنيات التحتية .. ومع ذلك نتوقع أن يحدث تغيرات إيجابية تضمن للمواطنين حقوقهم الأساسية في الحياة .. ولدينا رؤية واضحة في هذا الجانب سنقدمها لحكومة الجنوب لدراستها ومن ثم تنفيذها. فالعلاقة بين الشمال والجنوب ستسمو من خلال التعامل بين الحكومة المركزية وحكومة الجنوب وفي تقديري لو أن هذه الأشياء تحققت فيمكن أن تعاد الثقة بين الطرفين. ولكن د.مارتن هل التنمية وحدها كافية لرتق ومعالجة الجرح الكبير الذي أحدثته الأحداث الأخيرة سواء في مدن الشمال أو الجنوب وخاصة محاولات الانتقام من الشمالين في جوبا ؟ التنمية في حد ذاتها خطوة لتحقيق الوحدة ولكن هناك أشياء أخرى لابد من تغييرها منها التعامل بين الجنوبية والشماليين وهذه مسؤولية الجانبين .. ويمكن تجاوز ذلك بالتزاوج والتداخل وإحترام الأديان والتماذج والتعايش ، فالأحاسيس الكافية في نفوس البعض .. فمثلاً بعض الجنوبيين ينظرون إلى الشماليين وكأنهم قوى استعمار فلابد من التخلص من هذه الاعتقادات .. وذلك يتوقف على جدية الطرفين وقناعتهم بمدى تحقيق الوحدة الجاذبة ، ونحن في المنبر الديمقراطي لجنوب السودان لدينا برامج فاعلة نسعى من خلالها لإزالة هذه الاعتقادات وماحدث في مدينة جوبا وغيرها من هجرة للتجار الشماليين وعودتهم إلى الشمال مؤشر خطير لابد من تجاوزه وفي تقديري إذا تواصلت هذه الهجرة فقد يحدث تباعد بين الشماليين والجنوبيين وكذا بداية بعض الجنوبيين في حزم أحقبتهم والعودة إلى الجنوب من الشمال .. فلابد من صقل العلاقة بين الشماليين والجنوبيين بروح من المصداقية حتى تسمو العلاقة بينهما ، ليكون خيار الوحدة هو الجاذب وهذا وليس مستحيلاً ولكنه ليس بالسهل. إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء فإن واحد من وسائل غزو الخرطوم التي كان يلوح بها د. الحزام قرنق قبل الاتفاقية ما اسموه الأسود الذي يحيط بالخرطوم في إشارة إلى معسكرات النازحين وخاصة الجنوبيين حول الخرطوم وما حدث عقب وفاة قرنق أن الخرطوم تم غزوها من الأطراف مما يفقد ذلك الثقة ويوسع من فرص التقاعد بين الشمال والجنوب .. فكيف يمكن أن نعيد الثقة؟ الحديث عن إحاطة الخرطوم بحزام أسود لأستخدامه سلاحاً .. فهذا حديث غير مسؤول ولابد من موازنة واعية في تصريحات البعض ... فالحركة حسب رأيي لها ثقة نافذة في حزب المؤتمر الوطني شريكها في السلطة ومن خلال قراءاتي للطريقة التي يتحدث بها المشير البشير رئيس الجمهورية فيتضح لى أنه جاد في تنفيذ السلام من أعماقه .. وقد يكون مرتكبوا الأحداث لا يثقون في الحركة حتى أن رئيسها د.قرنق كان يقول أنه منذ عودته لم يختلف مع الحكومة والمؤتمر الوطني .. وهذا الحديث عن إحاطة الخرطوم بحزام أسود غير صحيح ويهدف لإثارة البلبلة. إذن كيف تنظرون إلى كيفية الخروج مما خلفته هذه الأحداث أو ما هو دور القيادات السياسية في تجاوز هذه المحنة؟ على الأحزاب والتنظيمات المختلفة أن تتعامل مع هذه الأحداث بجدية واحترام برامجها الرامية إلى معالجة هذه الأوضاع وأن تتعامل معها بثقة فنحن نحتاج للشفافية والوضوح والاحترام المتبادل ولكن الشيء المهم هو التداخل بين أبناء الشعب بمختلف ثقافاتهم وأعرافهم وألوانهم ودياناتهم وفقاً لرؤى واعية لتقوية الأخوة والتسامح في المستويات المختلفة متساوين من خلال الدستور في الحقوق والواجبات وإذا لم يتحقق فقد تحدث مشكلة ، وتأتى حقوق المواطنة من خلال نيل الجنوبيين لفرص عمل وفقاً لنسب عادلة أسوة بأخوانهم في الشمال رغم أن بعض الشماليين يسعون وراء الخدمة العامة وهم الآن عاطلون عن العمل فلابد من الوصول إلى عمق الموضوع لنجد الحلول ويتطلب ذلك مراجعة العوامل التي قد تحدث الوحدة بمنظور يحدث نقله في الفهم السياسي السوداني وفي عقلية أبنائه. فلنعود .. إلى ما تبودل حول ملابسات مقتل د.قرنق .. فكيف تقرءون هذه الملابسات في ظل التخمينات الصادرة هنا وهناك؟ أفتكر أن حركة قرنق من رومبيك إلى يوغندا كانت طبيعية .. ولابد أن نتفهم طبيعة العلاقة بين موسفينى وقرنق فهي أخوة مبنية على الزمالة منذ أكثر من (22) عاماً وهي في تقديري علاقة حميمة جداً ولا يمكن أن نتوقع أن يعمل موسفينى على أبعاد قرنق .. فلو كانت الطائرة التي سقطت تتبع للحكومة السودانية فكان كل الجنوبيين سيتخيلون أن الحكومة قامت بتصفيته وقد أكون من بينهم .. ولو سقطت الطائرة بين رومبيك وياى فقد يتهم بعض أعضاء الحركة الشعبية وخاصة المختلفين معه في وجهات النظر ولكن ربنا يريد لمسيرة السلام أن تستمر .. فكان ما حدث خارج حدود السودان وأنا افتكر أن هناك بعض الدول حاضرة على نجاحات السودان في تجاوز أكبر حرب في أفريقيا استمرت لفترة قاربت الربع قرن من الزمان . ولكن كيف تفسرون التصريحات المتضاربة لموسفينى التي نسبتها إليه بعض الأجهزة الإعلامية وخاصة أجهزته المحلية مما جعل الغموض يتسرب حول السبب الحقيقي وراء سقوط الطائرة؟ ولكن الشئ المثير من الذي دعا قرنق لركوب الطائرة وعدم استغلال الطائرة التي جاء بها إلى يوغندا ؟! وكيف يقبل موسفينى أن يدفع بنائب أول لرئيس دولة مجاورة بركوب طائرة مشكوك في صلاحيتها وقد تكون بها مشاكل فنيه .. فصحيح هناك غموض في الحادث وقد نجد كل معالمه في نتائج اللجنة التي شكلها رئيس الجمهورية للتحقيق في أسباب الحادث. د.مارتن ألا تتفق معنا في أن وفاة د.قرنق قد أحدثت ربكة في الحكومة والحركة الشعبية والقوة السياسية وخاصة الجنوبية .. فما هي شكل المتغيرات المتوقعة في ظل القيادة الجديدة للحركة وخاصة على مستوى منبركم والذي كانت خلافات واضحة مع د.قرنق؟ أولاً كانت وفاة قرنق حدثاً مؤسفاً للغاية كلنا لم نتوقع حدوثه ، أما بالنسبة لعلاقتنا بالحركة الشعبية فهي أساساً قائمة على الاحترام رغم برنامجنا السياسي المختلف عبر برنامجها .. ولعل قرنق كان يسيطر على الحركة وبرامجها السياسية وكان يهمس فئات معينة في المكاتب الرئيسية في الداخل والخارج .. ونحن نرى أن برامج الحركة لابد أن تحل مشكلة الجنوب في إطار يراعى حقوق المواطنين و مادامت الحركة الشعبية قد توصلت لاتفاق مع الحكومة يمكن من خلاله تقرير المصير وفقاً للاستفتاء .. فنحن نرى أن لدينا برامج سياسية للفترة الانتقالية وكذا الحركة الشعبية لديها برامج للفترة ذاتها ولكن في قيادة سلفاكير ميارديت وهو رجل يستمع لآراء قيادته ويخدمها ونتوقع أن يحدث تغيرات في بعض سياسات القيادة السابقة لمواكبة الظروف التي تمر بها البلاد. هل يفهم من ذلك أنكم بصدد إجراء حوار مفتوح مع الفريق سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب؟حواراتنا مازالت مستمرة وعقدنا اجتماعين مؤخراً مع الحركة الشعبية ولكن للأسف كان مقررات هذه الاجتماعات لم تنفذ في أرض الواقع ونحن نعرف بعضنا ورؤيتنا سنقدمها في مبادرة لعقد مؤتمر جامع بحضور القيادات السياسية الجنوبية والحركة الشعبية والقبائل الجنوبية نحل وفقاً لرؤى موضوعية حفاظاً على السلام .. لأنها إذا لم تحل ربما ستمثل عائقاً أمام مسيرة السلام ، وعلى الحركة الشعبية أن تسعى لترتيب البيت الجنوبي من الداخل ونتوقع أن تتداول كل القوى الجنوبية والشمالية قضاياها من خلال مائدة الحوار البناء. البعض يتهم الفريق سلفاكير بأنه رجل عسكري لا خبرة له في العمل السياسي والاختلاف بائن بينه ود.قرنق ما رأيك؟ هذا غير صحيح سلفاكير رجل مشبع
بالقيادة ولديه خبرة عسكرية وأمنية وسياسية فهو قد شهد تمرد أنانياون وعاد عقب اتفاقية أديس ابابا 1972م ثم تمرد في العام 1983م من خلال جولاته وعمله العسكري اكتسب وتشبع بالسياسة ومن خلال توليه لمنصب نائب د.قرنق اكتسب الكثير وسيسعى سلفاكير إلى تنفيذ سياسة الحركة وفقاً لمشاورة معاونيه . خلافاً لما كان يحدث في السابق حيث كان د.قرنق يهمش القياديين الموجودين معه فهو القائد الذي يدبر الاتصالات الخارجية والداخلية .. فهو الذي يدير وينفذ وهو صاحب القرار مما نجم عنه تهميش القياديين داخل الحركة الشعبية والموجودين في هياكل المكتب القيادي واستجلابه لأفراد لم يكونوا يوماً في القمم العالية . ويبقى سلفاكير ومن معه مهمشين فضلوا السقوط ثم النهوض مرة أخرى وعملوا على عدم تصعيد الخلافات داخل الحركة وكذا الحال لدكتور رياك مشار ود.لام اكول ومئات السياسيين صمتوا داخل الحركة الشعبية لذا لم يظهروا قدراتهم للناس فهم يمكن أن يساهموا في انجاح برامج الحركة الشعبية لأن مشاركتهم ستكون فاعلة مما سيعطى كل القيادات حقوقها باعتبار المسؤولية الجماعية فلابد من إعطاء سلفاكير الفرصة الكافية لإثبات جدارته ومن ثم محاسبته. أما الذين يتحدثون عن مؤهلاته الأكاديمية فهم لا يعرفون مؤهلاته العسكرية فالإدارة في حد ذاتها والقيادة شئ مكتسب لا يحتاج إلى شهادات فمثلاً السلاطين يديرون شئون مقاطعاتهم دون تأهيل أكاديمي يذكر وقد أسهموا في تنظيم الإدارات أكثر من الحكومات المختلفة. د.إليا .. تلاحظ أن الكثيرين من القيادات الجنوبية قد تولت في كل الحكومات السودانية المتعاقبة مناصب قيادية ونافذة ولكنها مع ذلك فشلت في أحداث تنمية ملموسة بالجنوب فإلى ماذا تعزى ذلك؟ أثناء تواجدي في بريطانيا كنت قد التقيت بعدد من أبناء الجنوب ممن تولوا مناصب سيادية وقيادية عليا في الحكومات وسألتهم عن لماذا لم يقبلوا شيئاً بارزاً وملموساً في الجنوب يعكس مدى جديتهم في أحداث تحول جذرى بحياة شعب الجنوب .. فبرروا ذلك بحجج غير مقنعة باعتبار أنهم كانوا يتقلدون مناصب ديكورية ولا يملكون تمويلاً من الحكومة المركزية لإنفاذ مشروعات تخدم المواطن وتجعله يخرج من دائرة الفقر فمثلاً إذا نظرنا للمباني الموجودة بالجنوب فهي من جهود الاستعمار الانجليزي فقلت للقياديين الجنوبيين كيف تقبلون تولى مناصب دون مراعاة لحقوق المواطنين .. نحن نريد للمواطن أن يشعر بوجود حكومة تحميهم وتمنحهم حقوقهم وتعمل من اجلهم فإذا تحقق هذا فإننا نتوقع تغيرات في فهم السياسيين للسياسة. في رأيك كيف يمكننا أن نجعل خيار الوحدة في ظل كل هذه المعطيات؟ الناس يتحدثون عن الجاذبة في الوحدة ويجهلون تحقيقها . فالثقة التي ستخلقها الحكومة الانتقالية هي المفتاح الأول للوحدة .. فالمواطن أصبح لايثق في الحكومات ولابد من إعادة هذه الثقة لأن المواطن ينتظر أن ينال حقوقه في التعليم العلاج وتوفير الخدمات وبناء البنيات التحتية .. وذلك لا يتأتى إلا بتحقيق البرامج التنموية والتي لابد لها من أكاديميين متخصصين لوضعها ودراسة كيفية تنفيذها .. فإن تحقيق ذلك يقصر الطريق في تعوبض خمسين عاماً ضاعت. هل ستشاركون في السلطة وما هي البرامج التي ستعملون على تنفيذها؟ سنشارك في السلطة وسنعمل على تداول الرؤى المختلفة ونسعى لإصلاح مفهوم التعامل بين الحكومة والأحزاب المختلفة ستدعم طرفي الاتفاق ونعمل على خلق أجواء هادئة ونبذ الفرقة والشتات لأعمار المناطق المتأثرة بالحرب. مؤتمر الحوار الجنوبي أصطدم ببعض العقبات في أعقاب انعقاده مؤخراً بنيروبي فهل لديكم أي اتجاه لجمع القوى الجنوبية والنفوذ من خلالها لتنفيذ هذه الرؤية؟ هناك ترتيبات لعقد مؤتمر جامع للقوى الجنوبية المختلفة والفصائل المسلحة وبدأنا اتصالات بالحركة الشعبية ولكننا الآن تمهلنا قليلاً ريثما تتسلم القيادة الجديدة ومن ثم تقديم هذه المبادرة للحركة باعتبارها السلطة التي تقود حكم الجنوب .. حيث أننا سنلتقى الفريق سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب في إطار المشاروة وبحث قضايا الجنوب . يصمت ثم يقول : نحن سندعو لمصالحة شاملة بين الحركة الشعبية وقوات دفاع جنوب السودان لإيماننا بأنه إذا لم تتم المصالحة فستكون هناك عوائق أمام تنفيذ الترتيبات الأمنية والاتفاقية .. وهذا الحوار سيكون طريق لتوحيد القوى السياسية الجنوبية حيث أننا نتوقع اندماجها في الأحزاب السياسية الجنوبية حتى تصبح قوية وذات نفوذ وقواعد. من خلال قراءاتك للوضع السياسي .. ما هي احتمالات المواجهة بين القوى السياسية في الجنوب والشمال خلال الفترة الانتقالية؟ لا أتمنى أن تحدث هذه المواجهات السياسية ، ولكن الأيام القليلة القادمة ستشهد حواراً جنوبي شمالى للقوى السياسية من خلال الأحزاب .. فهناك عدد كبير من الجنوبيين أعضاء مؤثرين في أحزاب شمالية كالمؤتمر الوطني وهناك أحزاب في الشمال بدأت في خلق علاقات مع الحركة الشعبية وهذه الحوارات ستستمر لخلق ثقة متبادلة بين الأحزب والتنظيمات السياسية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.