منصات حرة طفل رضيع لم يتجازو الخمسة شهور مصاب بداء الملاريا والجميع يعرف خطر الملاريا وخطر البعوض المزعج وجميعنا هضرب وساهر الليل بسبب حمى الملاريا اللعينة التى ترتفع وتنخفض كلما تكاثر الفايروس داخل الجسم وتظل الحرب مستعرة بين الفايروسات المسببة للمرض وبين كريات الدم البيضاء التى تحارب بضمير وتستشهد وتقدم بلايين الشهداء وتظل تجند وتدرب وتحارب وتقدم الشهيد تلو الشهيد فى سبيل القضاء على هذه الميكروبات اللعينة التى حيرت كل شعوب العالم الثالث وقد تصل هذه الفايروسات إلى المخ أو كما يقول أهلنا ( الزول ده الملاريا طلعت ليهو فى راسو ) وعندما تطلع هذه الحمى إلى الرأس قد يصاب المريض بالجنون ويتحدث خارج الشبكة هذا ما نعانى منه نحن الكبار فما بالنا اليوم بذلك الطفل الرضيع ، ألا يستحق هذا الطفل نظرة حنينة من قبل السلطات ، هكذا كان لسان حال سكان حى الأندلس فى جنوبالخرطوم وهم يصرخون ليل نهار للمسؤولين أدركونا من غزو البعوض فالأنوفلس وأنثى الأنوفلس يتقاسمون دمائنا ودماء أطفالنا كغنائم لهم ونحن لاحول لنا ولاقوة بهذه الجحافل المجحفلة من جيوش الأنوفلس التى تغزونا كل ليلة ويفتك بنا حتى يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر فهذه الحشرات تخشى من ضوء النهار ولا تختشى ليلاً ، هذا هو حال تلك الأحياء فى جنوبالخرطوم بداية بالحزام الأخضر ومنطقة أبو آدم والكلاكلة شرق وحى ود عمارة والتعويضات شرق وحى الإسكان الشعبى والأندلس كل هذه المناطق تعانى من تلك المياه التى تاتى من التصنيع الحربى الذى يتوسط تلك المنطقة التى أصبحت مأهولة بالسكان ولم يعد هناك حزام أخضر هناك الآن حزام الناموس الذى يفتك بالكبار والصغار والأطفال ، وحقيقة تلك المياه الملوثة التى تأتى من مخلفات منطقة التصنيع الحربى تمر تماماً بوسط الأحياء دون أى حماية أو غطاء يحمى المواطنين من تلك الأمراض التى تتولد بداخل هذا المجرى الملوث والمكشوف على الهواء مباشرة وهو الآن بؤرة لتوالد الحشرات الضارة والبعوض المسبب للملاريا ، المطلوب الآن وعاجلاً من السلطات الإلتفات لهذه المشكلة بوجه السرعة والشروع فى عمل غطاء لهذا المجرى والإهتمام بوضع المبيدات بطريقة دورية بداخله وهذا هو أقل واجب يجب أن تقوم به المحلية المسؤولة من تلك المنطقة وفى ظنى هى محلية جبل اولياء التى أراها محلية لها طول وعرض ولها من المدخلات والمخرجات مايدهش كما لها من عدم الإنجاز ما يدهش أكثر والدليل هذا المجرى الذى يتوالد فيه البعوض ويفتك بالبشر دون أن تكلف المحلية نفسها بقليل من الإهتمام وهى مطالب قليلة جداً بالنسبة لمواطنى تلك المنطقة فهم يطلبون رش بعض المبيدات الحشرية حتى يستطيع الأطفال النوم بطريقة هادئة وحتى لا تنتشر الملاريا أكثر وغطاء اسمنتى لهذا المجرى القادم من منطقة التصنيع الحربى فهم لم يطالبوا بأشياء تعجيزية فوق طاقة المحلية كطلب تحويل التصنيع الحربى أو تحويل المجرى ليصب فى النيل الأزرق بدلاً عن النيل الأبيض مع الضرر فى الحاتين ، فنحن لا نرى أن بعض المبيدات الحشرية وغطاء اسمنتى سيكلف الحلية فوق طاقتها وطاقة إراداتها هذا مع العلم أن المواطنين لم يتطرقوا لمسألة القطوعات اليومية للمياه والغلاء ومشاكل مياه وحشرات الخريف القادم .. مع ودى .. الجريدة