السلام والحرب لا يتلازمان ، فلا بد أن يذهب احدهما بحضور الآخر.وردت اسم السلام وتكرر في القرآن الحكيم أكثر من اسم الحرب ، فالسلام أيضا اسم من اسماء المولى عز وجل ، وهو يعني الهدوء والطمأنينة والإستقرار، والحرب يعني ضده تماماً، وهو يعني الموت والدمار ، فهل هناك أبشع من هذا ؟ لعنة الله على الحرب ،إن قُصد منه أذلال الآخرين وقهرهم.. فالحرب فى جبال النوبا ، حرب مدمرة ، مفروضة ،لا نعرف متى تضع أوزارها. لا أدري ماذا سيكتب التاريخ عن دولة الرئيس عمر البشير و حروبه ضد شعبه وموارده ، وهل هناك مورد أغلى من البشر ؟ فإذا أهلكت شعبك فمن تريد أن تحكم ؟ بسبب الحرب ذهب ثلث السودان في حال سبيله ، وثلث ما زال يتململ. يبدو أن عقد التراضي بين الحاكم والمحكوم في بلادي قد أنقطع ، وأن الرتق قد أتسع على الراتق ، والبلاد تنتظر معجزة ، وأكيد هذه المعجزة ليست على فوهة البنادق ، فمتى يعود صوت العقل لتأتي المعجوزة. سيدي الرئيس:فأنت عسكري وتعرف معنى الحرب والسلام ، وقد نلت نياشين كثيرة أرها تزين بدلاتك العسكرية ، وتعرف الجندي وعدة وعدته، ولابد أنك عارف ماذا يعني الجندي النوباوي في قوات الشعب المسلحة. لا أدري ماهي مناهج الكليه الحربية بجانب تدريس فنون الحرب ،أتوقع أن يكون هناك منهج لنوعية الجند وصفاتهم ، فاذا كان هناك منهج من هذا النوع أتوقع أن يكون هناك فقرة عن الجندي النوباوي.فهؤلاء النوبا لايمكن أن تنتصر عليهم وهم على باطل ، ولا أدري كيف سنتصر عليهم وهم على حق ؟ فأنت تعرفهم ، بأن لهم روحا قتالية وشجاعة تفوق الوصف ، وأنهم ليسوا بشراً بل اسود ضارية ، هذا ما شهد لهم به قياداتهم في حرب المكسيك، فبماذا تشهد لهم أنت ؟ فالنوبا سيدي الرئيس: إذا وٌضع السلاح بوجههم ضج السلاح فهلا جربت معهم معرب حلا سياسيا ترضيهم وتحفظ دماءاً سودانية غذيرة غاليه ، وهم في النهاية مورد بشري ، فلا نريد للعن للنوبا من بقية أهل السودان ، بقولهم إن النوبا أهلكوا بنينا. أرجو أن أ يشاركني أبناء النوبا قراءة كتاب الأمير عمر طوسون ( بطولة الأورطة السودانية والمصرية في حرب المكسيك) هذه الأورطة التى إعتمدت عليها فرنسا في حرب المكسيك ، ولقد إستطعت من خلال القائمة أن استخرج أسماء الجنود من أبناء النوبا ، لعل أحدكم يجد فيهم جدا أو عما أو خالاً يواسي جراحكم. فقائمة الشرف تبدأ فرج بك عزازي التقلاوي الذي ترقى في سلك الجندية ليصل إلى رتبة القائم مقام، فالرجل من جبال تقلي المعروفة ، قد تم خطفه صغيرا ، وتم بيعه في مدينة اسوان لرجل هواري من سكان بني سويف ، وعمل بالجندية وكان من ضمن قوات الأورطة السودانية المصرية ، وبعد عودته شارك في المهدية وقتله علي دينار بدافور بعد فراره. والقائمة تضم بدون ترتيب أبجدي كل من :(كوكو سودان كباشي ، مرجان مطر ، رمضان كوكو ،علي أنجلو ، مرجان سليمان ، مرجان كورمكره ، كوكو أدم كباشي ، مرسال محمد الكوة ، رمضان كوكو ،مرسال خميس ،أنجلو سودان ،فرج كوري ، مرجان كوري ، زويرة كوكو ، أنجلو علي ، كوكو كورنك ، كوكو سودان ، أنجلو حسب الله ،كودي الفيل ، كوكو سنداله ، سعيد كوردكتلي ، كافي النوفي ، مرجان النوفي ، كوكو عبدالرحمن ، أنجلو كوكو ، كوكو كوري ، خميس دوجل ، كوكو فيدون ،) فالقائمة طويلة لكني إخترت هذه الأسماء لأن ليس من غير النوبا من يتسمى بمثل هذه الأسماء.. فاذا حارب جدودكم هؤلاء في المكسيك من غير قضية ، فماذا أنتم فاعلون بعد أصبحت لكم قضية؟ إبراهيم كرتكيلا