بلغة الرياضة - فى القصر الجمهورى خرج فريق الجنوب, ثم خرجت دارفور, وانهار فريق الشرق مبكرا لأنه دخل بدون (كدارة), وسبق أن فقدنا فريق دنقلا فى (حادث طيارة) مؤسف, وتمت (زحلقة) فريق المسيرية تحت رحمة النساء, فوصل للفاينال فريقا (مروى) و(حوش بانقا), والمبارة يزداد كل يوم أوارها وتحتدم فيها (الفاولات والبلينتيات) ونسبة لعدم وجود (حكم) فالضرب يتم فوق و تحت الحزام, الفريق الأول له لعيبة محترفين ومدرب (برازيلى) خبير بفنون اللعب ويبدوا الفريق مسيطرا على الميدان بالكامل, الا أن الفريق الاخر يستعين ببعض اللعيبة الناجين من طائرة فريق (دنقلا) وبعض لعيبة فريق (مروى) الذين تساوت كتوفهم مع شيخهم ومدربهم فصاروا شيوخا (لحالهم) وأتقنوا رميات التماس (الربوية) وفنون التهديف من خط (الدهنسة) والتملق لمدرب الحوش وتسريب (خطة لعب) فريقهم الأم, بالاضافة لبعض اللعيبة غير المنتمين الى أى فرق سابقة ولا يجيدون اللعب انما (سد خانة) فقط, والجميع يترقب نتائج (الفاينال) وكلنا نأمل أن تتوقف (أمطار) هجليج التى أطفأت (الكشافات) لننظر من يفوز بكأس العنصرية فى القصر العنصرى. فى مقال سابق ذكرنا أن كل الشواهد تقود الى ان الصراع على الكرسى بلغ بالنائب الأول والاجهزة التى يسيطر عليها حد العمل الباطنى لتسليم البشير للمحكمة الجنائية بحجة عدم تدمير البلد لأجل شخص واحد ولم يكن ذلك دعما للعدالة الدولية انما للتضحية به مقابل الجلوس على الكرسى, ثم قامت (ويكيليكس) بتأكيد تلك المزاعم حيث أكدت أن النائب الأول وافق على دخول القوات الدولية مخالفا لقرار رئيسه كما طمأنهم بأن مؤسسات التنظيم المعنية مقتنعة بتسليم البشير , و قال ( ان البشير لا يستمع لصوت العقل بخصوص الجنائية وان رئيس المخابرات يرى أن لا نرهن وندمر البلد لأجل شخص واحد) انتهى, وان قوش أكد ذلك فى حديثة لدينق ألور لما أبلغه بتخوف المصريين من انقلاب فى القصر فقال (جميعنا يعلم أن هناك أمر قادم ، ويمكن أن يحدث أي شيء هنا في أي وقت, ثم أردف - هل يمكننا السماح بتدمير البلد كله بسبب شخص واحد؟) انتهى, وبدون أى تحليلات اضافية لو نظر الرائى فقط للهيكلة الادارية والسيادية للقصر الجمهورى يتأكد فعلا ان (سم) العنصرية الذى ذكرنا سلفا ان الانقاذ (لدغت) به أطراف البلد بغبائها, قد وصل الان الى (القلب) فعلا, لأن للأطراف والأقاليم (شرايين) بشرية تمتد من مكان اللدغة الى قلب البلاد, فبعد أن أكتشف البشير المؤامرة قام بأمرين ظاهرين حتى للأعمى أولهم حصر تلك الفئة (الخبيثة) فى (كرنتينه) الأمراض الخبيثة ومنع عنهم التواصل (أو هكذا ظن) وسحب البساط من تحت أقدامهم و (نفس) بتشديد الفاء - حركة (مروى) الاسلامية وقلص نفوذهم فى (الوطنى) وجردهم من (الأمن) والشرطة ثم قام (بالتنقيب) بينهم وأستخلص لنفسة واحدا منهم يصلح أن يكون شيخا بديلا للشيخ (الطموح الصامت) وبالفعل سرت داخل الوطنى بعض الشائعات بأن هذا الشيخ الصغير (خبير) الربا يصلح نائبا للرئيس وهو أيضا من فريق (مروى) فى هذه العصابة لدرجة ان الرئيس نفسة أصبح يناديه بشيخ فلان, قال لى أحد الأصدقاء لقد مررت (بعمنا) ابراهيم أحمد عمر وهو غاضب وكان يقول ان الرئيس الذى أنكر الشياخة علينا ينادى (بعض الأولاد) بالشيوخ, حيث اعتبر كثيرون ان ذلك (اعادة انتاج) لمفهوم المشيخة فى الاسلام. وفى صحيفة الشرق الأوسط يقول طلحة جبريل بعد الصراع الذى كان فى نيفاشا على السلطة (يعنى بين الجنوب والشمال) يقول طلحة (سيكون هناك فصل آخر من فصول (اقتسام السلطة) في الخرطوم وهذه المرة لم يكن فصلا يتم التفاوض حوله، كما جرى في نيفاشا، بين علي عثمان وجون قرنق، بل سيكون صراعا مكتوما لكن مؤشراته ازدادت وضوحا عندما أيقنت (أطرافه) أن الجنوب سيمضي إلى حال سبيله, والصراع هذه المرة سيكون حول (الرئاسة والقرار), ويضيف طلحة – (وأداة الصراع هي المواقع داخل (القصر الجمهوري).) انتهى, والصراع حول الرئاسة هذا هو الدافع الرئيس لقبول النائب ومخابراته بفكرة تسليم البشير والترويج لها داخل مؤسسات الحركة الاسلامية –(وانا أعرف أشخاصا بأسمائهم كانوا يسوقون للفكرة)- واحتلال البشير للمواقع الادارية والسيادية للقصر هو احتكار لأدوات الفعل المؤثر على المسار اليومى للأحداث السياسية والمالية والمعلوماتية, وهذا الحديث فى عمومه يؤكد ما سبق أن ذكرناه بان (النار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله). ورغم ان البعض يرى قضية قوش نبعت من توسع نفوذة وتمدد صلاحياته على كل القرار السياسى فى البلاد أستنادا على طموحه الشخصى سيما وان نفوذة بلغ مدى كبيرا لسببين أولهم علاقته بالامريكان وقضية المفاصلة بين الشعبى والوطنى, لدرجة أن وصفه عبدالمحمود الكرنكى كالطائر بأجنحة الشمع وشبه عليائه بالوصول (لشمس) الرئاسة فأحرقت أجنحته الشمعية بينما ظل كثيرون يتسائلون عن من الذى صنع لقوش أجنحة؟ كما ان هجوم الصحف المحسوبة على جناح النائب للدكتور نافع والتشهير بقضايا الفساد اثر اقاله قوش يؤكد ان أقالته لم تأتى (كبحا) لطموح شخصى, انما جائت فى اطار الصراع القبلى كما أكد الكاتب (طلحة) مجددا بأن (الصراع في أعلى هرم السلطة في السودان اتخذ لأول مرة (طابعا قبليا) مما ينفى عن قوش طابع العمل الفردى, و هذه الحقيقة أكدها قرار مدوّ اعتبر وقتها بمثابة (انقلاب قصر) وجاء إعلان الانقلاب في خبر تعيين الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) مستشارا لرئيس الجمهورية, ثم تعيين الفريق مهندس محمد عطا المولى مديرا عاما لجهاز الأمن والمخابرات الوطني, و كان خروج قوش من الأمن يمثل نكسة أخرى وضربة موجعة للنائب الأول، وان علي عثمان محمد طه وصلاح قوش وعوض الجاز، ثلاثتهم من «الشايقية», كما تحدث المقال عن وضع الجاز على (الرف) حيث تعتبر وزارة الصناعة أقل موقع تقلده الرجل, كما انه يدور حديث عظيم حول رجل من شدة (ملاسته) حتى البشير لا يكاد يشعر بوجوده وخطورته رغم انه من أقوى كوادر تلك المنظومة وهو ضابط الأمن السابق كمال عبد اللطيف الذى يطبل ويزمر للجانبين وهو يلتحف هدوء القبور ولا يكشر أنيابه الا لأبناء الهامش وربما يعزو كثيرين كل المشكلات التى نجمت من الاطراف الى سياسات الرجل العنصرية المقيته من خلال مؤسسات النظام واعتماده على – بل والتزامة المتزمت جدا بمعيار القبيلة فى تمرير الأجندة النتنة والبائرة. وبالاضافة للسياسات التى ذكرنا ان مجموعة البشير اتبعتها (لقمع) الحراك الخبيث والمضاد بعد تقليص نفوذ علي عثمان، وأبعاد صلاح قوش و(الانبراش) لأسرائيل والولاياتالمتحدة, وتهميش عوض الجاز تم ابعاد ضباط آخرين من جهاز المخابرات، والشرطة ثم أوكل الأمر فى مجملة داخل هذه المؤسسات لما أطلق عليهم (ضباط شندي) ، ومنحوا من الصلاحيات ما يمكنهم من تحجيم دور الفريق الاخر، وتجديد قنوات المعلومات وشكل التقارير الرئاسية اليومية, كما تم خلق تحالف أو أئتلاف مع مجموعة (النوبيون) وهم بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين ، وأحمد علي الإمام ، ومصطفى عثمان إسماعيل وجميعهم نوبيين, كما قامت أيضا (بتجنيد) عدد من ولاة الولايات لذات الغرض ومن هذا الباب تم أعفاء عبدالرحمن الخضر من ولاية القضارف قبل الانتخابات, ومن نفس الباب انما من (الضلفة) الأخرى تم تعيينة واليا على الخرطوم, ومن نفس الباب أيضا شنت حرب المجالس على والى سنار أحمد عباس حيث كانت مجموعة النائب تدير الصراع فى سنار من دهاليز مجالس أمناء صحيفتى الرائد وأخر لحظة حيث كان (أولاد سنجة وعمدتهم) يأتون هنالك (للتشوين والامداد) وكانت مجموعة النائب تدفع أحد نواب المجلس الذى كان عمدة ففصله الوالى وعين أخاه عمدة - وتعلمة كيف يتم سحب الثقة من الوالى (الجعلى) من ناحية أحد والديه, وأيضا تدفع رئيس مجلس نهر النيل للمصادمة, وكذلك الصراع بين عادل عوض سلمان والمجموعة الأخرى وصل مراحلا عقيمة لدرجة أن يقوم أحدهم بتقييد شخص ورميه فى النيل ويمكنكم أن تسألوا أمين الشباب بالولاية الشمالية, وفى النهاية استقرت عملية الاصطراع على الولاة لصالح الرئيس ولكن ذلك خلق صراعا من نوع أخر, هو الصراع بين الولاة ومدراء الأمن فى الولايات بل بين الولاة وبين غالب المؤسسات المركزية فى الولايات, لأن البشير سيطر على الولاة بينما ظل النائب يسيطر على المؤسسات المركزية, ماعدا الخدمة الوطنية والدفاع الشعبى والشرطة الشعبية التى يسيطر عليها أسامة عبدالله. الغريب جدا ان هنالك (فرق) موجودة فى القصر ولكنها لا علاقة لها (بتصفيات) الدورى, والأغرب أنها أيضا لا تشاهد المبارة حتى - رغم انها مباراة (الفاينال). سؤال – بعد انقلاب البشير على الانقاذ الأولى (الترابى), ثم انقلابه على الحركة الاسلامية (الثانية), وانقلابه الثالث على (مؤسسة) المؤتمر الوطنى, على من (سينقلب) أو (يعتمد) هذه المرة؟ أم ان البشير نفسه من سيتم الانقلاب عليه؟.