الرئيس الامريكى باراك اوباما كان ومازال يدعو شعوب العالم الى الحوار الموضوعى فى حل الخلافات والنزاعات فيما بينهم. بدلاً عن الاصولية والتطرف والارهاب و العنف السياسى والعرقى والطائفى والدينى والعنصرى فالسودان يعتبر نمؤذجاً حياً لذلك. ولكنه اى الرئيس باراك لايمناع اذا وجد شعب ذاك البلد الذى يعانى تحت نظامه الدموى وسيلة اخرى فعالة يمكن ان تخلصهم من النظام فان الرئيس باراك لايرفض ذلك بتاتاً. ولكنه لا يحرض على العنف المسلح انما يدعو دائما الى لسان العقل والحوار. ولكن النظام فى الخرطوم سادر فى غيه لايعير لأى شى اهتمام ولن تعد هناك قوة تخيفه لا الجبهة الثورية السودانية ولا تجمع فاروق ابو عيسى المعارض من الداخل. فاصبح اكثر قمعاً وبطشاً ووحشية ضد كل من يرفض الامتثال لسياساته القمعية التوسوعية. فان الرئيس عمر البشير ونائبه على عثمان طة سعوا فى الارض فسادا فلابد من كبح جماحهم. على عثمان طة الذى يخطط لمزيد من التشتيت وتمزيق السودان من الداخل و رئيسه عمر البشير ينفذ بطيرانه الحربى وراجماته وقذفاته فى توسيع الخراب والدمار ومنع الاكل عن الاطفال والدواء عن الجرحى والمرضى. لن يكن من الممكن ان يمضى هذا الوضع المأسوى فى جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق ومناطق اخرى الى ما لانهاية. فلابد من البديل وسريع فان البديل هو نقل الحرب الى داخل الخرطوم. والقيام بالتفجيرات واشعال المؤسسات الحيوية و مهاجمة وحدات القوات الشعب المسلحة داخل العاصمة واشعال الحريق فى محطات الوقود والاختطاف القسرى والجبرى لرموز النظام واركانه هى الوسيلة الاسرع والاكثر فاعلية لتخلص من النظام. صحيح سيقطوا الابرياء موتاً من بأس هذه التفجيرات فى داخل العاصمة الخرطوم واطرافها.لا مشكلة اذا سقطوا الابرياء فى الخرطوم فها هم الابرياء يسقطون يومياً بالعشرات فى دارفور والنيل الازراق وجبال النوبة ومنطاق اخرى فى السودان بسبب القنابل و الصواريخ الذى يسقطها طيران النظام فوق رؤوس هولاء الابريا. لان الرئيس عمر البشير ونائبه على عثمان طة لن يتركوا خياراً اخر الا نقل الحرب الى د اخل الخرطوم وهذا ليس من الصعب. حتى لو وضع النظام مليون رجل ومليون كمرة لمراقبة المنافذ سيكون هناك مليون منفذ أخر يمكن الدخول من خلاله الى الخرطوم. الان الكرة فى ملعب الجبهة الثورية السودانية لتفعيل هذه الاستراتيجية فعلى رئيس الجبهة الثورية مالك عقار توكيل هذه المهمة لنصر الدين الهادى و التوم هجو انه الاختبار الحقيقى لمعرفة نواياهم ومصداقيتهم تجاة هذا العمل الثورى والعسكرى التحررى واثبات حقيقة انضمامهم لجبهة الثورية السودانية فى اسقاط النظام حسب قولهم وبياناتهم. لان قطاع واسع من ابناء الهامش الذين يموتوا اهلهم الان فى كل جبهات القتال يروا ان نصر الدين الهادى من حزب الامة والتوم هجو من الاتحاد الديمقراطى مجرد عملاء مزدوجين هدفهم خرق الجبهة الثورية وارباك أستراتيجيتها وتكتكاتها و فكرها كما فعل التجمع الديمقراطى مع الحركة الشعبية لتحرير السودان فى التسعنيات عندما شارفت الحركة الشعبية من دخول الخرطوم. فكان انضمام التجمع الديمقراطي تحت اسم المعارضة ضد النظام واسقاطه سويا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان كان مجرد تكتيك استراتيجى من التجمع الديمقراطى المعارض لخرق الحركة الشعبية من الداخل لأجل ارباك استراتيجيتها السياسية والعسكرية والفكرية وتزويد النظام الحاكم الذى لايزال فى السلطة الى الان بالمعلومات الدقيقة ايضا.فأدركت حسياً بعض رموز الحركة الشعبية ذات النفوذ القوية والثقل الكبير داخل الحركة الشعبية أنه قد اصبح من الصعب تحقيق حلم السودان الجديد. ثم بدات تنمو فكرة الانفصال التى نمت وكبرت حقاً فى عقولهم وقلوبهم وساقوها الى المحافل الدولية والاقليمية فقد كانت المؤتمرات التى عقدت فى كل من واشنطون ولندن ولاهاى تتويجاً لذلك. لانه لن يكن هناك بداً من تحرير السودان وبناء السودان الجديد الواحد والموحد حسب فكرها ومبادئها و استراتيجيتها التى دعت اليه الحركة الشعبية لحظة انطلاقها فى تلك الفترة من الزمن. لان التجمع الديمقراطى حطم الحركة الشعبية لتحرير السودان معها ذاك الفكر والحلم. وبدأت الحركة الشعبية لتحرير السودان تتراجع الى الوراء تدريجياً الى المربع الاول بعد ما سطرت اروع الانتصارات العسكرية الميدانية فى كل الجبهات فى السابق قبل ان يحترقها التجمع الديمقراطى. واصبحت الحركة الشعبية تترنحة يميناً وشمالاً دون جدوى واصبح الامل فى تحقيق الحلم يتلاشى تدريجياً بعيداً وهم ينظرون. واصبحت الحركة غير قادرة ايضا على الوقوف على أقدامها كما كانت. فلما تأكد لتجمع الديمقراطى من ان الحركة الشعبية لتحرير السودان بدأت روحها تخرج من جسدها تدريجياً لأجى التجمع الديمقراطى الى النظام الحاكم فى الخرطوم وقالوا للنظام ان الحركة لن تعد تشكل خطراً من بعد الان .لذلك شدد التجمع الديمقراطى على النظام بان يبدأ التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لأجل الوصول الى الحل السياسى السلمى بالجلوس معها حول طاولة المفاوضات. فعندما دخلت المفاوضات مراحلها الجدية فى نيروبى انصراف التجمع الديمقراطى الى قواعده بعد ان حقق هدفه فى كسر العمود الفقرى للحركة الشعبية لتحرير السودان تحت شعارات كثيرة. مثل نحن جمعياً تحت مظلة واحدة لأسقاط نظام الانقاذ. التجمع الديمقراطى جزءاً اساسياً من الحركة الشعبية لتحرير السودان. نقاتل سوياً من اجل بناء السودان الجديد الواحد. شعارات كثيرة لا اول لها ولا أخر كلها ماتت دون ان يحقق التجمع الديمقراطى المعارض شيئا ملموس ومحسوس على ارض. لذلك كان التجمع الديمقراطى بقيادة الميرغنى المنتصر الحقيقى فاما الحركة الشعبية لتحرير السودان فقد كان انتصارها رمزى. فها هى التجربة تتكرر للمرة الثانية مع الجبهة الثورية السودانية بانضمام كل من نصر الدين الهادى والتوم هجو الى الجبهة الثورية السودانية ليس لسبب الأ لخرق الجبهة الثورية من الداخل والقضاء عليها عسكرياً وسياسياً وفكرياً, كما فعل التجمع الديمقراطى مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. لاننسى انهم من الاحزاب ذاتها التى كانت فى التجمع الديمقراطى المعارض التى قضت على الحركة الشعبية لتحرير السودان. فاذا كان هدف الجبهة الثورية السودانية اسقاط النظام فى الخرطوم فما على الجبهة الا ان تنقل الحرب الى داخل الخرطوم ووقف البيانات كمثل الذى اصدرته الجبهة الثورية مؤخراً بان أحفاد بادى ابوشلوخ معنا واحفاد على دينار معنا. واحفاد اوشيك معنا واحفاد المك نمر معنا واحفاد المهدى معنا. هذا مجرد تباكى على الاطلال لان مثل هذه البيانات لن تسقط نظام عمر البشير فى الخرطوم. ولكن الذى يسقط النظام وبسرعة هو نقل الحرب الى داخل الخرطوم وان تؤكل مهمة نقل الحرب الى الخرطوم لكل من نصر الدين الهادى والتوم هجو حيث التخطيط والتكتيك انه الاختبار الاكبر لهم حتى لاتتكرر تجربة التجمع الديمقراطى مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. والا سيكون نصر الدين الهادى والتوم هجو فى نهاية المطاف هم المنتصرين وتكون الجبهة الثورية هى المهزومة. لا مضعية للزمن والنقص اليومى فى الانفس فى دارفور وجبال النوبة و النيل الازراق وشرق السودان يزداد يوماً بعد يوم. لابد من جدية فى تفعيل العمل الثورى العسكرى الذى يسقط النظام الحاكم فى الخرطوم بكل الوسائل المتاحة. فان الاعتماد على المعارضة الداخلية بقيادة فاروق ابوعيسى هذه استراتيجية باطلة لايمكن للجبهة الثورية السودانية والوثوق بها او الاعتماد عليها ايضا. لان فاروق ابوعيسى ومجموعته غير قادرة على تحريك الشارع السودانى من الداخل وغير قادرة ايضا على توحيد روؤهم وخطابهم السياسى والاعلامى مع الجبهة الثورية السودانية لتبنى استراتيجية فاعلة قادرة لأسقاط نظام عمر البشير. ولكن مع ذلك ستبقى الجبهة الثورية السودانية الخيار الافضل لأسقاط النظام اذا تبنت استراتيجية نقل الحرب الى داخل الخرطوم لانه الخيار الأخير ولاغيره. سودانى حادب على مصلحة السودان وشعبه. 06/01/2013