5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    مليشيا الدعم السريع تجتاح قرية البابنوسة شرق مدني وتقتل وتصيب 8 أشخاص    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمويل ودعم شبكات المسلمين المعتدلين والليبراليين: الغايات والوسائل: النعيم وعلاقته مع شبكة الإسلام الليبرالي (JIL) – مواصلة..

الأستاذ محمود محمد طه يهدي تلاميذه، ومن ورائهم الناس كافة، إلى أسس القراءة الصحيحة لما يقرءون، عبر التعرف إلى روح النص فيما يقرءون، حيث يقول:
(الناس الدقيقين في القراية بيقروا وراء الكلمات، وبِقروا بين السطور، وبيقيفوا.. ونحن في سبيل تعليم الناس القراية، زي ما قلت ليكم امبارح، كنا بنقول روح الآية دي وين؟! (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ، حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ، بِمَا حَفِظَ الله).. روح الآية وين؟؟ يكون في وقوف فيها، وبعدين يجيء أنه: (بما حفظ الله).. (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله، وَهُوَ مُحْسِنٌ، وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً).. روح الآية دي وين؟ يجي الكلام في أنها: (وهو محسن).. فإنتوا لمّن تقروا، لازم تقروا روح الكلام وين.. في مفاتيح في كل جمل، وفي كل كلام بيُقال)..
وكلّ من يحسن القراءة، لا شك يدرك أنّي، في مقالي السابق، كنتُ أقارنُ بين موقفين: موقف الأستاذ محمود الرافض، رفضاً باتاً وحاسماً، لقبول أي تمويل، أو دعم مالي، من أي جهة، لنشر الفكرة الجمهورية، حتى من حرِّ المال، معلومِ المصدر، حلِّ المكسب!! وبين موقف النعيم الذي يعلن أنّ واجبه المباشر، كمسلم وكتلميذ للأستاذ محمود محمد طه، هو: (الاستفادة للدرجة القصوى الممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم)!! ولقد كنتُ، في ذلك، متسقا مع موقفي المعلن، ابتداء، في تسليط مزيد من الضوء على (الحد الفاصل الذي وضعه الأستاذ خالد الحاج بين طرح النعيم وطرح الأستاذ محمود محمد طه).. فالنعيم، لم يتورع أن يقول، دون تورية أو مواربة، ما يلي:
(أما في حالتي أنا، فقد حرصتُ على مواصلة البحث في الأمور التي تهمني كمسلم، وتلميذ للأستاذ محمود محمد طه، وأرى أن واجبي المباشر هو الاستفادة للدرجة القصوى الممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم للبحث العلمي).. من إعلانه بموقع الصالون/ نوفمبر 2011م..
أنبّه إلى فداحة التعبير: (واجبي المباشر هو الاستفادة للدرجة القصوى الممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم).. وعبارة (الإمكانيات المتاحة) تعني أن النعيم لا يقبل التمويل فحسب، بل هو يقبله من أي مصدرٍ كان، دون فرز!!
ولإبراز المفارقة، في هذا الصدد، أذكر، الآن، موقفاً واحداً، للأستاذ محمود، بخصوص التمويل.. فالجمهوريون، لا ريب، يتذكّرون تلك السيدة الأوربية التي أتتْ إلى الأستاذ محمود، معربةً عن إعجابها بالفكرة الجمهورية، وعارضةً المساعدة في توفير، وتيسير، سبل الدعم والتمويل، لنشر أفكار الأستاذ، على نطاق دولي.. فكان أن أوضح لها الأستاذ، بكل صراحة وتحديد، أن طريق الجمهوريين ليس هو طريق الغرب!! وأن الفكرة الجمهورية عندها الأخلاق، والانضباط الأخلاقي، شيء أساسي، بعكس واقع الحال في الحضارة الغربية.. ثم، حدّثها الأستاذ تحديدا عن اختلال معايير القيم الأخلاقية، في الغرب.. وقد علق الأستاذ، فيما بعد، أن تلك السيدة (قد خرجت من عندنا، وخاطرها مكسور).. هذا، بالرغم من أنه (جبار خواطر)، كما هو معروف عنه، ولكن جبر الخواطر، عنده، لا يكون على حساب الحق!!
إن ما أعلمُه، شخصياً _وعن تجربة_ أن الأستاذ محمود حريصٌ جدا، على نفي، ودحض، أي اتهام بشبهة التمويل الخارجي لفكرته، ليس على مستوى القول فحسب، بل على مستوى الخاطر أيضا!!
أول زيارة لي لمنزل الأستاذ محمود، تزامنت مع موعد الغداء.. تناولنا غداء بسيطا بمعيّة الأستاذ، جلوسا على بروش سعف، تغطي أرضية الصالون.. وبعد أن فرغنا من الغداء كان بالي مشغولا بشيئين: أولهما أني لم أصلِّ الظهر، بعدُ.. وثانيهما، كنتُ أبحث، سراً في خاطري، عن مظاهر للتمويل والدعم الأمريكي _الذي كنا نسمع عنه_ فيما أراه من أثاث متواضع، ومائدة بسيطة، من أبسط ما رأيته، في موائد السودانيين.. أعربتُ، بصوت خافت، لمن جئت بصحبته، أني أريد أن أصلّي الظهر.. ويبدو أن الأستاذ، بطريقة ما، قد سمع ما قلتُه، فبادرني قائلا: (جداً.. أصله هنا، ما عندنا غير الأباريق، والبروش، والأزيار دي.. دا لو كان محتاج دعم أمريكي، تكون مشكلة).. شعرت برهبة، حقيقية.. حيث كان (الدعم الأمريكي)، تحديداً، في خاطري، حينئذٍ!! ولكنْ، ربّما لإزالة حجاب الرهبة، أردف الأستاذ مبتسماً، وهو ينظر في عينيّ، مباشرة: (بعض المعارضين... بِقولوا، نحن بنتلقّى دعم أمريكي)!! ثم، صحبني إلى خارج الصالون، وقام، بنفسه، بملء إبريق الوضوء، لي!!
أخلص، من هذا، إلى أن الأستاذ محمود، لا يرضى، مجرد شبهة خاطر، في نسبة دعوته إلى التمويل الأجنبي.. ولذلك، أنا لا أشك، لحظة، أن كافة المحاولات الحالية، من مدّعي الانتساب إلى الأستاذ، في اتجاه إلصاق شبهة التمويل الغربي، والأجنبي، بالفكرة الجمهورية، مصيرُها الخزي، والخسران المبين.. وقد علمنا مآل مَنْ سلكوا طريق إلصاق الشبهات هذا، من قبل!!
أما بخصوص المسمى: (عملاء التغيير الاجتماعي المحليين)، فإن نفس نهج القراءة الصحيحة، الذي طبقناه أعلاه، يمكن تطبيقه، أيضاً، على نص النعيم، حول برنامج تمويل عملاء التغيير الاجتماعي، الذي أقر أنه يتولى الإشراف، شخصيا، عليه، وإدارته، حيث يقول:
(هذا العمل لا بد من إنجازه عبر (عملاء تغيير اجتماعي محليين)، يعملون من داخل مجتمعاتهم وتجمعاتهم المحلية.. هؤلاء العملاء المحليون لا شك يحتاجون إلى الدعم المادي والسياسي من الفاعلين الخارجيين.. ولكن الدعم يجب أن يقدم بطرق لا تشكك في مصداقية وشرعية التحول الداخلي)..
فمفتاح قول النعيم أعلاه، ليس في كلمة (Agent)، التي أثار حولها الضجة، المبررون، بغرض صرف الأنظار، وإنما المفتاح هنا: (ولكن الدعم يجب أن يقدم بطرق لا تشكك في مصداقية وشرعية التحول الداخلي).. فهذه الجملة هي التي تعطي كلمة (Agent) معناها، في السياق، وذلك لقرينة التخفّي، والتمويه، المزويّة في عبارة: (بطرق لا تشكك في مصداقية وشرعية التحول الداخلي)!! فالكلمات تأخذ معناها من سياق الجمل التي تحتويها، وهذه بداهة.. وإلا فإن لكلمة (Agent) معانٍ معجمية متعددة، منها: (وكيل، عامل كيميائي، أو فيزيائي، أو أحيائي، ممثل أو وكيل تجاري، عميل، الخ).. بل، إن المسمى (عامل تغيير) (Agent of Change)، نفسه، موجود بأكمله، في المعجم، تدليلا على أحد معاني كلمة (Agent)، و هو: (1-5: شخص، أو سلطة، أو قوة، يكون لها تأثير أو نفوذ معين، أو تكون وسيلة أو سبب لحدوث شيء ما)..
(Collins Cobuild English Language Dictionary)Ref: ..
ولذلك، قلت إن عبارة النعيم هذه: (ولكن الدعم يجب أن يقدم بطرق لا تشكك في مصداقية وشرعية التحول الداخلي)، عبارة مفتاحية، وهي التي تحدد معنى، وغرض، قوله، في آن معا.. ذلك أنه، لما كان التأثير والنفوذ، قد اقترنا بالتمويل المموّه، والخفي، تحت غطاء البحث الأكاديمي، لم يكن هناك أنسب من المسمى الذي تم تحديده لمنتسبي برنامج النعيم: (عملاء التغيير الاجتماعي المحليين)!!
وعلى كلٍّ، فلْيُطلق المبرّرون عليهم ما شاءوا من أسماء: (عملاء، نشطاء، متحركون، فاعلون، وكلاء، ممثلون).. ولكن: تبقى الحقيقة الساطعة هي أنهم: يتلقون تمويلا مموّها تحت غطاء البحث الأكاديمي (بطرق لا تشكك في مصداقية وشرعية التحول الداخلي) المكلَّفين بإحداثه، على حد قول النعيم.. وهنا، مكمنُ الداء!!
إن غرضي الأساسي، من كل هذا، هو توضيح أن نهج وأسلوب النعيم لا يشبه، من قريب ولا بعيد، نهج الأستاذ محمود، بل هو مناقض، بصورة صارخة، لنهج الأستاذ محمود، وسمته.. والنعيم، لا شك، حر في اختيار أسلوب الحياة الذي يناسبه، ولا سلطة لأحد عليه في ذلك، ولكنا، من جانبنا، سنبذل وسعنا في بيان وجه المفارقة في نهج النعيم وأسلوبه، الذي يحاول به الانتساب إلى الأستاذ محمود.. ونسأله، تعالى، الإعانة، والتسديد، في كل مسعانا..
ونظرا لأن المفارقة، بين الموقفين، أوضح من أن تخطئها عين، فإن المرء لم يكن يتصور أن يجرؤ، مَنْ ينسب نفسه إلى الأستاذ، والفكرة الجمهورية، على الدفاع عن إقرار النعيم بأنه، كتلميذ للأستاذ محمود، يسعى للاستفادة، للدرجة القصوى، من كافة (الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم) لنشر الفكرة الجمهورية.. بل يذهب هذا الشخص، في تبريره لعمل النعيم، إلى حد أن يقول ما يلي:
(ما يقوم به الدكتور النعيم هو محاولة للسير في الاتجاه الذي سار فيه الأستاذ محمود، حسب ما تتيحه الظروف والمعطيات. فهو يحاول أن يوظف عمله الأكاديمي والبحثي في سبيل "إعداد الإنسان الحر" الذي "يعيش في مجتمع عالمي")!!
هذا الموقف التبريري، لا تفسير له إلا باعتبار قول العارفين، من الصوفية: (أقام العباد فيما أراد)!! فمن الناس من يظنُّون أنهم يحسنُون صنعا، وهم في واقع الأمر مستدرجُون، لنقص علمهم بعاقبة ما يفعلون: (سنستدرجُهم، من حيثُ لا يعلمون).. وغالباً ما ينتهي الأمر بكثيرين من هؤلاء، حين تُقام الحجة، إلى التبرير والمكابرة، فيُقيّضُوا، من ثَمّ، كقرناء لمناصرة المبطلين: (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ، فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ).. وحكمته، تعالى، في ذلك، بالغةٌ، فما تُغني النُّذُر: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)..
فبغير هذا الفهم في الاستدراج، لا يوجد أي مبرّر لأن يقول أحدٌ إنه يرجّح تصديق نفي النعيم، لعلاقته مع شبكة الإسلام الليبرالي، حتى لو كانت الفرص بمعدل 99% ضده!! ويعني ذلك: حتى لو كان نفي النعيم، لعلاقته مع هذه الشبكة، باطلاً بنسبة 99%!! والعجب أن من قال هذا، هو عينه من قال إن ما يقوم به النعيم هو (محاولة للسير في الاتجاه الذي سار فيه الأستاذ محمود، حسب ما تتيحه الظروف والمعطيات).. وهو، بكلّ أسف، د. ياسر الشريف!!
ولكنْ: الثابت والموثق، لدى الجمهوريين، أنّ معيار الأستاذ محمود _بعكس معيار ياسر الشريف_ يقضي بأنْ لو كانت الفرص، بمعدل 99%، حق، و 1%، باطل، فإن الواحد في المائة هذا، أهم، عند الله، من التسعة وتسعين في المائة.. وينبغي اعتباره هو، لا التسعة وتسعين بالمائة.. فأين هي نسبة الواحد في المائة، باطل، عند الأستاذ، من التسعة وتسعين في المائة، باطل، عند صاحب التبرير!؟! إنّه الغرض، وهوى النفس، لا غير!! فهما يطفّفان الموازين، ويقلبان المعايير، دائما!!
الأمر الواضح، الذي لا ريب فيه، هو أنه حتى لو كان طرح النعيم متسقاً تماما، من كافة نواحيه وبنسبة مائة في المائة، مع الفكرة الجمهورية، لما كان عمل النعيم في استقطاب واستغلال كافة (الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم)، لنشر هذا الطرح، مرضيا، أو مقبولا، عند الأستاذ محمود!! فما بالك، وطرح النعيم متناقضٌ، في الأساس، مع الفكرة الجمهورية!! ثم هو، مع ذلك، يستغل اسم الفكرة الجمهورية، لتسويق طرحه، وتلقي التمويل والدعم، مدعياً التلمذة، والانتساب، للأستاذ محمود!! هل يمكن أن يكون هناك تعمد، لتشويه الفكرة الجمهورية، أكثر من هذا؟؟!
إن خطورة عمل النعيم، تنعكس أكثر ما تنعكس، في قول ياسر الشريف أعلاه.. ذلك أنه، وبحسب ياسر الشريف، فإن ما يقوم به النعيم هو (محاولة للسير في نفس اتجاه الأستاذ محمود) وإنه (يحاول أن يوظف عمله الأكاديمي والبحثي في سبيل "إعداد الإنسان الحر" الذي "يعيش في مجتمع عالمي")!!
(الإنسان الحر) عند الأستاذ محمود، على مستويين: في المستوى الأدنى الإنسان الحر هو: (الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، ثم يتحمل مسئولية، قوله وعمله).. وفي المستوى الأعلى، الإنسان الحر هو: (الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، ثم لا تكون عاقبة قوله وعمله إلا خير، وبر، بالأحياء والأشياء)..
والآن، لنقيس ما يقوم به النعيم على الحد الأدنى، من التعريف أعلاه:
أولا: لقد نفى النعيم، بشدة، أنه كان على علم مسبق بالندوة التي أشار إليها أستاذ خالد الحاج، وقال إنه كان في إندونيسيا لعمل آخر، آنذاك، وإنه لبّى فقط دعوة من زميل له، يدعى قنوان محمد، إلى (ندوة ما) في إندونيسيا، فذهب!! وقد أبنتُ في المقال السابق، أن قول النعيم هذا غير صحيح، وهو لا يجوز إلا على غافل!! فالنعيم، قد حضر خصيصا لإقامة سلسلة ندوات، ومحاضرات، من قبيل تلك الندوة، في إندونيسيا بناء على دعوة من جامعة عضو في شبكة الإسلام الليبرالي، والنعيم على علاقة مسبقة معها، كما سيتأكد، أيضا، أدناه.. ثم إن قنوان محمد، هذا، هو صاحب فكرة تأسيس شبكة الإسلام الليبرالي، وأحد مؤسسيها، بل صاحب مقرها!!
ففي دراسة عن شبكة الإسلام الليبرالي في إندونيسيا أعدها د. محمد علي، المحاضر في جامعة الشريف هدايت الله الإسلامية، في جاكرتا بإندونيسيا، وهي من المؤسسات التابعة لشبكة المسلمين المعتدلين، جاء عن منتدى الإسلام الليبرالي (JIL)، ما يلي:
(نشأ منتدى الإسلام الليبرالي (JIL) في ظل حاجة ماسة لمواجهة المد الإسلامي الأصولي، الذي يعتبره أعضاء المنتدى مهددا لأسلوب الحياة الآمن والمتسامح للمجتمع الإندونيسي.. وقد التقى ستة من الشباب هم: أوليل عبدالله، لطفي أسيوكاني، حامد باسايب، إحسان علي فوزي، نونغ دار المحمدة، وأحمد سهل، مع الصحفي البارز قنوان محمد، في شهر يناير 2001. وفي هذا الاجتماع ناقشوا إمكانية تأسيس شبكة تجمع مختلف المفكرين والناشطين المهتمين بالفهم الليبرالي للتعاليم الإسلامية، من أجل مواجهة الخطاب الأصولي للإسلاميين، وحركتهم)..
كما جاء عن مقر المنتدى، بموقع المنتدى، ما يلي:
(يقع مقر منتدى الإسلام الليبرالي في تيتر أوتان كايو، في جاكرتا، وهو مجمع تعود ملكيته إلى قنوان محمد مؤسس مجلة تمبو الإندونيسية الأسبوعية الرائدة، الذي يعتبر من الصحفيين الناشطين في مجال حقوق الإنسان.. كما قام محمد أيضا بتقديم التمويل الأولي إلى منتدى الإسلام الليبرالي (JIL)، بالرغم من أن المنظمة تتولى تمويلها، الآن، مؤسسة آسيا فاونديشن)..
أيضا، في دراسة عن شبكة الإسلام الليبرالي، بعنوان (الإسلام في مواجهة الاستنارة: صدام أم تعايش؟)، وهي عبارة عن دراسة مقارنة بين الخطاب الإسلامي الليبرالي في هولندا، وإندونيسيا، من إعداد رامي الدرديري، من جامعة توينتي، انشيده، وصادرة بتاريخ أكتوبر 2005، ورد ما يلي:
(من المؤسسين الأساسيين لشبكة الإسلام الليبرالي: قنوان محمد، أحمد سهل، نونج دار المحمدة، أوليل عبدالله، إحسان علي فوزي، حامد باسايب، توفيق عدنان أمل، سيف المجاني و لطفي عسيوكاني)..
أما عن النعيم، نفسه، فقد جاء في تقرير باللغة الإندونيسية، بتاريخ 1/4/2002، بموقع شبكة الإسلام الليبرالي، أن النعيم من المساهمين، المعتمدين، في الشبكة، بصفته داعية إلى الإسلام الليبرالي.. وقد وصف التقرير هؤلاء المساهمين تحديدا بأنهم: (رواد شبكة الإسلام الليبرالي، ذوي المساهمات الأساسية، في المواقع الإلكترونية للشبكة)!!
ويؤكد ذلك، أيضا، ما جاء في دراسة عن شبكة الإسلام الليبرالي في إندونيسيا من إعداد أحمد علي نور الدين، المحاضر بمعهد الدراسات الإسلامية، كلية علوم الدين واللاهوت، في إندونيسيا، وقد صدرت في مجلة (نيوزيلاند جورنال أوف آسيان ستديز)، العدد 7، بتاريخ 2 ديسمبر 2005، على الصفحات من 20 إلى 39، وشملت الدراسة الفترة منذ تأسيس الشبكة عام 1999 حتى عام 2004.. الدراسة بعنوان (الإسلام والدولة).. جاء في الدراسة، ما يلي:
(من أجل نشر وترويج المنتدى، وأجندته، ضم منتدى شبكة الإسلام الليبرالي إليه ثمانية وعشرين مشاركا من إندونيسيا، وخارجها، بصفتهم دعاة للإسلام الليبرالي، ومن بينهم شخصيات مثل: نورشوليش مجيد، عميد جامعة بارامدينه في جاكرتا، وأزيوماردي آزرا، عميد الجامعة الإسلامية في جاكرتا، وسعيد اجيل سراج، قيادي بجماعة نهضة العلماء، وجلال الدين رحمت، مفكر إسلامي إندونيسي ورئيس مؤسسة موتاهاري في باندونج، وأصغر علي انجنير (باكستان)، وعبدالله أحمد النعيم (السودان).... الخ)..
ثانيا: أنكر النعيم أي علاقة له مع أميليا فوزية، وقال إنه لم يلتقي بها في هولندا، وإنما التقى بها في إندونيسيا.. علما بأني لم أقل إنه التقى بها في هولندا، بل قلت تحديدا إنها إحدى (عملاء التغيير الاجتماعي) الذين درج النعيم على اختيارهم، ضمن البرنامج الذي اعترف أنه يقوم بإدارته.. وعلى كلٍّ، يهمني هنا، قول النعيم هذا، الذي نقله عنه ياسر الشريف:
(وقد استقصيت الأمر من دكتور النعيم فعرفت منه أن أميليا هذه ليس لها أي علاقة ببرنامج جامعة ليدن، وأنه لم يلتقيها في هولندا ولم تكن طالبة لديه أو عملت معه. وقد عرف فيما بعد أنها قد أكملت دراسة الماجستير في هولندا، وكثير من الإندونيسيين لهم علاقة بهولندا لأنها كانت القوة الاستعمارية السابقة لإندونيسيا، ولكنه التقاها في إندونيسيا)..
وما يهمني تحديدا، هو نفي النعيم أن تكون أميليا قد عملت معه!! فالواقع يكذّب هذا القول!! فزماننا هذا، من السهل جدا فيه، التحقق من كل شيء!!
لقد عملت أميليا، مع النعيم، لمدة عامين من 2002 إلى 2004، على مشروع مشترك عن العمل الخيري في الإسلام كأساس للعدالة الاجتماعية.. هذا المشروع ينضوي تحت نفس برنامج تجنيد عملاء التغيير الاجتماعي المسمى (Rights at Home) الممول من مؤسسة فورد، وجامعة ليدن!! والغطاء الذي تم تدشين المشروع تحته هو بحث نشاط العمل الخيري (الزكاة والصدقات) في المجتمعات الإسلامية!! وأميليا هي رئيسة الجانب العالمي للمشروع، يعاونها النعيم كمنسق أكاديمي.. وفي ذات الوقت، أميليا هي المنسق المحلي، في إندونيسيا، لبرنامج تجنيد عملاء التغيير الاجتماعي المحليين (Rights at Home) الذي يديره النعيم، وترعاه جامعة ليدن!! وعلى هذا، أميليا، هذه، على علاقة وثيقة ببرنامج جامعة ليدن لتجنيد العملاء المحليين: (Rights at Home).. وهذا، أيضا، يكذّب نفي النعيم لعلاقة أميليا مع هذا البرنامج، حسبما نقل عنه ياسر، حيث قال: (وقد استقصيت الأمر من دكتور النعيم فعرفت منه أن أميليا هذه ليس لها أي علاقة ببرنامج جامعة ليدن)!!
جدير بالذكر، أن هذا المشروع تم بتمويل ضخم من مؤسسة فورد، وأشرفت عليه جامعة الشريف هدايت الله الإسلامية، جاكرتا.. وقد شمل المشروع ست دول هي: مصر، والهند، وإندونيسيا، وتنزانيا، وتركيا، والمملكة المتحدة.. علما بأن الكتاب الذي أعده النعيم، وأسماء محمد عبد الحليم، عن ذات المشروع، ذكر أن مندوبي مؤسسة فورد الخمسة الذين شاركوا في هذا المشروع، كانوا في واقع الأمر، من المفكرين والباحثين المهتمين _اهتماما عميقا_ برفاهية المجتمعات الإسلامية!!
تمعّنوا: رفاهية المجتمعات الإسلامية يتم الاهتمام (العميق) بها عبر مشروع بحثي، لمدة سنتين، لدراسة (مصارف العمل الخيري)، تحت إشراف النعيم، وبتمويل ضخم من مؤسسة فورد، ليغطّي ست دول، من بينها المملكة المتحدة!! ولكنْ ربما يزول العجب، نوعا ما، إذا علمنا أن النعيم رأس في شهر فبراير الماضي، لجنة عمل، بممثلين من ست مؤسسات، بما فيها مؤسسة فورد، لمناقشة أثر ثورات الربيع العربي في إعادة تحديد (أولويات) تمويل العمل الخيري العالمي!!! المصدر: موقع هارفارد كينيدي سكول – الثلاثاء 16/2/2012.. وهذا، لمن يحسنون القراءة، يعني الكثير، خصوصا في ظل تصريحات النعيم التي أوردتُها في مقالي السابق، نقلا عن الخبر الصحفي من موقع جامعة ايموري، حول الثورات العربية!! فقد ذكر الخبر أن النعيم منتشٍ للأثر الذي أحدثه عمله في العالم، وقد ورد عنه في ختام الخبر قوله: (هنالك شيء في الجو لم أعهده، منذ زمن بعيد.. إنه أمر يبعث على النشوة)!!
ثُمّ: على ذات ضوء تعريف الأستاذ محمود أعلاه للحرية، وللإنسان الحر _في المستوى الأدنى، على الأقل_ أورد فيما يلي، مزيدا من الأدلة، على علاقة النعيم بشبكة الإسلام الليبرالي، في ظل نفيه أنْ (لا علاقة له على الإطلاق، ولا ليوم واحد) مع هذه الشبكة، وذلك من أجل تسليط المزيد من الضوء على الحد الفاصل بين نهج النعيم، ونهج الأستاذ محمود، قطعا للذرائع، والحجج!!!
أولا: شبكة الإسلام الليبرالي، في إندونيسيا، تتكون من عدة منظمات ومؤسسات، تنضوي تحت لوائي جماعة نهضة العلماء، والجماعة المحمدية.. ويهمنا، هنا، أن (جامعة الدولة شريف هداية الله الإسلامية في جاكرتا) التي قدمت الدعوة، إلى النعيم، هي عضو في هذه الشبكة، وقد دعت النعيم، خصيصا، إلى إقامة سلسلة ندوات في مقار منظمات الشبكة في شهر يناير 2003، وهي الواقعة التي أنكر النعيم، في سياقها، أن تكون له أي علاقة (على الإطلاق) مع هذه الشبكة.. وواقعة الدعوة، نفسها، تؤكد أن النعيم لم يكن في إندونيسيا (لعمل آخر) آنذاك، بعكس ما ادعى!! فالندوة تم الإعلان عنها في صحيفة يومية بتاريخ 2/1/2003، وحضرها ممثلون عن مؤسسة فورد، والسفارة الأمريكية في جاكرتا، مع آخرين.. والنعيم، حضر خصيصا، لإقامة سلسلة الندوات تلك، كضيف شرف محاضر، بناء على دعوة رسمية، كما ثبت في مقالي السابق!!
ثانيا: بعكس ما نفى النعيم، لم تكن الندوة التي قدمها النعيم بتاريخ 7 يناير 2003، هي المرة الوحيدة أو الأخيرة، التي التقى فيها النعيم بالمدعو أوليل، أو شارك فيها في نشاط يخص شبكة الإسلام الليبرالي.. فالنعيم قد شارك أيضا في ورشة عمل انعقدت بتاريخ 10 و 11 من نفس الشهر، في نفس مقر المنتدى المذكور، وكان المدعو أوليل يرأس إحدى محاور عمل الورشة، تحت إشراف النعيم.. وصدرت مداولات ونتائج ورشة العمل في كتاب شارك أوليل في تأليفه، بعنوان: (الشريعة الإسلامية: من منظور ليبرالي)، تاريخ الإصدار يونيو 2003، الناشر: شبكة الإسلام الليبرالي، وآسيا فاونديشن!! المرجع: دراسة أحمد على نورالدين، المشار إليها آنفا..
ثالثا: شارك النعيم مع المدعو أوليل، مرة أخرى، بتاريخ 2 يوليو 2007، كمتحدثين رئيسيين، في ندوة أقامها معهد الحرية في إندونيسيا، ضمن سلسلة محاضرات وندوات أقامها النعيم لصالح شبكة الإسلام الليبرالي أيضا خلال شهري يوليو وأغسطس 2007.. ومعهد الحرية، هذا، يديره أوليل، وقد كان مقدم الندوة عضو آخر في شبكة الإسلام الليبرالي هو إحسان علي فوزي.. وهناك صورة قلمية للندوة، بكاملها، على موقع المعهد..
رابعا: شارك النعيم، أيضاً، أواخر عام 2008، في سلسلة ندوات ومحاضرات على ذات النسق، دعته لها نفس جامعة الشريف هدايت الله.. وقد نشر خبر ذلك في عدد (ذي أميركان ريبورتر) الصادر بتاريخ 16 نوفمبر 2008، وفي موقع جامعة ايموري، كذلك. وكل هذه الشواهد، إنما هي على سبيل المثال، لا الحصر، فمشاركات النعيم عديدة، ومتعددة!!
خامسا: بعد أن ظهرت الأدلة على أن النعيم التقى المدعو أوليل أكثر من مرة، نقل ياسر الشريف عن النعيم، أنه تذكر، أيضا، بعد ذلك النفي المطلق والمشدد، أنه التقى المدعو أوليل في جامعة هارفارد عام 2009، عندما كان أوليل يحضّر لدرجة الدكتوراه!!
سادسا: في تقرير أعده وفد منظمة تحالف أوسلو (Oslo Coalition) الذي زار إندونيسيا في الفترة من 29 يوليو 2002 إلى 11 أغسطس 2002، عن شبكة الإسلام الليبرالي، في إندونيسيا، ذكر كبار مسئولو الشبكة، ومنهم أمين عبدالله، أن المفكر الليبرالي النعيم هو أحد أهم مصادر الإلهام لشبكة الإسلام الليبرالي.. بل إن النعيم، نفسه، يقول، في كتابه (الإسلام وعلمانية الدولة)، عن شبكة الإسلام الليبرالي، في إندونيسيا، ما يلي:
(وقد عملت منظمات المجتمع المدني، من أمثلة شبكة الإسلام الليبرالي، بجهد كبير على نشر رؤية ليبرالية وتعددية للإسلام على الرغم من معارضة أصوات أخرى)..
سابعا: وهو الأهم، النعيم نفسه أقر، صراحة، في كتابه (الإسلام وعلمانية الدولة) بعلاقته مع شبكة الإسلام الليبرالي، وبتعامله مع مؤسسات، في هذه الشبكة مثل معهد لكيس (LKiS)، الذي يتولى نشر كتب وأعمال النعيم، في إندونيسيا. والاسم (LKiS) نفسه له قصة عجيبة، فحرف (i) في هذا الاسم يرمز إلى الإسلام، حيث اسم المعهد كاملا هو: معهد الدراسات الإسلامية والاجتماعية، وهو تابع لجامعة الشريف هدايت الله المذكورة.. ويقول موقع المعهد، وينقل عنه تقرير راند ودراسات أخرى أيضا، أن حرف (i) هذا الذي يرمز إلى الإسلام تمت كتابته في المسمى، بالحرف الصغير (Small letter)، عمدا، لتأكيد عدم هيمنة الإسلام على الأديان الأخرى!! ويتم هذا في مصادمة واضحة للآية الكريمة: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ، مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ، وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).. ثم يقال لنا إنه: معهد للدراسات الإسلامية!!
ويكفي، في ختام مقالي هذا، أن أورد مدح النعيم، لمعهد (LKiS)، حسبما ورد في كتابه (الإسلام وعلمانية الدولة)، مبررا لماذا اختار المعهد، تحديدا لتنفيذ مشروعه.. فبعد أن أقر النعيم إنه، والمعهد، يشتركان في نفس الاتجاه الأيدلوجي، قائلاً: (إننا نشترك في نفس الاتجاه الأيديولوجي ونفس الالتزام بحماية حقوق الإنسان والتنمية التي تسعى لفائدة الناس والالتزام بالعدالة الاجتماعية)، وإن: (المعهد يتفق بصورة عامة مع ما أتبناه من آراء حول الإصلاح الإسلامي والتحول الاجتماعي المستدام)، قال النعيم عن المعهد:
(مهمة المعهد ومنهاج عمله ومصداقيته على المستوى الشعبي، وقدرته على الوصول إلى شبكة واسعة من المنظمات والجمعيات الشعبية، والعمل معها، علاوة على المستوى الرفيع من الالتزام والحماسة لقادته وموظفيه، وسجل إنجازاته المثير للإعجاب، كل ذلك جعل منه اختياراً ممتازاً لهذا النوع من البحث الذي كنت أفكر فيه)!! لا تعليق!!!
نواصل، بعون الله، وتوفيقه..
إبراهيم عبدالنبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.