الخرطوم: نبيل الهادي قامت السلطات الأمنية أمس عند الساعة الثانية والنصف صباحا بمصادرة صحيفة التيار ومنع صدورها للمرة الثانية بعد أن رفع عنها الحظر الذي كان مفروضا على صدورها لأكثر من أسبوعين. وكان من المتوقع أن تعود التيار إلى الصدور يوم أمس بعد أن تم حظرها بعد نشرها مقالا إنتقد فساد أسرة البشير بشدة وتم إيقاف الصحيفة على إثره وإعتقال بروفيسور محمد زين العابدين كاتب المقال والذي أفرجت عنه السلطات لاحقا. كما دأبت التيار على نشر وثائق الفساد على مستوى الدولة خصوصا ملف الفساد في شركة الأقطان في الفترة الأخيرة. وقد تقدم الأستاذ عبد الباقي الظافر بإستقالته وذلك بعد أن تم إبعاده من منصبه كنائب لرئيس التحرير والإبقاء عليه ككاتب بالصحيفة. ويعترض الظافر على أن القرار لم يصدر من مجلس الصحافة وإنما هو قرار صادر من الأجهزة الأمنية. كما تمت إقالة الأستاذة هويدا سر الختم من منصبها كمدير للتحرير وتم حظرها بصورة نهائية من الكتابة. ووالتيار واحدة ثلاثة صحف تم تعليق صدورها مؤخرا بالإضافة إلى صحيفة ألوان ورأي الشعب، وقبلها صحيفة الجريدة التي تم فك الحظر عنها الشهر الماضي. ويشهد السودان تراجعا في الحريات بصورة كبيرة خصوصا بعد تفجر ثورات الربيع العربي وإنفصال الجنوب وتدهور الإقتصاد نتيجة للفساد الحكومي السياسات الإقتصادية غير الرشيدة.