المربخ يتعادل في أولى تجاربه الإعدادية بالاسماعيلية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    الى قيادة الدولة، وزير الخارجية، مندوب السودان الحارث    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    عائشة الماجدي: دارفور عروس السودان    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقتل قرنق.. حيثيات للإقتراب من الجاني..!!

حادثة مقتل قرنق، التي أحاط بها غموض شديد، وشكل الرئيس البشير لجنة للتحقيق بشأنها، انتهت قبل أعوام إلى أن أخطاء فنية قد أدت إلى تحطم المروحية، حظيت بجدل واسع، بدأ بأرملته، ربيكا، التي قالت لجوناثان كارل، كبير مراسلي قناة ABC "إن الحوادث مقدر لها أن تقع، ولكن حادث طائرة قرنق كان غريبا ومثيرا"، واضعة الكثير من علامات الاستفهام بقولها: "كانت الأحوال سيئة، ولكنها لم تكن بذاك السوء الذي يحطم تلك المروحية العسكرية". وختمت حديثها لكارل بتساؤل: "أريد أن أعرف ما جرى داخل الطائرة، وهل هو خطأ ميكانيكي حقاً؟. ويبدو، أن ربيكا قرنق، ليست وحدها التي تشعر بشكوك عميقة حيال الحادثة، فكبير خبراء التحقيق، بدوف تبرمورازوف مدير الأمن التقني للجنة انترستيت للطيران في موسكو، لم يتوان عن التأكيد بأنه "لم تكن هناك مشكلة فنية في المروحية نفسها، المروحية كانت سليمة، والمحادثات الصوتية بقمرة القيادة كانت عادية حتى لحظة تحطم الطائرة".كما أن المحادثة التي رصدت في كابينة القيادة بين قائد الطائرة وبرج المراقبة لم تحتو على أية اشارة لمشكلة تقنية حتى لحظة تحطم الطائرة. أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات بعد مرور ستة أعوام من حادثة إغتيال الزعيم الجنوبي تحاول (smc) خلال هذا الملف الإجابة على بعض من الأسئلة الحيرى...
استفهام وتساؤلات
جاء مقتل "جون قرنق" ومعه ستة من كبار العسكريين الجنوبيين بعد أقل من 3 أسابيع من توليه منصبه الجديد كنائب أول للرئيس البشير عقب توقيع اتفاق سلام "نيفاشا" الذي وضع حدا لحرب استمرت 20 عاما ليثير العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات وليزداد الجدل حول مصرعه لعدة أسباب منها:
1- أن زيارة "قرنق" إلى أوغندا ولقاءه بالرئيس "موسيفيني" هناك جاءت بدون علم الحكومة السودانية، حيث قالت مصادر في الخرطوم إنه سافر إلى أوغندا دون ترتيب مسبق رغم أنه نائب الرئيس، ويبدو أن "قرنق" سافر أوغندا بصفته رئيس حكومة جنوب السودان رسميا ولا يحتاج في هذا لاستشارة الرئيس البشير أو نائبه الثاني علي عثمان طه بدليل أنه لم يركب طائرة سودانية رسمية وركب طائرة خاصة في الذهاب وطائرة الرئاسة الأوغندية في العودة، وهو ما أكده ضمنا "البشير" عندما أعلن أن "موسيفيني" أبلغه أن "قرنق" كان في زيارة خاصة إلى كمبالا، وأنه غادرها مساء السبت وفقد الاتصال به بعد ذلك وطلب منه البحث عنه.
2-أن قرنق أصدر أمرا قبل زيارة أوغندا بإقالة حكومة الجنوب وكافة القادة العسكريين لحركة التمرد في الجنوب وأبقى على "سلفا كير" نائبه العسكري كنائب لرئيس حكومة الجنوب ينوب عنه، ما أثار تساؤلات عما إذا كان لمصرعه علاقة بخلافات الحركة الداخلية التي أصبحت معلنة بعد تردد معلومات عن أن "قرنق" اعتقل سلفا كير وسجنه منذ سنوات لأنه سعى للانقلاب عليه قبل أن يعفو عنه.
3-أن الإعلان عن وفاة "قرنق" اكتنفه الغموض حيث ظلت كل الأطراف في الجنوب تتنازع موته وحياته وتصدر بيانات متضاربة عن موته وأخرى عن وصوله بسلام، رغم أنه سافر من أوغندا ظهر السبت الماضي، إلى أن تحقق موته صباح الإثنين رسميا بعد أن أكد الجنرال الكيني "لازارو سومبيو" الذي كان وسيطا في مفاوضات السلام بين متمردي الجنوب والخرطوم لوكالة فرانس برس أن "الحركة الشعبية لتحرير السودان اتصلت بي لتؤكد أن الدكتور قرنق مات"، وأنه "مات مساء السبت".
4- أن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة هي منطقة توتر حاد ونهب مسلح وعدم استقرار ووقعت فيها خلال الشهرين الماضيين أحداث عنف كثيرة وخصوصا في المنطقة الاستوائية، قام بها "جيش الرب" الأوغندي الذي يضم متمردين على حكومة الرئيس الأوغندي "موسيفيني" يدعون لإنشاء دولة دينية على أسس توراتية، كما أنها منطقة تشتهر بتقلب الطقس حاليا بسبب دخول موسم الخريف -لا الشتاء- الذي تسقط فيه الأمطار بغزارة في الجنوب لدرجة تعوق الطيران والحركة عموما.
سيناريوهات الوداع
و يمكن القول وبناء على آراء خبراء ودبلوماسيين - إن هناك سيناريوهان ينحصر فيهما تفسير سقوط طائرة قرنق ومصرعه، وتتلخص فيما يلي:
(السيناريو الأول):أن تكون طائرة قرنق قد سقطت بفعل الظروف الجوية السيئة كما سبق أن سقطت عشرات الطائرات في هذه المنطقة لأسباب مشابهة نتيجة سوء الأحوال الجوية، وهو ما أكدته قيادة حركة التمرد الجنوبية نفسها ولم تتهم أحدا، كما أكدت رئاسة الجمهورية أن الهليكوبتر التابعة للرئاسة الأوغندية التي كانت تقل "قرنق" عائدا من أوغندا اصطدمت بسلسلة جبال الأماتونج نتيجة انعدام الرؤية؛ وهو ما أدى إلى مصرعه وستة من مرافقيه بالإضافة إلى سبعة من أفراد طاقم الطائرة الرئاسية الأوغندية. ويزيد هذا السيناريو رواجا أن موسم الخريف الذي تسقط فيه الأمطار في الجنوب بدأ، كما أن طائرة "قرنق" حاولت بالفعل الهبوط -وفق مصادر رسمية- في طريق العودة قرب بلدة "نيوسايت" جنوب السودان ولم تتمكن من الهبوط فغادرت لتهبط في مكان آخر وانقطع الاتصال بها قبل أن يعرف نبأ ومكان سقوطها. وقد أكد بيان رئاسي أوغندي أنه "بحلول الساعة 18.30 حلقت المروحية فوق منطقتي كارينجا وكابيدو قرب كيديبو، وحاولت المروحية الهبوط جنوب السودان في مكان يعرف باسم نيو كوش ولكنها ألغت الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية واتجهت صوب الجنوب الغربي".
(السيناريو الثاني):أن تكون الخلافات الشديدة داخل حركة التمرد في الجنوب -الحركة الشعبية - وراء قيام خصوم "قرنق" بقتله في سياق نزاع على السلطة والمكاسب المنتظرة بعد إبرام اتفاق سلام مع الحكومة السودانية، أو أن يكون وراء القتل فرق جنوبية أخرى متصارعة مع حركة "قرنق" ترفض الانخراط خلف زعامته، وتسعى لإثبات وجودها خاصة بعدما تجاهلتها اتفاقات السلام في الجنوب.
والمبررات لترجيح هذا السيناريو عديدة منها الصراع الشهير بين "قرنق" و"سلفا كير" نائبه، ووجود خلافات مستمرة داخل حركة التمرد انتهت بعضها نهايات مأسوية بتصفية "قرنق" لخصومه أو هروبهم من الحركة وأشهرها الانقسام الذي جرى داخل الحركة في التسعينيات (1997) بين جناحي قرنق من جهة، و"ريك مشار" و"لام آكول" من جهة أخرى.
يضاف إلى ذلك الخلافات العلنية بين مجموعة "دينكا بور" و"دنكا بحر الغزال"، بجانب اتهامات من القبائل الاستوائية الأخرى مثل الباريا واللاتوكا والزاندي وأشولي ل"قرنق" بأنه خدعهم بهيمنته وهيمنة أبناء "الدينكا" على جميع المواقع القيادية في الحكومة الانتقالية المقبلة، علما أن هناك صراعات أزلية بين القبائل الجنوبية أبرزها بين قبيلة قرنق (الدينكا) وقبائل "الشلك" و"النوير".
المفاجأةالأولى:
قال العميد أليو ايانج اليو وزير الدولة بالداخلية السابق والقيادي بالحركة الشعبية وعضو لجنة التحقيق الذي انسحب من عمل اللجنة بعد مرور 3 أشهر, " نحن بدأنا بتحقيق فني وخلفيات الطيارين والأوضاع الجوية التي أدت إلى اصطدام الطائرة والأحوال الميكانيكية للطائرة ومدى صلاحيتها وخدماتها والفحص الدوري لها والماكينة والأجهزة المختلفة , وهل هي جيدة أم لا قبل الإقلاع ؟؟ والطيارين وخبرتهم وعدد الساعات التي طاروها في الجو ومساعد الطيار والكابتن , وكم هى المدة التي قضوها مع بعضهم لمعرفة مدى الفهم المشترك بينهم . بل الذهاب لأكثر من ذلك بمعرفة الظروف الشخصية للطيارين ومعرفة أرصدتهم في البنوك, هل طرأت عليها زيادة في وقت قريب للحادث أو زيادة فجأة ؟؟ فإن حدث ذلك تضع علامات استفهام." وأضاف العميد اليو أن اللجنة التي كونها رئيس الجمهورية بدأت عملها برئاسة مولانا أبل ألبر وأعضاء من جانب الحركة, و قال بأنه كان واحد منهم وآخرين من جانب الحكومة التي أتت بخبرات ممتازة في مجال «بيونكس- سفريس- نفديشن» لإخراج المعلومة لقضايا الطيران, وقال إنهم في بداية العمل ذهبوا إلى مكان الاصطدام وأخذوا أجزاءالطائرة ورأووا كيفية التحطم و الأجزاء المتطائرة, وأضاف : أخرجنا (السفيا» و أخذنا نمرر أجزاء الطائرة(رويدون) وFDRوهو الجهاز الخاص بالفشن وهي الرؤية التي تحكم الطائرة وتم إرسال النتائج إلى موسكوحيث وجدوا أن FDR يوجد به خلل و ما وجد منه يساوى 12 قدماً فقط ، أي أنّ الأجزاء الباقية مقطوعة وهو الذي يوضح عمل الأجهزة وفعاليتها. وقال إن الأصل 36 قدماً و قد اتضح أنّه كان معطلاً خلال الطيران، أماC.V.Rكان ممتازاً و لقد قرأنا ما بداخل الصندوق الأسود.
المهة الخاصة
يوم الحادث: كشف العميدأليو أنّه فى يوم الحادث كان الدكتورجون قرنق في المنزل الخاص للرئيس اليوغندى موسيفيني الذي يسمى اكتورا والتقى بثلاثة سفراء في اجتماع إستمرّ لزهاء الست ساعات، وقال إن الدكتور عندما أراد مغادرة القصر بالخرطوم إلى يوغندا، طلب منه وزير شئون الرئاسة الفريق بكري حسن صالح أن يستعين النائب الأول بطائرة رئاسية سودانية إلا أنالمنسقين رفضوا ذلك وقالوا إنهم سيجهزون له طائرة خاصة، و أضاف أن الدكتور عندماوصل إلى رمبيك سأل عن الصحفيين ومن ثم توجه إلى "نيو سايد". ويقول أليو أن المهمة التي ذهب بخصوصها د. قرنق كانت لمقابلة قادة الحركات المسلحة بإقليم دارفور في مسعى للم الشمل وحلحلة مشكلة الإقليم، وقد بعث بالقيادي بالحركة ياسر عرمان لترتيب الاجتماع بنيروبي. وقال أن الدكتور كان لديه اجتماع آخر مع موسفيني ذهب إليه أولاًعلى إن يغادر كمبالا لنيروبي لمقابلة قادة الحركات المسلحة ، و بعد مقابلة موسفيني حوالي الساعة الثالثة تقريباً هاتفته مدام ربيكا ، و طلبت منه أن يمر عليها "بنيوسايد" لترافقه إلى نيروبي، في الوقت الذي كان الجميع ينتظره في مطار "اقناتا" حيث كانت هناك طائرتا هليكوبتر أحداهما تحركت لتزود بالوقود ورجعت إلى" عنتبي" وأقلت الدكتور من "اكتورا" وكان الزمن متأخراً.
أخطاءفي الطائرة:
يقول العميد أليو أنّ الطائرة أقلّت 13 شخصاً، وأنّ هنالك أشخاص لم يكن هناك ما يستدعي وجودهم في الطائرة, خاصة أن معظمهم من الأمن اليوغندي. وذكر بأنّ أحد الأشخاص كان فني إشارة مع العلم بأنّ الطائرة الهليكوبتر لا تحتاج لفني إشارة، وقال أن الطائرة كانت تقلّ 7 سودانيين والبقية يوغنديين مما يعني أن الطائرة أقلت أكثر من المقرر. وهذا يوضّحه نقاش دار بينالكابتن ومساعده فيC.V.R
وكان رد الطيار أنّه بعد الصعود سيكون هناك استقرار ولن تحدث مشكلة، بالإضافة إلى أن الكابتن ومساعده قبل التحرك من مطار "عنتبي "وجدا أن الخرائط مبللة بالمياه وفي حالةغير طيبة. وقال وزير الدولة بالداخلية أن المعلومات التي توفّرت للجنة أن الكابتن الذي قاد الطائرة تم عزله من رتبة عسكرية قبل الإقلاع بيوم واحد في جريمة قتل ولم يتعرف أعضاء لجنة التحقيق على الأسباب التي أدت إلى العزل ولكنهم علموا بأنه تم عزله بالإضافة إلى أن مساعد الطيار لم يسبق له أن طار مع الكابتن وليست لديه خبرة, وعندما أقلعت الطائرة إلى "نيوسايد" كان الكابتن يدرب المساعد علىأجهزة معينة. وعندماوجدت الخرائط مبللة قالا إنّ ذلك لا يمثل مشكلة ويمكن استعمالGBS. وقال أن الطائرة لم تكن تسير بصورة جيدة والدكتور اتصل بالطيار وطلب منه الهبوط في مروتو أو سرتو ثم مواصلة الرحلة غداً الصباح لنيو سايد لكن الكابتن قال له سنصل وليس هنالك مشكلة.وكشف الوزير أن هذا الحديث موضح فيCVR و أن هنالك طائرة كانت في الجو قبل التحرك من "اكتورا" وكانت تتصل بالهليكوبتر و يبدوا أنها كانت عامل وسيط بين الطائرة وبرج "عنتبي" و ذلك ما يبيّن أن هذه الطائرة كانت تراقب حركة الطائرة التي تقل النائب الأول لرئيس الجمهورية, وأضاف أنّ الدكتور كان غير مرتاح ويقول للكابتن "لنهبط في سرتو أو مروتو " , إلا أن الطيار كان يقول: لا توجد مشكلة وسنصل ويذهب وزير الدولة بالداخلية إلى أن الحديث داخل كابينة القيادة بين الكابتن ومساعده لم يكن فيه انضباط بالنظر إلى إنها كانت طائرة رئاسية , وقال أن هنالك أشياء كثيرة كانت معطّلة في الطائرة من الهاتف وحتى المسخن لم تكن تعمل والمضيفةكانت تشكو بان هناك شيء غير طبيعي حتّى الوصول إلى داخل الحدود السودانية.
عدم تطابق
وفوجئت الطائرة بأمطار وحاولت تفاديها وكانت الأجهزة أوضحت ساعتها أن الطائرة على ارتفاع 7آلاف قدم واصطدمت بالجبل بينما الارتفاع في الواقع كان 500.4 قدم حيث أن الأجهزةكان بها خلل والطيار كان يفتكر أنه على ارتفاع 7 آلاف قدم.
الطائرة لم تكن رئاسية:
يضيف أليو أن اللجنة أخذت أجزاء الطائرة التي تحطّمت وتم إرسالها إلى موسكو لتحليلها . وقد وجدنا أوراق الطائرة الرئاسية ولكننا اكتشفنا أن كل الأجهزة وأرقامها غير مطابقة للطائرة الرئاسية وأنّ : Main rotor bub 8-1930-000821-5387 + تختلف عن رقم الطائرة الرئاسية. + النمرة تختلف لان الرئاسية تحمل الرقمAF605. + الطائرة التي كانت تتابع الطائرة تحمل الرقم UK747 وفي مرة أخرى كان المساعد للكابتن ينادي الرقمUK757 + المساعد كان لا يعلم إلى أين تتجه الطائرة وان الطائرة المتابعة طلبت من مساعدالطيار ATco-AF-605 لتحويل الموجة مع الطائرة المتابعة 118:2 ZOوأصبحوافي موجة واحدة قبل الاصطدام وان رقم الطائرة الرئاسية : Circuit breakar- 00946000cd (FDR)flight datar recorder K12-5#IM62(4890706)-1996-Russia- 02/05/05 مختلف وكذلك VoireRecorder T 1-507-36C(096112) 1997 Russia 02/07/05 .وقال العميد أليو أن كل الأجهزة غير مطابقة للرئاسية وبذلك يرى أن الطائرة التي تحطمت هي ليس الطائرة الرئاسية وإنما طائرة تتبع للقوات المسلحة اليوغندية,وقال عندما تم اكتشاف هذا الشيء كان البعض لا يريد كشف الجريمة الجنائية بل يريدون فقط معرفة الطريقة الفنية التي أدت إلى التحطيم وإذا وجدت هنالك جريمة من بعد ذلكيقوم أسر الضحايا بفتح بلاغ جنائي لأجراء تحقيق جنائي وأضاف العميد أليو أن نمرةماكينة الهليكوبتر المحطمة تختلف عن رقم ماكينة الرئاسية وحتى المروحة الخلفية للطائرة مختلف عن رقم الرئاسية وقال عندما ذهبوا بالطائرة الرئاسية لموسكو بغرض الصيانة أتينا بالأجزاء الموجودة وجدنا النمر غير مطابقة
الإنسحاب من اللجنة:
وقال وزير الدولة بالداخلية أنه عمل مع اللجنة لمدة 3 أشهر وعرف الحقيقةوطلب الذهاب لمطار عنتبي لمعرفة الحيثيات, إلا أن اليوغنديين رفضوا ولكنه تفقّدالطائرة التي كانت واقفة في المطار , التي هي في اعتقاده كانت الطائرة الرئاسية وقال أن الرئيس اليوغندي
لم يودع النائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور/ جون قرنق فياكتورا لأنه ذهب إلى مهمة قبل تحرك الدكتور , الشيء الذي يؤكد حدوث استبدال الطائرةالرئاسية بمطار عنتبي . وبعد التحرك كانت هنالك متابعة وحصل تشويش. وأضاف بأنّه و على الرغممن أن الدكتور كان الناس في إنتظاره بمطار "دمكناتا" في كينيا و في مقدمتهم القيادي بالحركة / ياسرعرمان بينما كانت زوجته تنتظره فى نيوسايد لتتحرك معه , إلاّ أنّ الطائرة و بعد 30 دقيقة فقط تحطمت.
المتهم الأول
يوم الثلاثاء التاسع من اغسطس 2005م نشرت صحيفة ديلي مونتر اليوغندية محضر الاجتماع العاصف في مدينة رومبيك برئاسة جون قرنق وقالت أنه بودلت فيه اتهامات بين قادة الحركة كادت ان تؤدي للانقسام داخل الحركة . وأبرزت الصحيفة في تقريرها المطول عن الخلاف العميق بين قرنق وسلفاكير والتي قالت أنه ربما كان سببا مباشرا لقيام الحرس القديم بقيادة سلفاكير بالتخلص من قرنق الوحدوي الذي يشكل وبحسب المعسكر الانفصالي خطرا ومعوقا أمام استقلال الجنوب وشعبه!! وقالت الصحيفة ان الاجنماع والذي عقد في فبراير2005 شهد مواجهات ساخنة بين زعيم الحركة ونائبه سلفاكير بحضور رياك مشار وجيمس واني ونيال دينق وباقان اوموم ودينق الور وعقار والحلو وعشرات من القادة العسكريين والمدنيين . وقالت الصحيفة أن الإجتماع قد سبقته إجراءات من زعيم الحركة قرنق قضت بتعيين نيال دينق قائدا لاستخبارات الحركة ونائبا له وهي الخطوة التي اعتبرها سلفاكير خطوة إقصائية له بسبب إعتراضاته المتكررة لمفاوضات السلام التي كانت تجري حينها بالعاصمة الكينية نيروبي . واضافت الصحيفة إنه ورغم قرنق ذلك العلني إلا انه قال في ذات الاجتماع حول ذلك : (مافي دخان بلا نار) وأضاف قرنق بالقول :(إذا حدث إنشقاق داخل الحركة هذه المرة فإنه سيكون أكثر ضررا من ذلك الذي حدث في عام 1991م . وعاد قرنق – بحسب الصحيفة – وأكد الخلاف العميق بينه وبين سلفاكير بقوله : عن قضية النسيان والعفو عن سلفاكير وانيي ارفض فكرة الا أعفو وأنسى المشاكل مع من اتشاجر معهم . وأشارت الصحيفة أن قرنق حاول خلال حديثه تذويب جليد الخلاف العميق والجوهري بينه وبين سلفاكير بقوله : ( أنا جون سأفعل كل مافي وسعي لبناء الثقة بين سلفا وشخصي!!.وأشارت الصحيفة أن جوهر الخلاف بين جون قرنق وسلفاكير وأنصاره في الحركة يتموحر في أن قرنق – بزعم سلفاكير وجناحه- سيقود الجنوب إلي وحدة مع الشمال وهذا مايرفضه إنفصاليو الحركة بقيادة سلفاكير منذ بدايات المفاوضات عام 2005م وقالت الصحيفة إن ذلك ظهر بشكل جلي في حديث قرنق خلال ذات الإجتماع حين قال : (يقول البعض أن هناك إنفصاليون في الجنوب بقيادة وحدوي – قرنق- هذه أكذوبة)لأن كل السيناريوهات تسير جنبا إلي جنب ..) وزاد قرنق : ( إذا حققتم هدف السودان الجديد لماذا إذن لا يستوعب السودان بأكمله.. الفشل في الحصول علي ما نريده كان بسبب تشرذمنا إن التشرذم هو ألد أعدائنا!!).
الإجتماع العاصف
وتمضي الصحيفة في نقل بعض من حيثيات الاجتماع العاصف لقادة الحركة حيث ذكرت أن سلفاكير قال خلال حديثه : اشكر كل الذين عانوا مشقات السفر من مواقع مختلفة إلي ياي حيث أجتمعوا بي حول الوضع .. لم تكن هناك مشاكل شخصية بيني وبين قرنق وليس هناك دخان بلا نار .. وانا لا اواق القائد جيمس واني حين قال ان الخلاف بيني وبين قرنق شائعات أطلقها العدو .. هناك (أشخاص) أكثرخطورة من العدو. وزادت الصحيفة إن سلفا وجه حديثه لقرنق بقوله : يتعين على أن أحذرك لأن الرئيس نميري فقد شعبيته بسبب أجهزته الأمنية !! أن أولئك الذين يضللونك ويمدونك بمعلومات إستخباراتية زائفة عن الآخرين سوف (يعانون) معك أو (يتخلون) عنك!!. وقالت الصحيفة أن سلفاكير وجه انتقادا مباشرا لسياسة قرنق وإدارته لشؤون الحركة بقوله: أن الفقر في بيانات الحركة وتوجهها السياسي سوف يقودها ويقودنا إلي هزيمة سياسية خطيرة واضاف سلفاكير : هناك مشاكل كبيرة أخرى فالتسلسل القيادي للحركة يجب مراعاته منذ الآن فبيتر ماديت ترك الحركة بسبب إنهيار التسلسل القيادي !! كذلك الفساد الذي أدي إلى أنهيار الخدمات في المناطق المحررة أنني أحث الرئيس لمباشرة آلية فورية لمحاربة الفساد وقالت الصحيفة ان سلفا انهى حديثه امام قرنق بقوله : أنني أستطيع فتح صفحة جديد في كتاب لا ينتهي!!. إذن فإن سلفاكير والحرس الانفصالي القديم للحركة الشعبية يظلون وبحسب التقارير وقرائن الأحوال (متهم أول) في الضلوع في حادثة إغتيال زعيم الحركة جون قرنق حتى إشعار آخر ومما يزيد اتساع دائرة الشبهات حول سلفا هو قيامه بطرد كل من يتحدث عن مصرع قرنق واعتباره حادثا مدبرا من الحركة الشعبية حتى وإن كانوا قادة مؤثرين كالوزير السابق أليو أجانق حيث أطلق ((أجانق)) وهو أحد الوجوه الأمنية البارزة في الحركة الشعبية اتهامات خطيرة قال فيها أن هناك قيادات معروفة في الحركة الشعبية تعاونت وتواطأت مع دوائر كينية ويوغندية شاركت في التدبير والتخطيط لاغتيال جون قرنق!! وذات الاتهامات قالت بها زوجة قرنق ربيكا في فترة لاحقة..
موسيفني متهم
أما الرئيس يوري موسفني فإن أصابع الإتهام بإغتيال قرنق فقد وجهت له من داخل يوغندا حيث نشرت صحيفة الديلي مونتر في التاسع من أغسطس عن مصادرها الخاصة المزيد من المعلومات حول مادار من ملابسات حول الرحلة في الدقائق الاخيرة حيث ذكرت الصحيفة أن النائب الأول جون قرنق أراد إلغاء الرحلة لنيو سايت حيث أن الهبوط بعد السابعة مساء ا غير آمن . ولكن كبير طياري الرئيس موسفيني الذي يقود الطائرة طمأن قرنق في مطار عنتبي بأن الطائرة تتمتع بحالة جيدة تمكنها من مقابلة أي تحديات . وأكد قائلا : سنجعلها رحلة (سالمة).وحينها أكدت ربيكا – زوجة قرنق الواقعة حيث قالت إن زوجها أبدى تحفظه حيال موعد إقلاع الطائرة . وقد أكد الكابتن لقرنق – بحسب الصحيفة – مرة أخرى لدى دخولهم الطائرة بأن كل شيء على مايرام حيث كان قرنق يجلس بجانب مسئول المراسم بقصر الدولة اليوغندي . وأضافت الصحيفة إن ربيكا قالت أن زوجها مثل موسى أدى رسالته وحان وقت رحيله!!.
وقبل ذلك بثلاثة أيام – السادس من أغسطس – طرحت صحيفة النيوفيشن اليوغندية عدة تصريحات حول أحول طائرة الرئاسة – طائرة قرنق- حيث صرح مصدر في البرتكول اليوغندي أن الطائرة يفترض أن (تلجن) لأنها غير صالحة للطيران وقد رفض موسفيني مرارا إستعمالها فكيف وضع فيها صديقه الحميم ليعود بها إلى السودان؟. وتساءلت الصحيفة .. أي رسالة للعالم يمكن أن تفهم من موقف موسيفني هذا؟ وعند وصوله لمدينة ياي لإلقاء النظرة الأخيرة على قرنق واصل الرئيس موسفيني الإدلاء بتصريحاته المضطربة حيث ذكر أن بعض الناس يرون أن قرنق توفي لحادث وربما يكون حادثا أو شيئا آخراً!!. وقالت صحيفة المونتر حينها أن موسفيني رفعت حاجب التعجب لدى الكثيرين كما أغضبت المسؤلين السودانيين وخلقت قناعات لدى البعض بأن الحادث ربما كان إغتيالاً.
وفي مقالا أكثر وضوحا طرحت صحيفة المونتر تساؤلات حول صلاحية الطائرة وقال الكاتب بيتر واسجي في مقال بعنوان (لا ليس طائرة يوغندية أخرى) مشيرا إلي أنه كان يجب التأكد من حالة الطائرة حتى ولو استعملها الرئيس موسفيني قبل يوم وواحد من الحادث. وقال الكاتب أنه سمع مواطنين عاديين ودبلوماسيين ومراقبين أبدوا دهشتهم لتصريحات الرئيس موسفيني حول مقتل قرنق وخاصة التفاصيل المتعلقة بالطائرة وأمكانياتها . وانها تعمل لثماني سنوات بحالة جيدة وقد تمت صيانتها قريباً !!.وفي يوم السبت 13أغسطس اعتقلت السلطات اليوغندية المحرر السياسي لصحيفة المونتر واستجوبته ووضعته في الحبس بسبب برنامج بإذاعة KFM حول حاث مقتل قرنق. وقد جاءت مقابلة إذاعة المونتر والتي أجرتها مع أحد نواب البرلمان وأحد السياسيين حول الحادث كالعاصفة في رئاسة الجمهورية اليوغندية وفى اواسط الرأى العام . وفي تلك المقابلة تساءل المستضاف عن كيف سمح موسيفني بمغادرة الطائرة في ذلك الوقت المتأخر وكان هو نفسه قد أصدر أوامره بعدم سفر طائرات الهيلوكوبتر في الليل ؟ إضافة إلى أن الجو كان سيئا؟! وحول ربط روندا بالحادثة قال الضيف : إن موسيفني شخص سيىء الحظ فقد شجع القائد الرواندي على السفر في ذلك اليوم فمات في حادث طائرة!! ونظل نذكر أن قرنق مات في طائرة يوغندية. ولعل البعض يتساءل : مامصلحة موسيفني في إغتيال صديقه قرنق ؟ ولعل الإجابة على هذا السؤال تبرز للعيان من خلاال تصريحات قرنق الأخيرة والتي سبقت وفاته بأشهر والتي أكد خلالها تلطعاته لتحقيق حلمه بإقامة سودان جديد موحد وهو مايرفضه موسيفني ويريد دولة للجنوب قائمة بذاتها تساعده على القضاء على عدوه اللدود (جبش الرب) ومن هذه الحيثيات يبقى باب الإتهام مفتوحا أمام المتهم الثاني (موسيفني) حول مقتل قرنق إلى تثبت براءته!!
أمريكا على الخط
ودارت الشبهات حول المتهم الثالث ( الولايات المتحدة الأمريكية ) منذ اليوم الثالث للحادث وهو يوم الثلاثاء الثاني من اغسطس 2005 م حين أعلن القمر الصناعي الامريكي من تمكنه العثور على مروحية قرنق وحينها قالت تقارير ان امريكا – تختبر – المروحية للتأكد من عدم وجود مؤامرة. وفي بوم الجمعة الخامس من اغسطس من ذات العام قالت صحيفة النيو فيشن اليوغندية ان الولايات المتحدة تشارك في فريق بحث الجثث والتحقيق.
وبعد ذلك رشحت تقارير عديدة حول علاقة أمريكا بمقتل قرنق ومن بين تلك التقارير هذا التقري الذي أكد عبره المقدم هاشم بدرالدين قائد القوات الخاصة في الجيش الشعبي ، الذي قاده جون قرنق طيلة 20 عاما، بأن اغتيال جون قرنق بواسطة الأمريكيين "ليس سرا" في أوساط الحركة الشعبية. ومضى للقول إن قيادات الحركة تمتنع عن الإدلاء بأية أحاديث حول الأمر، إما "خوفا" أو "لرغبتهم في الحفاظ على مصالحهم الخاصة".ولفت بدر الدين إلى أن الحركة الشعبية سعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وسقوط نظام الرئيس الإثيوبي السابق، منقستو هيلا مريام (شيوعي) في 1991، إلى التقارب مع الغرب. وكان منقستو يوفر غطاء لقرنق. محاولات قرنق للتقارب مع الغرب، التي بذل فيها السياسي السوداني البارز، بونا ملوال، جهدا كبيرا، اصطدمت برغبة أمريكية في إجراء تغييرات داخل الحركة، لذا "هم شجعوا الانقلاب الذي قاده القائدان في الحركة الشعبية، رياك مشار، ولام أكول ضد قرنق".وقطع بدر الدين بأن قرنق تلقى تهديدا مبطنا من قبل الأمريكيين أثناء مفاوضات مشاكوس، بأنه إن لم يوقع، فإن غيره سيفعل ذلك. وأشار إلى أن الأمريكيين رغبوا في توقيع إعلان من قبل الطرفين، الخرطوم، والحركة الشعبية، وقف لإطلاق النار، أطلقوا عليه "وقف العدائيات". كان قرنق يراوغ حيال الأمر - يشرح بدر الدين -، ما دعا الأمريكيين لتهديده بالقتل، حسبما فهم من العبارة.
ولم يتوان قرنق عن اطلاع بدر الدين على الأمر حين سأله في إريتيريا عن عدوله عن قراره برفض وقف إطلاق النار. قال قرنق إن الأمريكيين هددوه. وفهم قرنق من سياق العبارة أنها تعني قتله، والإتيان بزعيم آخر للتوقيع، إنابة عن الحركة الشعبية.
وأشار بدر الدين إلى أن ضغوطا أمريكية كثيرة مورست على قرنق، منها تلقينه رفض مشاركة علي عثمان محمد طه (النائب الثاني لرئيس الجمهورية، حاليا) في مفاوضات السلام. وقال "إما هم أو المصريون، كانوا رافضين فكرة مشاركة طه في المفاوضات".
وأوضح بدر الدين بأن صحافية مصرية تعمل لفائدة محطة تلفزيونية مصرية، سألت قرنق في واشنطن عن رأيه في اتفاق الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الخارجية الأمريكي (آنذاك) كولن باول، على "دولة سودانية موحدة"، فأجاب قرنق بأن هذا شأنا سودانيا محضا، لا للأمريكيين أو المصريين أن يقرروا ذلك.فسألته الصحافية المصرية: "ألا تخشى مصير سافمبي؟". وسامفمبي، هو جوناس سامفبي، الزعيم الأنغولي الذي اغتيل إثر رفضه اتفاقا للسلام في بلاده. هنا، تدخل هاشم بدر الدين الذي كان رفقة قرنق، طالبا من الصحافية المصرية إنهاء المقابلة.اللافت، أن قرنق، كما يقول بدر الدين، أشار بعد خروج الصحافية، إلى أن الأمريكيين، عكس الشائع، هم الذين اغتالوا سافمبي، عن طريق تحديد احداثيات موقعه، من خلال هاتف متصل بالأقمار الإصطناعية، كانت تديره شركة فرنسية، زودت الأمريكيين بالمعلومات.
طموحات لاتنتهى
وأوضح بدر الدين، أنه كان مفاجئا بالنسبة لهم في الجيش الشعبي، أن الأمريكيين أقحموا أنفسهم في التحقيق بعد تحطم طائرة قرنق، واستولوا على أجزاء من حطام الطائرة، "ما أثار أول علامة استفهام كبيرة" على حد قوله.
وأضاف بأنهم – الأمريكيين – لم يكونوا جزء من لجنة التحقيق، ولم تتم دعوتهم، كما أن الطائرة روسية الصنع. وأشار إلى أنهم في الحركة الشعبية، كانوا يعلمون أن مروحيات وطائرات أمريكية كانت تبحث عن طائرة قرنق، لا طائرات الأمم المتحدة، كما ورد في الأخبار، لأن "الأمم المتحدة، ليس لديها طائرات أو مروحيات في المنطقة".
ويقول بدر الدين، مؤكدا أن الأمريكيين هم الذين أبلغوا الحركة الشعبية، واليوغنديين بموقع حطام الطائرة. ولفت إلى أن التحقيق لم يسفر عن شيء، بل أن قيادات في الحركة الشعبية، كانت سعيدة بمقتل قرنق، مثل الدكتور لام أكول (وزير الخارجية ا حاليا، لم تكن لها مصلحة في أن يقود التحقيق للكشف عن ملابسات مقتل قرنق.
وقال إن أطرافا أخرى، تابعة للأمريكيين، مثل مجموعة الأزمات الدولية، لعبت دورا مشبوها، بتأكيدها أنها رصدت احتفالات جيش الرب بمقتل قرنق، للقول إن جيش الرب ضالع في قتله.وقطع بدر الدين، بأن الطائرة احترقت تماما، ما يعني أن أسباب التحطم لا تعود لخلل فني، فهي إما أن تكون قد ضربت بصاروخ أو بسلاح في داخلها على حد تعبيره. وقال إن قرنق، تجاوز بعد اتفاق السلام، الحدود التي وضعت له، لأن الاتفاق، حرص على "حشر الحركة الشعبية في ثوب الجنوب فحسب"، لكن الأحداث التي تلت عودة قرنق للخرطوم، أوضحت بجلاء، أن طموحاته كزعيم قومي، لم تكن لتحدها حدود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.